الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأسد : سننتصر على الأمريكان فى المعركة التاريخية




كتبت-  مى فهيم  وابتهال مخلوف ووكالات الانباء
تواصل دول غربية عدة استعداداتها العسكرية وتحركاتها تمهيداً لضربة عسكرية محتملة على سوريا، رداً على الهجوم الكيماوى فى الغوطة، ويبدو أن الاستعدادات العسكرية شبه مكتملة لدى هذه الدول ، ولم يعد هناك سوى انتهاء العد العكسى لتوجيه الضربة العسكرية ضد النظام السوري.
وارتسمت بشكل شبه نهائى ملامح التحالف الدولى الذى سيشن العملية, ويضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فى مرحلة أولية قبل أن تلتحق بها دول أخرى.
على الرغم من تصريح دان شابيرو سفير أمريكا  لدى اسرائيل أن باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة لم يتخذ بعد قرارا بشأن طريقة رد واشنطن على استخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية، مؤكدا على وجود رد قوى وجدى على هذا الاعتداء.
فالولايات المتحدة تملك أربع مدمرات فى البحر المتوسط هي» يو إس إس ماهان، والمدمرة الطائرات راماج، والمدمرة باري، والمدمرة يو إس إس غرايفلي، وهى مجهزة بصواريخ توماهوك»
أما بريطانيا فلديها قوات فى البحر المتوسط مزودة بصواريخ «كروز»، ما يشكل أكبر مساهمة لها فى العملية،كما يمكن لسلاح الجو الملكى البريطانى استخدام قاعدة «أكروتيري» العسكرية البريطانية فى قبرص.
وقامت لندن بإرسال ست مقاتلات إلى قاعدتها فى قبرص وسط أنباء عن تحركات غربية واسعة بقيادة واشنطن لشن عدوان على سوريا.
من جهتها، أشارت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية إلى أن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى سيؤجل جلسة البرلمان ، للتصويت على اتخاذ قرار التدخل العسكرى البريطانى على سوريا، إنتظارا  لتقرير فريق مفتشى الأمم المتحدة لجمع أدلة مسئولية نظام الأسد عن استخدام أسلحة كيماوية.
ورأت الصحيفة إن التدخل العسكرى البريطانى فى سوريا أصبح مجالا للنقاش بعد أن رضخ كاميرون أمام ضغوط زعيم حزب العمال اد ميليباند لتأجيل تصويت البرلمان للموافقة على توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
وأوضحت الصحيفة أن تأجيل التصويت جاء نابعا من مخاوف عميقة من مغبة الانزلاق فى الحرب على سوريا،فما حدث فى الحرب على العراق لا يزال عالقا فى الأذهان.
فيما تمتلك فرنسا غواصات هجومية وفرقاطات حاملة للمروحيات فى البحر المتوسط، وصواريخ عابرة مثل صواريخ «سكالب» يمكن إطلاقها من الطائرات، كما تنشر باريس أيضا طائرات «ميراج 2000» فى جيبوتي, وطائرات «رافال» فى أبوظبي.
ويمكن لهذا التحالف الاعتماد على قاعدتى «أزمير» و»إنجرليك» فى تركيا، كما تجثم مقاتلات أمريكية من طراز «إف 16» فى الأردن.
وتعتمد خطة التحالف على تنفيذ هجمات محددة بواسطة صواريخ تطلق من البحر على مستودعات ذخيرة أو بنية تحتية استراتيجية للجيش السوري.
فيما نشرت مجلة» فورين بولسى» الأمريكية خريطة توضح 23 مكانًا يتوقع أن تضربها أمريكا بعد فرض حظر جوى على سوريا ، تشمل أماكن القواعد العسكرية الجوية لجيش الأسد  التى تمثل الهدف الرئيسى لضرب دفاعات النظام فى مقتل.
من جانبه، أكد أنتونى كورديزمان الخبير العسكرى من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بضروة فرض الحظر الجوى قبل الضربة بما يتضمنه من شن ضربة حاسمة بطائرات الشبح وصواريخ توماهوك لتدمير شبكة التحكم فى منظمة الدفاع الجوى لنظام الأسد وأنظمة الرادار ومواقع إطلاق الصواريخ.
فى سياق متصل، أكد مارتن نسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية إن المفتشين سيغادرون سوريا السبت صباحاً، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وصرح نسيركى أنه لايعلم عن متى سيقدم الفريق تقريره إلى مجلس الأمن الدولي، متضمناً نتائج التحقيق فى اتهام النظام باستخدام أسلحة كيماوية فى منطقة الغوطة الشرقية.
يذكر أن بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة كان قد صرح بأنه لازال أمامنا  ثلاثة أيام حتى ينتهى المفتشون من عملهم ، مايعنى ضمنيا أنه يدعو إلى تاجيل الضربة العسكرية الموجهة إلى سوريا حتى انتهاء عمل المراقبين.
فى سياق متصل، ذكرت قناة «إن بى سى نيوز» التلفزيونية الأمريكية أن الضربات الجوية التى ستسددها واشنطن إلى الأراضى السورية قد تستمر على مدار ثلاثة أيام.
يأتى ذلك تزامنا مع دخول سكان العاصمة السورية فى سباق مع الزمن للاستعداد للهجوم، إذ يكدس كثيرون الإمدادات، ويتزاحم آخرون للعثور على مأوى بعيداً عن الأهداف العسكرية المحتملة، وفى محلات البقالة حمل المشترون الخبز والأغذية الجافة والمعلبات خشية أن يواجهوا نقصاً إذا تعرضت المدينة لهجوم،والإقبال الأكبر كان على البطاريات الجافة والمياه.
من جهتها، نفت السلطات السورية قيامها بإخلاء أى من المقار الأمنية وأو قيادة الأركان أو القوات الجوية فى دمشق، ردا على الأنباء التى تناقلتها وسائل الإعلام فى الساعات القليلة الماضية عن قيام السلطات السورية بإخلاء لمقراتها الأمنية والحكومية المهمة تحسبا لأى هجمة عسكرية محتملة، مشيرين إلى أن شاحنات أخلت مقرات الفرقة الرابعة الواقعة خلف جبل قاسيون فى دمشق، التى تعتبر العمود الفقرى لجيش النظام.
فيما ذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية ، المعروفة بقربها من النظام السورى ، أن الأسد وصف الضربة الأمريكية الموجهة لبلاده بـ»التاريخية» وواشنطن بـ «العدو الحقيقي»، مؤكدا على خروجه منتصرا من هذه الأزمة.
 أما صحيفة «الجارديان» البريطانية فنقلت على لسان أحد الضابط الطيارين من القوات الجوية السورية تهدديده باستعداد 8 آلاف مقاتل على الأقل و 13 طيار انتحارى لشن هجمات انتحارية على غرار هجمات « الكاميكازى « اليابانية فى نهاية الحرب العالمية الثانية.
فى المقابل، أعلن أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطنى السورى أنه يتوجب على الغرب إحالة نظام الأسد بالكامل إلى المحكمة الجنائية الدولية، واصفا النظام بـ»الورم الخبيث والجرثومة المعدية» وذلك فى مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية أمس، مؤكدًا أن المجتمع الدولى يجب أن يوجه ضربه عقابية للأسد ثم دعما سياسيا وعسكريا للجيش السورى الحر، معترضا على دعم روسيا وحزب الله وإيران للنظام الاسد.
فى سياق متصل، قال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية البريجادير جنرال مسعود جزايرى إن النار التى ستندلع جراء أى تدخل عسكرى محتمل فى سوريا «ستحرق» النظام الإسرائيلى.
وأضاف جزايرى أنه فى حال القيام بأى عمل عسكرى من قبل من أسماها بـ»الجبهة المناهضة لسوريا»، فان الأمة السورية ستقاوم وستنتصر.
وتابع:» إن العمل العسكرى الذى تعتزم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا القيام به ضد الشعب السورى البرىء هو فى الواقع عملية صهيونية تهدف الى تعزيز الروح المعنوية للصهاينة».
ووصف المسئول الإيرانى الهجوم المحتمل على سوريا بأنه «خيانة للبشرية»، محذرا من أن تداعيات هذا الاعتداء الذى وصفه ب»الشائن» ستكون غير متوقعة
وفيما يخص الموقف الروسى والصيني، أرسلت روسيا سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط لتعزيز وجودها البحرى ، بالاضافة إلى قيامها  بسحب العاملين من منشأتها البحرية للصيانة والإمداد فى سوريا التى تقع على ساحل البحر المتوسط.
ولم تكشف الوزارة عن أرقام لكن محللين عسكريين قالوا إن حوالى 100 فنى يعملون فى المنشأة فى خدمة السفن الروسية التى تطلب إمدادات أو تحتاج إصلاحات طفيفة.
وقالت وزارة الطواريء الروسية فى وقت متأخر يوم الثلاثاء إنها أجلت 89 شخصا أرادوا مغادرة سوريا من بينهم 75 روسيا على متن طائرة أقلعت من اللاذقية إلى موسكو.
من جهتها، اعتبرت الخارجية الروسية أنّ أى هجوم قد تشنه الولايات المتحدة ودول أخرى على سوريا قد ينتهك ميثاق الأمم المتحدة، مشددة على ضرورة انتظار نتائج التحقيق الذى تجريه الأمم المتحدة فى سوريا.
أما الصين ، فقد حث وزير الخارجية الصينى وانج يى على ضبط النفس مع تزايد التوترات بشان سوريا قائلا ان أى تدخل عسكرى فى الازمة سيؤدى فقط الى تفاقم الاضطرابات فى الشرق الاوسط.