الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشا الفوال: الشاعر هو صوت الحزن والغضب وقت الثورات




حوار - خالد بيومى
رشا الفوال، صوت أدبى شاب من أدباء الأقاليم «المنصورة»، تكتب قصيدة النثر وشعر العامية، انعكست دراستها لعلم النفس على كتابتها وترى أنه أعطاها فرصة أكبر لفهم النفس والآخرين بعيدا عن التحيزات، كما ترى الشعر تطهير نفسى من عذابات الآخرين، وأحد وسائل التعايش الانفعالى مع المجتمع كنوع من (التسامى) الذى يساعد المبدع على خفض مستوى القلق إلى أدنى حد ممكن، ترى القصيدة العامية سهلة الوصول إلى أذهان وقلوب الناس، وتعتبر شاهدا على الأحداث، لذا لا يمكن وصف العامية بالإبداع من الدرجة الثانية، فإلى نص الحوار:


كيف ومتى بدأت علاقتك بالشعر؟
فى الصف الرابع الابتدائى بدأت عدة مواهب تفصح عن نفسها منها الاهتمام بالقراءة وخاصة كلمات أغانى عبد الحليم وفريد الأطرش، ثم الغناء وكتابة أبيات موزونة ومقفاة (أغانى بسيطة) ثم موهبة الإلقاء.

■ تكتبين قصيدة النثر والقصيدة العامية أين تجدين نفسك أكثر؟
أجد نفسى فى كل إحساس نابع من روحى سواء كان فى صورة بسيطة قريبة للأذهان أو فى صورة مركبة نوعا ما.

■ البعض يرى أن القصيدة العامية إبداع من الدرجة الثانية، ما رأيك؟
القصيدة العامية تصل إلى أذهان وقلوب الناس أسرع كما أنها تُعد شاهدا على الأحداث يرتبط ببساطة التعبير وانسجام الأفكار وتعالج القضايا المطروحة بغزارة الإحساس فهى إبداع من الدرجه الأولى.

■ ما أبرز القضايا التى تؤرقك فى قصيدتك؟
يؤرقنى محاولة سبر غور الحياة النفسية التى قد يبدو بعضها فى سلوكيات الأفراد ولكن يظل الجزء الأكبر منها فعالا فى أعماقهم.

■ما الذى يشغل المرأة المثقفة فى الأقاليم؟
نظرة المجتمع للمرأة المثقفة فى الأقاليم مقلقة جدا فهى تُعد فى كثير من الأحيان مشكله للرجل الضعيف الذى لا يقدر الموهبة وضرورة إعمالها، وكذلك المرأة المثقفة تخشاها بعض النساء ممن يظنون أن الشهادة الجامعية هى أعلى ما يمكن تحقيقه.

■ هل المؤتمرات الأدبية يستفيد منها أدباء الأقاليم أم مجرد استعراض ثقافى؟
من وجهة نظرى أن المؤتمرات الأدبية فرصة جيدة جدا للتعارف وتبادل الأفكار والرؤى وبث روح جديدة من خلال الاهتمام بإلقاء الضوء على المواهب وتشجيعها وخلق جو من الألفة والتواصل، لكن يجب أيضا ألا تقتصر على أماكن مغلقه بل يجب أن يوضع لكل مؤتمر أدبى خطه زمنية للخروج بالأدباء من مقار الإبداع والنزول للبسطاء من أجل إحداث قفزة ثقافية تعم الجميع.

■ كيف يحضر الرجل فى شعرك؟
الرجل فى شعرى إنسان متميز بسيكولوجيات مختلفة وإن كنت أختلف مع البعض فى أن المجتمع العربى مجتمع ذكورى لأنى من خلال تخصصى فى علم النفس والاحتكاك بالآخرين أرى أن المجتمع العربى وخاصة مصر مجتمع أنثوى جد فسلطة الرجل فى تراجع مستمر وهيبته المزعومه فى سبيلها للانقراض، أرى الرجل يتسم بالبساطه والوداعة واحتراف الكذب أكثر من اتسامة بالتسلط والقسوة.

■ كيف تفاعلت مع ثورة يناير وثورة 30 يونيو كشاعرة؟
الشاعر هو الصوت الحزين والغاضب وفى وقت الأزمات والثورات تجد الشعر أصبح قرارا، أعتبر نفسى ممن يتعايشون انفعالياً مع الأحداث فقبل ثورة يناير كانت لى كتابات فى حب الوطن خاصة بالأطفال فى شكل أوبريتات غنائية لكن وجدتنى تفاعلاً مع الأحداث أكتب قصائد بالعامية وبالنثر كتفريغ انفعالى لكل ما يدور فى نفسى من آلام وأحلام.

■ ما العلاقه بين الشعر وعلم النفس؟
علم النفس أعطانى فرصة أكبر لفهم نفسى أولاً وفهم الآخرين بشكل موضوعى ومحايد بعيداً عن التحيزات كما أن ربة الشعر أو ما يسمى (الإلهام) له عدة تفسيرات نفسيه منها أنه ناتج عن الضغوط والتى بدورها تسعى للتنفيث  كما أن الِشعر يُعد تطهيرا نفسيا من عذابات الآخرين ويُعد أيضاً تعايشا انفعاليا باستخدام الحيلة الدفاعية كنوع من (التسامى) الذى يجعل المبدع يحقق أكثر قدر من الإنتاج الأدبى وبالتالى خفض مستوى القلق إلى أدنى حد ممكن.

■ هل كتبت النص الذى تحلمين به؟
كل نص أكتبه أعتقد أنه الأفضل والأقوى ثم أكتشف فى النص الذى يليه أنه كان الأضعف بالنسبة للجديد، ولذلك أعتقد أن المبدع إذا أصابه الرضا التام عن إنتاجه لن يكتب بعدها.