السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لم يوُلد الإرهاب من رحم الإسلام




أدى جهل الكثيرين بالإسلام وعدم فهمه فهماً صحيحاً إلى انتشار وتفشى الإسلاموفوبيا على الرغم من أن الإسلام ليس ديناً جامداً يفتقر إلى السلاسةِ والمرونةِ، وأن العيش وفقَ  أحكامه لا يعنى أن المسلمين عادوا إلى العُصور الوسطى، أو فقدوا هويتهم أو تخلوا عن أعرافهم فهو دين الحضارة والثقافة كما أن الإسلام ليس منافسا لليهودية والمسيحية وليس ديناً فاشياً  كما يتهمه بعض الغربيين فالإسلام يرفض العنف والترويع والإرهاب لا كما يدعى البعض وقد أمرنا باحترام جميع الناس باختلاف ألوانهم وعقائدهم. وأن المؤمن بهذه العقيدة السمحة  كالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيباً، وإذا وقعت على زهرة لا تكسرها لأن الله يعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف.

  ولقد شهد كثير من الغربيين  رغم أنهم لم يدخلوا الإسلام شهادات منصفة صادقة تدل على سماحة ووسطية الاسلام وانه هو دين المحبة والسلام من  هؤلاء ولى عهد بريطانيا الأمير تشارلز: «إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش فى العالم،  فالإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة، والدين والعلم، والعقل والمادة». ويقول المستشرق الأمريكى سنكس: إن محمداً عليه السلام لم يأت لمكافحة التوراة والإنجيل، بل إنه كان يقول: إن هذين قد أنزلا من السماء لهداية الناس إلى الحق مثل القرآن، وإن تعاليم القرآن جاءت مصدقة لهما، ولكنه لم يأخذ منهما.. وقد رفض محمد نبى الإسلام جميع الرموز والأساطير، ودعا إلى عبادة إله واحد قادر رحمن رحيم كما يصفه القرآن فى كل سورة من سوره. وإن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها؛ إذ أنه برغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتى بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفى سنة وهو قول العلامة (شيريل) عميد كلية الحقوق بجامعة فيينا فى مؤتمر الحقوق سنة 1927. وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : «، لم يفرض العرب المسلمون على الشعوب المغلوبة الدخول فى الإسلام، فبدون أى إجبار على انتحال الدين الجديد مال الناس إلى الإسلام كما تميل الزهرة إلى النور ابتغاء المزيد من الحياة، هكذا انعطف الناس حتى من بقى على دينه، إلى السادة الفاتحين حقا لا إكراه فى الدين، هذا ما أمر به القرآن الكريم. ويقول جوستاف لوبون إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وبين روح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى وإنهم مع حملهم السيف فقد تركوا الناس أحرارا فى تمسكهم بدينهم».  لقد درس الكونت هنرى دى كاسترى تاريخ النصارى فى بلاد الإسلام، فخرج بحقيقة مشرقة هى أن معاملة المسلمين للنصارى تدل على لُطف فى المعاشرة، وهذا إحساس لم يُؤثر عن غير المسلمين .. فلا نعرف فى الإسلام مجامع دينية، ولا أحباراً يحترفون السير وراء الجيوش الغازية لإكراه الشعوب على الإيمان.  إن أخلاق المسلمين وسلوكهم النبيل جعل غير المسلمين يقفون منها موقف تدبر وعظة فقد ألف  الشاعر الألمانى جوتة كتابه أخلاق المسلمين وأبرز فيه ملامح هذا التسامح فيقول: «للحق أقول: إن تسامح المسلم ليس من ضعف،  ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه بدينه، وتمسكه بعقيدته».

واستنكر هاشم الاعتداء على المسيحيين وكنائسهم، وقال إن المسيحيين والمسلمين فى مصر جسد واحد يتجاورون فى الحياة والممات ويدافعون مع بعضهم البعض عن وطنهم، محذرا من الفتاوى المغشوشة التى تستبيح الحرمات والعدوان، فلا يليق أبدا أن يعتدى أحد على أحد أو يستحل الدم المصرى البرىء.
وقال: «نخاطب أمتنا المصرية ونقول للجميع قفوا على قلب رجل واحد، ونشكر القوات المسلحة والشرطة المصرية على قيامهم بانقاذ مصر من الفتن ولم يفروا كما فر غيرهم ممن قدموا الأطفال والنساء أمامهم وفروا من ورائهم.

الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو الرابطة العالمية لخريجى الأزهر

مؤسس فرع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بالولايات المتحدة الأمريكية