الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حقد مراسل صحفي






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 24 - 11 - 2009


في عام 2005 حضر الصحفي الأمريكي مايكل سلاكمان ليعمل مديرا لمكتب صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة، ورغم عدم إجادته العربية حتي الآن، فإن عين سلاكمان طوال أربع سنوات لا تركز سوي علي كل ما في مصر من سلبيات، يكتبها في صحيفته في سعي مستمر لتشويه صورة مصر في نظر الرأي العام الأمريكي.
أحدث ما كتبه سلاكمان كان عن مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم في مقال تقريبا نشرته معظم الصحف المصرية والمواقع العربية علي الانترنت تحت عنوان "هذه المرة كرة القدم تدفع المصريين للشغب وليس الخبز"
ويتهم سلاكمان الحكومة المصرية بأنها أججت مشاعر الغضب في قلوب المصريين ضد الجزائريين بعد المباراة، وهو ما دفع الشباب الغاضب إلي التظاهر واللجوء إلي الشغب". زاعما أن علاء مبارك، النجل الأكبر للرئيس مبارك بدا كما لو أنه "يدعو الدولة لإعلان حرب" ضد الجزائريين عندما اتصل هاتفياً ببرنامج تليفزيوني ليعبر عن وجهة نظره خاصة أنه كان بين المشجعين.
ولم يكتف بذلك وإنما حاول التشكيك فيما حدث في السودان قائلا "علي الرغم من الشكاوي المصرية التي تشمل اتهامات بالتعرض للرشق بالحجارة والهجوم بالسكاكين، لا يوجد أي دليل موثق علي تعرض أي من المشجعين للإصابة الخطيرة عقب المباراة يوم الأربعاء الماضي.
بمنطق المؤامرة الذي كنا نظن أنه عادة عربية فقط يزعم سلاكمان أن الحكومة المصرية عكفت من البداية علي استغلال المباريات مع الجزائر وأضفت طابعا سياسيا عليها، فالإذاعة أذاعت الأغاني الوطنية، وامتلأت شوارع القاهرة بالشباب الذين يبيعون الأعلام المصرية، وذهب جمال مبارك إلي المباراتين ليدعم منتخب البلاد.
وحسب سلاكمان نقلا عن أسامة أنور عكاشة وسلامة أحمد سلامة فإن الحكومة وخاصة الحزب الوطني تمنوا أن يحقق المنتخب المصري النصر علي نظيره الجزائري حتي تعزز مصداقيتها وتصرف انتباه المصريين عن تفشي الفقر والجمود السياسي في البلاد وبعدما خسر الفريق الوطني، يقول سلاكمان إن الحكومة حاولت مرة أخري استغلال مشاعر الغضب المتأججة".
هذا بعض من فيض جاء في هذا المقال، وغيره كثير عن مجتمع الزبالين في مصر، وعن التوريث.. والفساد، والكثير من المقالات التي تجد طريقها للترجمة وإعادة النشر في الصحف المصرية الخاصة.
وفي تصوري المتواضع أن ما نشره سلاكمان ليس أكثر من أكاذيب صاغها بحرفية لتبدو تعبيرا صادقا عن حالة عامة هي أبعد ما تكون عن الحقيقة.
أنا شخصيا لا أقف كثيرا عند ما يكتبه المراسلون الأجانب عن مصر، فالحكم علي مهنية أي منهم للقارئ فقط، لكن التأثير علي القارئ الأجنبي يبدو كبيرا، وربما ينتقل إلي دوائر صناعة القرار في دول هؤلاء المراسلين، وهذا يعني أن علي الدولة المصرية الاهتمام بشكل أكبر بتلك الكتابات، ليس لمصادرة حرية الرأي وإنما لإظهار الجانب الإيجابي من الصورة.
ويبدو أن علي هيئة الاستعلامات دورا كبيرا في خلق جسور الثقة مع المراسلين الأجانب ومدهم بالكثير من المعلومات الحقيقية، كما أن علي الملحقين الإعلاميين في سفارتنا بالخارج دورا لا يقل أهمية في متابعة ما ينشر عن مصر في الخارج، وتفنيده والرد عليه بطريقة صحفية مقروءة.. لكن هل الملحقين الإعلاميين يتمتعون بتلك المهارات.. أم أنها مجرد وظيفة للمحظوظين؟