الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جريمة مبارك الكبرى!




بالرغم من ان الفساد الذى كان موجودا فى الـ 10 سنوات الاخيرة من عهد مبارك الا انه فى رأيى ان الجريمة الكبرى التى ارتكبها الرئيس الاسبق على مدار الـ 30 سنة هى عدم تعمير شبه جزيرة سيناء واهمال الصعيد بشكل كبير.. لقد كان مبارك يستطيع ان يجعل من مصر دولة متقدمة مثل ما فعل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا فى بلاده خلال توليه مسئولية الحكم لمدة 22 سنة حيث خطت ماليزيا خطوات كبيرة وجعلها احد النمور الآسيوية وكان يستطيع مبارك ان يضرب بحجر واحد عدة عصافير كيف؟ اولا تعمير سيناء كان سيهدد الامن القومى لإسرائيل وكان سيحدث رعبا وهوسا لهم اذا سكن وعاش واقام ملايين المصريين بها وهذا لن يحدث الا اذا اقيمت المئات من المشروعات الكبيرة التى سيترتب عليها اقامة آلاف من المشروعات الاقل حجما.. وكان ذلك سيؤدى بكل تأكيد الى القضاء بشكل نهائى على حلم اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.. ثانيا.. اقامة المئات من المشروعات كان سيوفر فرص عمل لمئات الالوف من الشباب كل عام وكنا سنقضى على قنبلة موقوتة اسمها البطالة.. ثالثا.. ان اقامة هذه المشروعات كانت ستنعش الاقتصاد المصرى بكل تأكيد وكانت ستغرق السوق المصرى بالبضائع ومليارات الجنيهات وتحول مصر من دولة مستوردة الى دولة مصدرة ومن دولة دائنة الى دولة مدينة.. ودعنا نعترف ان العقلية الاسرائيلية لها دائما تفكير مختلف عن العقلية العربية والدليل اين هم واين نحن.. فاسرائيل عندما احتلت سيناء لمدة ست سنوات فى الفترة من 1967 حتى 1973 كانوا يعيشون فيها  كأنها ارضهم وانهم سيعيشون بها طوال عمرهم  ولن يتركوها ابدا ولذلك منذ ان وطأت اقدامهم ارض الفيروز تحركوا فورا واقاموا عليها العديد من المشروعات منها فندق شيراتون طابا وانشأوا العديد من المدن مثل شرم الشيخ.. ونعود الى العقلية العربية بطريقة تفكير نظام مبارك والذى ظل فى الحكم لمدة 30 سنة وليس 6 سنوات مثل اليهود فما الذى فعله مبارك لسيناء باستثناء بعض المشروعات البسيطة التى لا تغنى او تسمن من جوع.. ولا افهم او لا اعرف هل كان ذلك اهمالا منه دون قصد ام عن تعمد أو انه يوجد اتفاق سرى مع امريكا بعدم تعمير سيناء حماية لاسرائيل! .. لقد كان كل تركيز مبارك على القاهرة الكبرى وبعض محافظات وسط الدلتا فى الوقت الذى عانت فيه سيناء والصعيد الاهمال الشديد.
فى اعتقادى ان الاختبار الحقيقى للرئيس القادم اذا اراد ان ينقل مصر نقلة كبرى.. واذا اراد ان يحفر اسمه فى التاريخ هو ان يعمر سيناء وان يهتم بالصعيد حتى لا نسمع بعض الدعوات من الصعايدة بالمطالبة بالانفصال عن مصر.. وعلينا أن نعلم انه بالرغم من النجاح الكبير الذى تحققه القوات المسلحة والشرطة فى تطهير سيناء من بؤر الارهاب فإن هذا حل قصير المدى سيعود من جديد سواء بعد سنة او اثنتين او حتى عشر اما الحل الحقيقى بجانب الحل الامنى فهو تعمير سيناء ثم تعمير سيناء ثم تعمير سيناء لنقل مصر اقتصاديا وامنيا و القضاء على البطالة وعلى حلم دولة صهيونية اسمها اسرائيل.!