كارنيجى: الإخوان ليسوا حركة معتدلة بل متهورة

كتبت- داليا طه
فى مقال له بمركز كارنيجى للسلام الدولى قال الباحث أشرف الشريف إن جماعة الاخوان المسلمين تواجه خيارا صعبا ولكن عليها أن تحسم شكل مستقبلها السياسي.
وطرح ثلاثة سيناريوهات بديلة وهى إما المساومة للاندماج مرة اخرى الى الحياة السياسية أو اللجوء الى العنف أو الاستمرار فى الاحتجاجات واوضح أن مسألة قبول الوضع الراهن مؤلمة للاخوان على الرغم من أنها افضل السبل لكى تستعيد الجماعة دورها السياسي.
واوضح الشريف أن جماعة الاخوان المسلمين ليست حركة اسلامية معتدلة بل ظهرت كحركة متهورة وحاولت التوفيق بين مجموعات لا يمكن التوفيق بينها انطلاقا من المفردات السياسية.وقال إن كوادر الجماعة القادرة على التواصل مع المسئولين الغربيين باللغة الانجليزية كلامهم معسول ولا يعبرون عن الوجه الحقيقى لجماعة الاخوان.
واشار الى أنه من أجل فهم حقيقى للجماعة، وينبغى دراسة تحركاتها على مستوى القاعدة الشعبية، فى المدن الصغيرة والمناطق الريفية فى جميع أنحاء مصر وفى الدلتا والصعيد. وقال إنه على هذا المستوى، الإخوان لا يدعمون الخطاب المؤيد للديمقراطية بل يميلون الى الفكر السلفى المتشدد.
واضاف أن الاخوان مختلفون فكريا وثقافيا ولكن فى المجمل يقوم فكرهم على ايديولوجية «الخلافة الاسلامية» ولا يعترفون بحدود الأوطان وقانونهم هو ان السيادة لله وليس الشعب.
وذكر أن الهيكل التنظيمى للجماعة يشير الى أنه من غير المرجح أن تعتمد نهجا معتدلا حيث أنها ليست حزبا سياسيا ولا جمعية اجتماعية بل تنظيم هرمى مغلق يسير على الطراز البلشفى للقيادة والسيطرة.واضاف أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر نفسها الواصى على الشعب وأنها تستطيع أن تقودهم الى عالم جديد تسيطر هى عليه.
واوضح الشريف أن الشبكات الاجتماعية للجماعة غير ديمقراطية بل انها تعتمد فى اتخاذ القرارات على المكائد المالية والترقية والولاءات والهوية.وبالتالى، فإن الطابع التنظيمى لها خيانة لفكرة الديمقراطية وخيانة للثوار الذين احتشدوا فى الميادين للاطاحة بمبارك.
وعن السيناريوهات الثلاثة، اشار الشريف الى أن سيناريو المساومة يقوم على اتفاق بين الجماعة والحكومة المصرية المؤقتة للاندماج فى عملية سياسية جديدة من شأنها الحفاظ على الاخوان كلاعب سياسى فى الحياة السياسية المصرية وترك أصولهم المالية والاجتماعية سليمة نسبيا . ولكى يحدث هذا، فإن الإخوان يجب أن ترضخ إلى الواقع وأن يفهموا أن عودة مرسى مستحيلة.