رشيد في إيطاليا

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 22 - 12 - 2010



كالابريا - جنوب إيطاليا
مدينة "فيبو فالنسيا" مدينة ساحلية.. كل ما فيها يعتمد علي البحر وما فيه وما يخرج منه صيداً وصناعة واستثمارات سياحية تتركز عليها كل فرص العمل والتوظيف.. وحتي الأثر التاريخي بها وهو قلعة شاهقة علي قمة جبل عاٍل تشرف علي البحر وتطل علي كل المدينة.. شوارعها ضيقة نسبياً تلتوي طوال الوقت لتتجانس مع الطبيعة الخلابة صعوداً وهبوطا ويميناً ويساراً تستجيب لتدرج ارتفاع سفح الجبل.

شوارع وسط المدينة - منطقة الأسواق والمقاهي - تطل عليها مباٍن صفتها المعمارية متواضعة لا تكاد تلاحظ اهتماماً معمارياً زخرفياً في واجهات العمارات سوي استخدام الحديد المشغول كأسوار لل"بلكونات" تشبه إلي حد كبير الشكل المعماري للمدن الساحلية المصرية في الستينيات من القرن الماضي ولكنها - البلكونات - تحولت جميعاً إلي معارض للزهور وكأن هناك اتفاقاً جماعياً علي كسر هذه التصاميم المعمارية المصمتة بأحواض الزهور البديعة في ظل مشاهدات تلاحظ شكل الحياة البسيط لسكان المدينة دون مظهر واضح من مظاهر الثراء يقطع هذا التناغم الشكلي والاجتماعي.

وفي هذا السياق لم تكن هناك مبررات تدعو للدهشة أو الاستغراب من اختيار مدينة "فيبو فالنسيا" هدفا لاتفاق توءمة مع مدينة رشيد.. إذ تتشابه في ملامحها وطبيعة سكانها وشكل الحياة فيها ومقوماتها التاريخية وأدواتها الاقتصادية مع مدينة رشيد صاحبة البعد التاريخي والأدوات الاقتصادية المرتبطة بشاطئ البحر المتوسط.

ومن ثم وجد اللواء فتح الله الجندي رئيس مدينة رشيد أسبابا حقيقية يستند إليها اتفاق التوءمة بما يصلح كواقع ينفذ علي الأرض فاستغرق وقتاً في مناقشة تفاصيل الاتفاق وصولاً إلي أقصي استفادة لمدينة رشيد في التعاون مع مدينة "فيبو فالنسيا" صاحبة الخبرة الواسعة علي المستويين السياحي والثقافي وعلي المستوي الاقتصادي فيما يتعلق بالصيد حرفة وأدوات وتصنيعاً.. وظل اللواء فتح الله مرددًا طوال الوقت: انظر لدينا هذا وأنجزنا ذلك في رشيد وسنستفيد من هذا وذاك.. وهو ما قدمه إلي عمدة المدينة "نيكولا داجوستينو" وتم التوقيع عليه.

وقد كانت رشيد حاضرة في الجنوب الإيطالي.

[email protected]