الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دقة صفوت الشريف






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 17 - 01 - 2011


في اجتماع هيئة مكتب أمانة الأحزاب استخدم صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني "حزب الأغلبية" تعبير "مقاومة الانزلاق" وهو يستعرض قدرة أبناء الوطن الواحد علي هزيمة الارهاب والإرهابيين علي خلفية حادث التفجير الارهابي أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية.. فهناك طرف أو أطراف تدفع إلي موقف "انزلاق" تمت مقاومتها بالفطرة الشعبية والاحساس الوطني بخطر المؤامرة.
 

وهو توصيف شديد الدقة لطبيعة جريمة الاسكندرية الارهابية والتي حدثت كنتيجة لمجموعة من المقدمات المختلفة تلاقت عند هدف واحد وهو دفع الوطن إلي فتنة طائفية يتمزق فيه وبعنف نسيج الوطن الواحد.. تحت دعاوي الديمقراطية وحرية التعبير وحرية العمل السياسي والجماهيري.

هذا الدفع الممنهج ل "انزلاق" المصريين إلي "مشهد عنيف" استخدم أدوات محددة تعددت أساليبها في خطاب ديني متطرف علي الجانبين المسلم والمسيحي في زوايا وكنائس يدعمه إعلام منفلت في صحافة خاصة متاجرة وبرامج "توك شو" ليلية تحريضية مقامرة ونشاط مشبوه لكوادر وقواعد تنظيم جماعة الإخوان الظلامي غير الشرعي ذهبت تستجدي التحالف معه أحزاب سياسية شرعية تعاني من الجفاف الجماهيري ظنته متاحا عند الظلاميين.

وهو ما صنع مناخا من الاستفزاز الطائفي قابلا للاشتعال بين وقت وآخر.. بما أصبح يستدعي وجوبية تفريغ هذا المناخ من الشحنات الكهربائية المولدة للبرق والصواعق والقابلة للاستخدام من أطراف خارجية لها مصالح رئيسية "سياسية واقتصادية" في استهداف الاستقرار في مصر بضرب وحدتها الوطنية وتماسكها الاجتماعي.. ليعود صفو السماء لحالته الطبيعية.

وهذا التفريغ لن يتأسس علي اصدار قانون أو قرار حكومي وإنما علي الانتشار الواسع لثقافة المواطنة وقيمها ومفرداتها السلوكية.. وجها لوجه.. من داعٍ لها إلي متلقٍ.. في البيوت وبين الأسر قبل المدارس و مناهجها التعليمية.. علي المقاهي وبين اصحاب الوظائف العامة والخاصة.. قبل الندوات واللقاءات الجماهيرية في مراكز الشباب والمؤتمرات الشعبية.

ومن ثم فقد كان صفوت الشريف دقيقا في توصيفه.. وكانت التكليفات المحددة من هيئة مكتب الحزب إلي أمانات التنظيم والإعلام والأمانات الجماهيرية بنشر ثقافة المواطنة وقيم المساواة وعدم التمييز.. دقيقة في هدفها الوطني بغض النظر عن حجم المهمة الجسيمة التي ستتحملها وحجم الجهد الشاق الذي ستبذله.. وهي في قدرة واستطاعة حزب الأغلبية بقياداته وكوادره.

[email protected]