الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخــونــة




قتلوا الجنود.. حرقوا العلم.. حاصروا الأزهر
 
 
كتب - صبحى مجاهد وأحمد عبدالعظيم
ومحمد هاشم ومى فهيم والشيماء طلعت وإسلام عبدالكريم

48 ساعة مأساوية عاشتها مصر منذ بدء احتفالات ذكرى محمد محمود أمس الأول، رغم إعلان الحكومة عن رعايتها فعاليات إحياء الذكرى، حيث فوجئ المصريون بمشاهد لم يروها من قبل، تحدت ذكرى من المفترض أنها وطنية بدأت بالتخريب والدمار والهتافات المسيئة والشعارات المشينة مرورا بحرق العلم المصري وأخيرا قتل جنودنا في سيناء وحصار مشيخة الأزهر بالقنابل الحارقة.
مشهد «حرق العلم» جاء بعد اشتباكات عنيفة فى التاسعة من مساء أمس الأول عندما ظهرت عناصر تخريبية لا نعلم من أين جاءوا وهل هم منتسبون للمحظورة أم لا؟ الأمر الذي يجب أن توضحه الحكومة منظمة الاحتفالية، هؤلاء هاجمو قوات أمن جامعة الدول العربية بالحجارة والمولوتوف ليحطموا زجاج المبنى الفرعى للجامعة، مما دفع قوات الشرطة العسكرية إلى عمل حاجز بالأسلاك الشائكة، بينما تقدمت مصفحات الشرطة وبدأت فى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
لا نبرئ القوى والحركات السياسية المشاركة فى فعاليات إحياء الذكرى من الأحداث رغم إعلانها إنهاء تظاهراتها والخروج من شارع محمد محمود ومحيط ميدان التحرير فى محاولة للتبرأ من المشهد الدامى الذى انتهى بتدمير النصب التذكارى المقام لشهداء الثورة وسط الميدان، بينما ألقت قوات الأمن القبض على 4 أشخاص بحوزتهم 3 حقائب تضم 12 قنبلة، و9 زجاجات مولوتوف.
وفى أول رد فعل رئاسى على الأحداث أدان الرئيس عدلى منصور ما شهده ميدان التحرير من عنف وشغب، مهيبا بأبناء الشعب المصرى بضرورة الابتعاد عن العنف كوسيلة للتعبير والرأى وتحقيق أهداف فئات وتيارات بعينها.
وما إن التقط المصريون أنفاسهم بعد الليلة الدامية، حتى فوجئوا بحادث خسيس صباح أمس يضاف إلى جرائم الإرهاب الأسود أسفر عن استشهاد 11 جنديا بالقوات المسلحة وأصيب 35 آخرون بعد أن استهدفت سيارة مفخخة الأتوبيس الذى كان يقلهم على طريق العريش - رفح فى طريقهم إلى القاهرة لقضاء الإجازة.
وحدات الجيش الثانى الميدانى رفعت درجة استعداداتها القصوى فى مناطق العريش والشيخ زويد ورفح، بينما انتشرت دوريات مكثفة للشرطة العسكرية على الطرق الرئيسية والفرعية مؤمنة بطائرات أباتشى حلقت فى سماء سيناء على مستوى منخفض للبحث عن مرتكبى الحادث.
فيما نشر العقيد أحمد على المتحدث العسكرى بيانا تفصيليا بالحادث جاء فيه: فى تمام الساعة 7.45 صباح اليوم استهدفت سيارة مفخخة من طراز « هيونداى - فيرنا» يستقلها عناصر إرهابية حافلة إجازات لأفراد القوات المسلحة أثناء مرورها بمنطقة «الشلاق» الواقعة بغرب مدينة الشيخ زويد، حيث أسفر ذلك عن استشهاد «11» مجندا منهم سائق و3 أفراد من قوات التأمين و6 جنود.
من جانبه نعى الرئيس عدلى منصور ضحايا العملية الإرهابية مقدما خالص تعازيه لأسر الشهداء، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وأكد الرئيس أن أرواح أولئك الشهداء ودماءهم الذكية التى سالت على أرض سيناء سيتم القصاص لها، مشددا على أن مصر التى انتصرت على الإرهاب فى تسعينيات القرن الماضى، ستنتزع هذا الإرهاب الأسود من جميع أراضيها وربوعها.
كما أدان شوقى علام - مفتى الجمهورية - العملية الإرهابية الغاشمة، مؤكدا أن ما يقوم به هؤلاء الغاشمون من قتل للأبرياء وترويع للأمن أمر حرمه الإسلام، بل والأديان السماوية كلها.
على جانب آخر اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالحادث الإرهابى حيث وصفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الناطقة بالانجليزية الهجوم بأنه واحد من أعنف العمليات الهجومية التى شهدتها سيناء منذ 30 يونيو.
أما صحيفة «يديعوت أحرونوت» فأكدت أن الفوضى الأمنية مستمرة فى سيناء. ورأت أن الحادث من أكثر الهجمات الدامية ضد قوات الأمن فى سيناء، منذ بدء هجمات العناصر الإسلامية ضد قوات الجيش والشرطة.
ولم تمر ساعات قليلة على الحادث الخسيس حتى حاول طلاب الإخوان بجامعة الأزهر اقتحام المشيخة للمرة الثانية فى أقل من شهرين بعد قطعهم طريق صلاح سالم، تنديدا بأحكام القضاء الصادرة فى مواجهة 12 طالبا بالسجن 12 عاما فى واقعة اقتحام المشيخة الأولى.
قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب وألقت القبض على 24 منهم، بينهم تركى الجنسية وبحوزتهم أسلحة خرطوش وقنابل مولوتوف ومنشورات.

تفاصيل .....