الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

احترم عقولنا يا رئيس الحكومة




هل يكرر التاريخ نفسه؟! لا أظن ولكننا لا نعتبر من أخطاء السابقين فنقع فى مثل ما وقعوا فيه.. نكرر نحن التاريخ ولا يكرر هو نفسه.
مشكلة كبيرة أن تتحدث فلا يصدقك أحد حتى وإن كنت صادقا فالثقة بينك وبين الآخرين حين تصل إلى الصفر أو قريب منه لا يمكن أن تتصور أن هناك من  يأخذ حديثك مأخذ الجد أو يضعه محل اعتبار حتى وإن اقمت المهرجانات وأعلنت مئات التأكيدات وأقسمت بأغلظ الأيمان.. لماذا؟! لأن الثقة تأخذ وقتا وأهم عناصرها الشفافية والصدق واحترام عقول الآخرين فضلا عن عدم التناقض بين الفعل والقول.. وهى أمور مفقودة فى حكومة الدكتور الببلاوى.. للوهلة الأولى يبدو أن الرجل وحكومته غير مصدقين أو أن استيعابهم للثورة التى أتت بهم وكان قوامها أكثر من ثلاثين مليون مصرى خرجوا إلى الشارع لإنهاء حكم مرسى وجماعته لتكون بحق أضخم وأعظم ثورة شهدتها البشرية منذ خلق الله آدم حتى هذه اللحظة ليكتب التاريخ فى سجلات من نور أن المصريين كما أبهروا العالم على مدى تاريخهم العريق.. ها هم يضيفون مجدا ويلقنون درسا جديدا فى العزيمة والإصرار للوصول للهدف.
ومنذ اللحظة الأولى لتولى حكومة الببلاوى المسئولية.. كانت فرص النجاح كبيرة وكان الأمل فى أن تقدم شيئا للوطن عظيما، ولكن للأسف كان الإخفاق والفشل له النصيب الأكبر.. وكلما خرجت الحكومة من كبوة وقعت فى كبوة جديدة.. ترفض أن تخطوا للأمام أو حتى تعطى دليلا واحدا على ذلك.
الأيادى مرتعشة وقراءة الواقع غائبة ورؤية المستقبل معدومة.. فقد فشلت فى السيطرة على جنون أسعار السلع الأساسية غير المبرر وأيضا كان حظر التجوال وتوقف القطارات فرصة عظيمة لإصلاح منظومة السكك الحديدية إلا أنها أضاعت الفرصة وعادت القطارات وقضبانها تهدد كل من يقترب منها بالموت فتحولت لوسيلة نقل للمصريين إلى الآخرة.. وأيضا أتى فصل الشتاء على غير موعده لتكون أنبوبة البوتاجاز هى حلم المصريين بعد الثورة.
لقد بلغ تراخى الحكومة وميوعتها أقصى مداه فتشجعت جماعة الإخوان الإرهابية وأذنابها من الجماعات التكفيرية واستحلت دماء المصريين.. تقتل وتذبح.. بدم بارد.. خير أجناد الأرض غدرا وأيضا رجال الشرطة.. ووصل بها الجرم إلى قتل الأطفال.. وحكومة الببلاوى تتعامل بقلة الحيلة والطبطبة مشلولة وعاجزة عن إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية والسؤال هو لماذا التعامل بهذا الضعف والخنوع مع الإرهاب، لماذا لا يتم إعلانها فى ظل هذه الظروف حكومة حرب؟ الشعب يؤيد والجيش يحمى فلماذا الخوف؟!
يا دكتور ببلاوى لقد بلغت الاستهانة بحكومتك مداها لقد أشعلوا النيران فى مترو مصر الجديدة.. وهدموا ما قلت عنه أنه نصب تذكارى للشهداء حتى طلبة الجامعات ومنهم طلبة الأزهر يشوهون ويحرقون ويدمرون أعرق جامعة فى التاريخ.. أين قانون التظاهر وحماية المنشآت العامة؟
ثم تستخف بعقولنا وتقول الشعب يريد أن تكون الحكومة «بابا»، أين حُمرة  الخجل؟!
ولأن الحكومة تصر على عدم احترام عقولنا وأصيبت بداء النسيان والاستعباط فقد أصدر د. الببلاوى الخميس الماضى قرارا بتشكيل لجنة للعلاقات العامة بمجلس الوزراء برئاسة د.زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولى ومجموعة من الوزراء ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمستشار السياسى لرئيس الوزراء ويوضح القرار رقم 1350 لسنة 2013، وتم نشره فى الجريدة الرسمية اختصاصات اللجنة بأنها تتولى الشرح والتفسير والتوضيح والإعلان عن خطط وبرامج الحكومة وسياستها وإنجازاتها والرد على افتراءات وادعاءات المغرضين للنيل من الحكومة وإنجازاتها.. لجنة لتجميل وجه الحكومة.. المصريون يذبحون والببلاوى يشكل لجنة للعلاقات العامة تدافع عن الحكومة.
ووصل التخبط مداه عندما أعلن زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء أمس الأول الجمعة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بأنه لم يتم إخطاره بالقرار أو مناقشته فى قرار رئيس مجلس الوزراء الذى صدر يوم الخميس ونُشر فى الجريدة الرسمية.. من نصدق؟!
دعونا نهمس أو ننصح الدكتور حازم الببلاوى.. فيما مضى لم تكن هناك استقالة لأى مسئول فى الدولة.. خاصة فى المستويات العليا.. بل كانت هناك إقالة.. كانت نظم الحكم آنذاك من الكبر والغطرسة والغرور ومن الاستبداد والعناد بحيث لا تقبل من مسئول فيها أن يتقدم باستقالة من موقعه.. كان ذلك إهانة لا تغتفر وتعرض صاحبها للغضب السامى من فراعين كبار وصغار وجاءت الثورة فهدمت بعض حصون الاستبداد وليس كلها.. فهذا يحتاج وقتا.. أصبح إذن من الطبيعى والعادى أن يتقدم المسئول باستقالته من منصبه إذا وجد ما لا يعجبه أو يتصادم مع قيمه ومبادئه أو كان عاجزًا عن القيام بمهامه كما ينبغى.
الإرهابيون يحرقون قلب مصر على أبنائها والببلاوى يشكل لجنة علاقات عامة للدفاع عن الحكومة وتجميل وجهها العجوز والسؤال للدكتور الببلاوى شخصيًا هل الأولوية لتجميل الحكومة.. أم لإعلانها حكومة حرب لسرعة التعامل مع ما يحدث فى الشارع وحماية أرواح المصريين ومنشآتهم وتطهير الوطن من الإرهاب.
كفاكم تراخيًا وطبطبة يا معالى رئيس الوزراء مصر فى خطر أنقذوها.