الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخوان يرفضون المصالحة خوفاً من الانشقاقات.. وشعبيتهم انهارت





■ ما توصيفكم للوضع السياسى الراهن؟
- من الواضح أن هناك تقدماً كبيراً فى مواجهة الجماعات الإرهابية فى سيناء والقوات المسلحة تحقق تقدم فى المنطقة وهناك أنباء عن قرب إعلان القوات المسلحة اخلاء سيناء من البؤر الارهابية ، وهذه فى حد ذاتها اخبار جيدة ، ونرى جيدا هبوط قدرة جماعة الإخوان على الحشد وقيامهم بأعمال كبيرة ، وان كانت مستمرة فى البحث عن مكان آخر للاعتصام بدلا من رابعة والنهضة، وأعمالها الأخيرة تحولت الى أعمال شغب وفوضى واعمال صبيانية ومنها تعطيل المترو وللأسف كل هذه الأفعال لم تغير حتى طبيعة العلاقة مع الشعب المصرى فقبل هذه العمليات الصغيرة عبر المصريين عن كراهيتهم العميقة للإخوان، أما بعدها فهم عبروا عن جراح حقيقى من الجماعة فقد توصلوا إلى مستوى أخير من الاعمال التى تعطل مصالح العباد وعلى الرغم من كل ذلك لم تؤثر على طبيعة الأوضاع ، ولم تغير من زمام القوى الموجودة، فكل هذه الأفعال لم تأت بفائدة لهم بل جعلت المصريين يرفضونهم .

■ هل هذا الوضع سيستمر طويلا؟
- أعتقد أننا سنعيش فترة قادمة فى ظل القلاقل الصغيرة التى لن تؤثر على حالة التوازن الموجودة ، لكن من المؤكد أن هذه الفترة لن تطول لأننا عندما كنا نحارب الإرهاب فى عهد مبارك كانت الشرطة هى التى تحاربهم فكانت أول مظاهرة ضد الإرهاب عقب تفجير قهوة بميدان التحرير بالقنابل لان النظام كان عليه ملاحظات كثيرة من القوى السياسية، أما الجماعة الآن فهى تواجه الشعب اولا ثم مؤسسات الدولة وهما الشرطة والجيش اللذان يتفقان على مواجهة الإرهاب وأيضا تواجه مؤسستى القضاء والإعلام فبالتالى هى تواجه تحالف قوى يصعب هزيمته.

■ وماذا عن البؤر الإجرامية فى سيناء؟
- عندما تمت مراجعة الأسماء الذين شاركوا فى اختطاف الجنود وقتل جنود الشرطة اتضح أن جزءا كبيرا منهم كان من الشخصيات التى كانت فى السجن ومرسى أفرج عنهم ، وأن عددا من الناس الذين أتوا من سوريا والسعودية وقطاع غزة وغيرها من القاعدة غير ان 50% من السلفية الجهادية دخلوا البلاد فى عهد مرسى ومن الواضح بأن هناك تحالفاً تم بين تنظيم القاعدة وتنظيم الإخوان ، ونذكر عندما حاولت الشرطة مهاجمة الخاطفين للجنود أصدر مرسى قرارا بضرورة الحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين، وايضا عندما سئل المرشد العام عن الوضع فى سيناء بوجود لاجئين من القطاع رد قائلا : ذلك أمر عادى لأنها موجودة فى كل مكان، وأظن أيضا الفحش الذى تم فى عمليات تهريب الغاز والبترول والمواد الغذائية للدعم عن طريق الأنفاق والتستر عليها وأيضا سرقة سيارات الطبقة المتوسطة من المصريين وتهريبها إلى حماس فكل ذلك أوضاع سيئة ،ولم يراعوا أوضاع مصر وذلك نتيجة أن مرسى وجماعته لم يضعوا حدودا فاصلة بينها وبين واجب مصر فى مساندة الإخوان المسلمين فى غزة ، وحق مصر فى المحافظة على أمنها القومى، وأيضا شهادة البلتاجى على الأحداث فى سيناء عندما صرح بقدرة الجماعة على فض العمليات الإرهابية عندما يتراجع السيسى عن الانقلاب العسكرى ، وأيضا عندما أرسل مرسى مساعده السلفى د.عماد عبد الغفور فى عقد صلح مع القاعدة .

■ هل يستطيع الإخوان فعلا إيقاف العمليات؟
- أعتقد بأن سيناء مهملة منذ فترة طويلة وهناك حقوق للسيناويين لم تحترم فمرسى وعدهم بإعادة محاكمة الهاربون فى الجبل الذين صدرت ضدهم أحكام غيابية وكل الحكومات تدان منذ عصام شرف ، كما وعد المصريين بتوسيع مياه النيل حتى تصل إلى العريش لتوسيع الأرض المنزرعة وذلك لم ينفذ وأيضا توفير فرص عمل للشباب، وترتب على ذلك حدوث انشقاق فى القبيلة الواحدة ما بين مؤيد له وآخر معارض، فوجدوا ملاذا آمنا فى حل المشكلات لكن مرسى حمل مسئولية تنفيذ ذلك للجيش فكل هذه التطورات أدت الى تحسين العلاقة بين سكان سيناء والجيش والدليل على ذلك أن هناك سبعة من مشايخ القبائل قتلتهم التنظيمات الجهادية فى سيناء ، وأعتقد أن الإخوان ضالعة ضلوعا مباشرا فى هذا.

■ إلى متى يستمر هذا الوضع؟
- اعتقد بأن الأحداث فى سيناء ستستغرق شهوراً لأن قيادات الإخوان ما زالت تصر على الإعادة وعندما ذهبا محمد على بشر وعمرو دراج القاديين الإخوانيين الى الاستاذ هيكل وسألهم ما الذى تريدونه ،أكدوا على مطالبهم برجوع مرسى والدستور وهم يعلمون جيدا بأنهم يطلبون المستحيل لأن من خرجوا فى 30 يونيو فى وجهة نظرهم ما هم إلا شرذمة، فهم يطلبون ما يصعب تحقيقه حتى هيكل قال لهم انكم تطلبون لبن العصفور .

 ■ هل الإخوان يريدون المصالحة فعلا ؟
- اعتقد لا لأنهم لو فتحوا باب التفاوض الآن فسيجد كل قواعد الإخوان انصرمت منه وأن العاصفة ستعصف بالإخوان فى الداخل فالجماعة حتى الآن لم تصدق بأن حكمها لم يستمر أكثر من عام وذلك يؤدى إلى تصديقهم بالفعل ، هم الآن يروجون أنهم فشلوا بسبب الإعلام المضلل وأيضا يتساءلوا لماذا الشعب يكرههم فلابد أن هذه الأسئلة تخطر ببالهم ، وأى مبادرة لتفاوض حقيقى سيكسر كل هذه الضلوع الهشة فالتفاوض الآن هو بمثابة مجىء عاصفة تأتى للإخوان تحدث انشقاقات داخل الجماعة ..مشكلة الإخوان انهم لا يصدقون ان الشعب المصرى فى البداية قابل مرسى بكل ترحاب لكنه هو الذى اخطأ فى طريقته للحكم سواء مع المحكمة الدستورية أو القضاء والشرطة والجيش كل هذا أدى إلى احتقار الشعب للجماعة .

■ ماذا عن موقف الدول من التصالح؟
- الدولة المصرية الآن بها انقسامات لأنها تحت ضغوط شعب عانى معاناة أليمة من الإخوان فالفئات المتعلمة والطبقة الوسطى فى المجتمع لا تريد أن تكرر التجربة فغالبية هذه الفئات ترفض المصالحة خاصة لأن الإخوان ارتكبوا جرائم بشعة سواء فى كرداسة أو سيناء وغيرها خاصة التفجيرات التى حدثت سواء قتل الجنود وغيره واتهام الشرطة والجيش فى ذلك إلى حين القبض على القاتل الحقيقي. فالدولة بها بعض التوجهات المختلفة وربما هذه أحد الحوافز للبرادعى للابتعاد بأنه إذا توصلنا إلى مصالحة ربما تهدأ البلاد سريعا بينما الشارع المصرى يرفض ذلك ومن الطبيعى رفض ذلك بسبب الأعمال التى ارتكبتها الجماعة .

■ ذكرت بأن الدستور يرفض قيام حزب على أساس دينى هل ذلك يخالف وجود أحزاب ذات مرجعية دينية؟
- بالطبع ، لكن لابد من إعطاء فرصة لتحسين الأوضاع وهذه أحداث قائمة بحكم الأمر الواقع وبالتالى لها وضعية قانونية، ولابد أن تقوم الأحزاب القائمة على أساس دينى بتكييف أوضعها ، ، ولا يوجد فى العالم حزب على أساس دينى ، فالحزب الدينى فى السياسة الأوروبية يلعب دور القيم لأن هناك اعتقاداً بأن الدين أحد المقومات الأساسية للأخلاق ، وفى الفترة الأخيرة تمت الإساءة للسياسة ، وتم استخدام الدين أسوأ استخدام حتى وصل إلى حد أن المساجد أصبحت ملاذا للعنف وموضعا للصراعات السياسية ولإصلاح السياسة لاينبغى أن تقوم الأحزاب على أساس دينى لذلك لأول مرة فى مصر أن تنشق هذا الانشقاق الطولى.

■ ما رأيك فيما قالوه بأنه يجوز أن يكون الحزب ذا مرجعية دينية لكن ليس على أساس دينى ؟
 - هذا خطأ، والدليل أن أولوياتهم فى مجلس الشعب كانت هبوط سن الجواز الى 12 سنة كما كان فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

■ فى ظل المشهد السياسى الراهن، ماذا عن السلفيين؟
- أرى أن السلفيين يحاولون أن يكونوا أكثر مهارة من الإخوان كالذئب الطائر فانهم يريدون أن يحلوا محل الإخوان لكن نرى أن الشعب له ملاحظات على جميع التيارات الإسلامية ، والسلفيين سوف يخطئون خطأ كبيرا لو تصوروا أنهم سيخوضون تجربة الإخوان وأعتقد أنهم سيعانون فى الانتخابات البرلمانية القادمة وأصوات المساندين لهم ستهبط هبوطا مؤثرا .

■ ما تأثير ذلك على التيار الإسلامي؟
- بعد سقوط الإخوان فى مصر أعتقد أنهم سيسقطون فى تونس والسودان وتركيا خاصة بعد أن غلب على اردوغان الكبرياء ، وسوف يسقط الإخوان المسلمين فى كل دول المسلمين ونرى أن الكويت والإمارات لم تأت لتقدم مساعدات فقط لكن لتحافظ على وضعها وبالتالى إذا ترسخ الوضع ونجح المصريون فى إنهاء الفترة الانتقالية وأصبح لديهم نظام ديمقراطى يقظ ، وإذا كانت لديهم المقدرة على الإنتهاء من بقايا العنف أعتقد أن ذلك ستكون نهاية جماعة الإخوان المسلمين وقد تحتاج إلى سنوات طويلة لكى تنهض من جديد واذا نهضت ستنهض كجماعة دعوية.

■ من وجهة نظرك..ما أسباب سقوط الإخوان؟
- من الواضح أنه انتابهم سعار السلطة ، فالإخوان لديهم خطة تسمي»التمكين» وهذه تنص على كيف يمكن للإخوان الحكم خمسمائة عام يمكنهم تثبيت رجالهم فى المواقع المهمة فى البلد وكيف يمكن أن يكون هناك تنظيم للجيش والشرطة ،وفى النهاية عندما تولت الجماعة الحكم انتابها سعار بأن تستولى على مصر وتثبت أقدامها فى أقل فترة ممكنة ومن أمثلة ذلك وزير الشباب لأنه يعتبر عنصراً تنظيمياً قوياً وعندها أقروا بأن كل عام يدخل أكثر من مليون شخص الانتخابات من الشباب بآلية معينة ، وذلك ولأول مرة فى التاريخ وكان فى تقديرهم بأن انتخابات 2016 سيكون هناك 6 ملايين ناخب من الشباب معه وأيضا فى كل وزارة يتم تثبيت3 آلاف شاب من الإخوان وبالتالى غير الإخوان لم يجد له عمل وبالضرورة يجب أن ينضم للجماعة لكى تتوفر له فرصة عمل فالسعار على حكم الدولة جعلهم يتصادمون بكل مؤسسات الدولة فهم لو كانوا أقل طمعا وأكثر فطنة لحكموا مصر أكثر من ثلاثين عاما .

■ ماذا عن علاقة الإخوان بالدولة؟
- الإخوان المسلمين لم يفهموا معنى الدولة الحقيقى فالتنظيم هو الأساس لديهم لأنه أكبر من الدولة ومن الدين ومن الأمة الإسلامية والهدف النهائى هو الخلافة ..فهل لو كانوا يفهمون معنى الدولة كانوا سيقومون بمعركة مع الإعلام والقضاء ومع كافة المؤسسات وذلك يعنى بأنه لايعرف كيف يدير الدولة .

■ كيف ترى مستقبل العلاقة بين الدولة والإخوان؟
 - كما ذكرت بأن الجماعة سيهب عليها عواصف داخلية وذلك بسبب مسئوليتهم عن كره الناس لهم ، وأعتقد بأن الإخوان فى محنة شديدة وهذه المحنة سوف تعصف بذلك التنظيم ولن يفيقوا من ذلك قبل عقود وليست سنوات. فالسلطة الحالية ينبغى ألا تكرر أخطاء ما قبل الستينيات وهو التعجل بحل جماعة الإخوان لأن النار إذا لم تجد ما تأكله ستأكل نفسها ويجب ألا يتم عودة زمن الاعتقالات مثل ما فعله عبدالناصر فالعقاب الجماعى ممنوع والإعتقالات الجماعية ممنوعة والعدل العشوائى الجماعى ممنوع حتى لتفويت الفرصة عليهم ليظهروا بمظهر الضحية لأنهم يجيدوا هذا المظهر ، وينبغى على من لم يتورطوا فى ارتكاب جرائم ضد الوطن ألا تطاردهم أمن الدولة وعدم منعهم من دخول الإنتخابات وعدم رسم خط أحمر أمامهم.

■ هل ترى أن الدولة من الممكن أن تتعامل معهم بأسلوب الصفقات؟
- أعتقد أن هذا الزمن انتهى .. لكن الدولة لا تزال عميقة ، فمن الممكن ممارسة ذلك على الرغم من العصر اختلف وحقوق الإنسان باتت أبعد الإحترام والضمير العالمى مازال مستيقظا لكن المستبدين لا يزالون موجودين فى العالم بأكمله، والسياسة الأمنية الأساسية خلق حالة من الإزعاج المستمر .

■  هل تعتقد أنهم سيقومون بمراجعات؟
- أعتقد أن المراجعات ستتأخر قليلا لأن تنظيم بهذا الضخامة لابد أن يخرج من داخله من يقوم بهذه المراجعات أبوالفتوح.

■ كنت ممن كان لهم دور فى مراجعات الجماعة الاسلامية فهل ترى وضع شباب الإخوان مخلتفاً عن الجماعة الاسلامية ؟
- عندما قمنا بمراجعات فى سجن العقرب وعدد من السجون لمواجهة الشباب بنتائج المراجعات قام الشباب بالطم على وجوههم بكيفية تضييع 18 سنة من أعمارهم فى اشياء خاطئة ولأنهم قامت تربيتهم على السمع والطاعة وفى النهاية قالوا بأن ما يراه الشيوخ نحن نراه .واعتقد ان شباب الإخوان كذلك .

■ هل ترى أن للشيوخ تأثيرا أقوى فى المراجعات ام الشباب ؟
- لا أعلم .. لأن فى الجماعة الإسلامية نلاحظ أن المراجعة حدثت بعد 18 عاما ، والحرب لم تنته لصالح الجماعات الاسلامية ففى الايام الاخيره قد تم حصار الجماعات الاسلامية وتوقف معونات الاسلحة والامن قد تمكن من اختراق الجماعة واصبح الامن هو الذى ينظم علاقتها بالخارج بمساعدة شباب من الجماعة وأيضا ما بناه الإخوان منذ سنوات تم هدمه الآن ومن الممكن أن تحدث المراجعات من المنشقين عن الإخوان أو من بعض الشباب الذين تمت تسميتهم «إخوان بلا عنف» لكن من المستحيل أن تحدث من قيادات الجماعة لأنهم متورطون فى الجرائم التى تمت وبعض هذه الجرائم تصل للخيانة لان تيارات الجماعة تنتمى الى التيار القطبى .

■ ما مبرراتك لمراجعة الإخوان فى وقت قليل على عكس الجماعات الإسلامية؟
- لأنه لا يوجد وقود ولا يمكن إطلاقا العيش بدون حضانة لاجئة فحالة الكراهية من المجتمع ضد الجماعة الآن تؤثر على مستقبل الجماعة وتاريخها فهذه أحد العوامل المؤثرة والجماعة الإسلامية سقطت عندما ضربت أهدافا ضد المسيحين وأيضا ضربت أهدافا شعبية فالإخوان الآن يقعوا فى ذات الخطأ .

■ هل من مصلحة الدولة المصالحة؟
- من مصلحة الدولة المصرية الإستقرار واعتقد أن الدولة ترحب بكل إخوانى طالما لم يتورط فى أحداث العنف والقتل على الرغم من وجود رأى عام قوى لا يحبذ اجراء المصالحة الآن .

■ هل ترى أن مشكلة الإخوان فى الفكر أم التنظيم؟
 - لابد أن يغيروا جذورهم والمشكلة فى الفكر ولذلك لم أتحدث عن فكر حسن البنا لأنه لم يظهر كل فكره لكن أتحدث عن تأثيرات سيد قطب على مجمل افكار الإخوان وكيف أدى هذا نمو التكفير وزيادة فرص العنف ، أما حسن البنا فهو الذى خلق التنظيم الخاص وعهد به إلى عبد الرحمن السندى وللأسف هذه الحقائق تغيب عن أشخاص كثيرين ومازال التنظيم السرى موجوداً لأن الإخوان المسلمين لهم وجهان وجه يتسم بالصلاح والتقوى أما ما خلفه فهو كل الشر ، ولا اعتقد بأن جماعة الإخوان يكون لها مستقبل ولا أظن أن ذاكرة الشعب المصرى ضعيفة الى حد نسيان فترة ما فعله الإخوان فهذه الفترة ستظل راسخة فى أذهانهم لفترات طويلة .

■ ماذا تتوقع نسبة الإخوان فى الانتخابات؟
- لا أتوقع حصولهم على اكثر من 15% واذا قامت تمرد بالتحريض ضدهم ستهبط هذه النسبة الى 7%، اما عن التيار الاسلامى يتراوح بين 17 و20 % .ارى كما قلت لك ان شعبية الإخوان ومصداقيتها انهارت . 

■ ماذا عن علاقة الإخوان بالأزهر؟
- هم دائما فى معركة مع الازهر لأنهم يتصورون بأن مرجعية الأزهر تناقض مرجعيتهم ويريدون السيطرة على الأزهر ولهم خطة أليمة لتقويض الأزهر من الداخل والتركيز على محاولة كسر العلماء ومن أمثلة ذلك القرضاوى .

■ هل تعتقد بأن رجال الإخوان فى الأزهر يجب استبعادهم من أماكنهم ؟
- لا .. ولكن أنا ضد محاولة تكفير القرضاوى ومنعه من الدخول على الرغم من أنه لا يزال يخطىء وبالتالى إذا كنا بصدد فكرة ينبغى أن ننتج فكرا يواجه ذلك خاصة لان فكر الجماعة لم يقم بترقية نفسه ولا يزال فكر الجماعة ينطوى على افكار سيد قطب.

 ■ ما الذى يجعل المصريين يخرجون إلى الشوارع كما حدث فى 30 يونيو؟
-  الناس ستخرج مرة ثانية من أجل ان ترشح السيسى للانتخابات ومن الممكن أن تخرج غاضبة إذا الحكومة تباطأت فى الإصلاح ولم تقدم جديدا ولم تنجز أشياء ملموسة فى المجتمع من تعليم وصحة وغيرها .

 ■ هل تؤيد فكرة ترشيح السيسى للرئاسة ؟
-  لا .. وأعتقد أنه من الأفضل أن يبقى فى موقعه إلى أن يحقق تطهير سيناء من بؤر الارهاب وتحقيق الاستقرار والامن والتخلص من توابع الإخوان وايضا نحن امام مرحلة صعبة لان كل المترشحين للرئاسة هم بقايا معركة سابقة منهم صباحى وعمرو موسى وشفيق ولكن اخشى حصول ابو الفتوح عليها لانه يعتبر الممثل الوحيد الآن للتيارات الاسلامية والخوف من تكرر المشهد ثانية فستكون هذه احدى الاسباب للضغط على السيسى لكى يترشح لان الناس لا ترى لكل هؤلاء المرشحين ما يستحق ان يكون عليه توافق مجتمعى كامل فاصبح الشعب الآن مشاركاً فى القرار السياسى .

■ لماذا ذكرك الرئيس المعزول بالاسم فى خطابه قبل الاخير ؟
-  كنت اكتب حوالى 50 سطرا فى الاهرام واعتقد بأن هذه السطور القليلة كانت تؤلمه، وكنت اجلس هنا فى منزلى اسمع خطاب مرسى وعندما ذكرنى انتابتنى نوبه هيسترية من الضحك وعندما انتبهت علمت بان مرسى سيتخذ قرارات مخيفة فى الايام القادمة وعلمت بأن هذا الخطاب سيكون بادرة لمرحلة جديدة فى حكم مرسى والإخوان وهى المرحلة الفاشية الحقيقة خاصة مع الاعلام .

■ ما رؤيتك لوضع الصحفيين خلال عام من حكم الإخوان؟
- حاولوا السيطرة على نقابة الصحفيين من خلال مجلس الشورى والصحفيين لم يقبلوا ذلك.. ولكنهم قاموا بتغييرات صحفية واصبحت امرا واقعا لانها شرعية لكن كراهيتهم للصحفيين كانت عميقة والصحافة بمثابة الشىء الوحيد الذى يلقى عليه الاخطاء والذى اسقط مجلس الشعب لان الصحافة لم تنصفه ولكن القوا سبب فشلهم على الاعلام المضلل وايضا كانوا غير موفقين فى تعاملهم مع الصحافة ، وبادلتهم الاساءة لكن كان لهم انصار مثل جريدة الاهرام وكافة الصحف القومية لانهم كانوا على تصور بأنها هى الموجة القادمة ولابد من مسايرتها .

■ ما أفضل فترة للصحافة المصرية فى العهود السابقة؟
- اعتقد بأن أفضل فترة كانت فى عهد مبارك لانه قلل من قبضته على الصحافة والمجتمع وذلك لان الضغوط كانت قوية عليه من العالم بحيث تزايد حق الشعب فى حرية التعبير ومن امثلة ذلك عبدالحليم قنديل كان يكتب مقالات نارية وغيره فلم يعد فى وسع مبارك تكميم الافواه والدليل على ذلك ما كان يحدث فى كفاية التى قادت اخطر مظاهرات تمت فى مصر .

■ هل ترى أحداً من قيادات الإخوان يصلح لقيادة الجماعة لبر الأمان؟
-  كنت أتوقع ذلك من د. سليم العوا والكاتب فهمى هويدى وللاسف لم يفعلوا شيئاً أما عن قيادات الإخوان فلديهم نفس التفكير لا يختلفون كثيرا عن بعضهم لكننا نتوقع ذلك من الاشخاص الذين حباهم الله بالقدرة على بعض الاقناع السياسى ، ود.عصام العريان كان يتظاهر بالانفتاح والتحدث مع الجميع لكن عندما وصل للسلطة كان عكس ذلك .
 ■ هل تجربة الإخوان فى السلطة تؤدى بهم إلى العنف والتشدد أم إلى الإصلاح؟
- لا أعتقد بأنها ستتبنى فكرة العنف لأن كل الآراء والاتجاه الأغلب لها بأنها ستتحول الى جماعة دعوية إذا كان لها طريق أن تعود ، وبعد عقود ستعود كجماعة دعوية من جديد ولن تعود على الاقل قبل عقدين، وذلك بعد تغيير جلدها وفكرها ومناهجها فى التربية والتعليم ومناهجها فى العمل السياسى والحزبى.