الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفاجومى.. قاهر الرؤساء!




برغم أن صورك فى كل الدواير.. وكل المداخل وكل المحاور ومليا الشوارع وعلى كل حيط كأنك مفيش - فى عهد سيادتك فرشنا الرصيف.. وآخر منانا الغموس والرغيف.. ياريس «شريفك» ما هو شريف و«نظيفك» ياريس ما هواش نظيف وحتى حبيبك ما هواش حبيب.
هكذا كانت علاقة شاعر العامية الفز أحمد فؤاد نجم الشهير بـ«الفاجومي» أو الصدامى بالرئيس الأسبق مبارك هاجمه فى عهده ولم يخف وتحدث عن الفساد وكتب هذه القصيدة كأنك مفيش، تمتع الراحل نجم بشجاعة وجسارة يحسد عليها ولذلك لم يكن غريبا أن يصفه الشاعر الفرنسى «لويس أراغوانا» بأن فيه قوة تسقط الأسوار.. كما سماه الدكتور على الراعى بأنه الشاعر البندقية من كثرة السهام التى يطلقها وأنه فى الحقيقة لا يخشى لومة لائم ولم يكن الأمر مع مبارك فقط وإنما كان مع الرئيس الراحل أنور السادات وأيضا مع محمد مرسى والإخوان ودفع نجم 18 سنة من حياته فى السجون ثمنا لأفكاره وأشعاره ومبادئه التى آمن به لم يخش شيئا سوى مصلحة الوطن كان يقول رأيه بدون أى حسابات مثلما نشاهد الآن فى الفضائيات من أراجوزات هدفها المصالح وتقبض من هنا وهناك كتب نجم قصيدة هجاء عنيفة عن الرئيس الراحل أنور السادات بسبب الخلاف على اتفاقية كامب ديفيد وكان السادات يصف نجم بأنه «الشاعر البذىء» بينما قال نجم عن السادات بأنه شيخ منصر وتقول القصيدة:
«آهة المجنون أبوبرقوقة بزبيبة غش وملزوقة عيرة وبرانى وملزوقة - نصاب ومنافق وحرامى ودماغه مليانة مناطق موبوءة والنكتة أنه حلنجى وعامل لى فكاكة وحندوقة» وهذا جزء من القصيدة وبالرغم من أننى اختلف مع الشاعر الكبير فيما جاء بالقصيدة بشكل كلى ومن أقصى الشمال إلى أقصى اليمين فإننى أحسده على شجاعته وعدم خوفه وأنه شال كفنه على كتفه ومش همه يتقبض عليه أو يقضى حياته فى السجون كما أحسد الرئيس الراحل أنور السادات على تفهمه وصبره وعدم الدفع بنجم فى غياهب السجون أو الفتك والتنكيل به.. شجاعة الفاجومى إنه لا يهاجم النظام بعد رحيله كما يفعل الأغلبية والتى تظهر نفسها فى صورة الأبطال وكانوا من قبل منافقين وجبناء ولكن نجم كان يهاجم أى نظام فى عز جبروته وفى عهد مرسى فعل نفس الكلام بل إنه سبق ووصف الرئيس المعزول بأنه «عبيط»!
ولم يكن غريبا أن يثور الإخوانجية ضده وأن يشتموا فى موته فهم لا يملكون شجاعته ووطنيته فهو لم يبع مبادئه وأخلاقه كما فعلوا ولذلك وصفته صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أنه رمز التحدى وناقد الرؤساء فى مصر كان نجم بسيطا يسكن السطوح لا يتعالى على أحد ولا يعيش فى كوكب آخر كالواهمين من شعراء هذه الأيام مثل ما يسمى نفسه بـ«الجخ» عاش نجم بين الناس وكتب لهم ودافع عنهم ومات وهو معهم!