الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الريس» حسن




لابد أن المجتمع السياسي المصري برمته يعاني من حالة انزعاج الآن.. وربما دخلت بعض عناصر في حالة (حيص بيص) لأن الدكتور حسن نافعة قد كتب بالأمس في جريدة المصري اليوم أنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة.. وهذا خبر مفزع.. ربما يربك عشرات من الحسابات السياسية التي قد أنبنت علي احتمال أن يكون الدكتور نافعة مرشحا.

وفق ما جاء في المقال فإن المسألة طرحت علي الدكتور نافعة في تعليق قارئ أو اثنين علي مقالاته في الجريدة التي يكتب فيها.. وربما سمع هذا المعني من آخرين.. أو قرأ أن الإخوان يؤيدون ترشيحه.. ومما لا شك فيه أن لدي هؤلاء حنكة سياسية كبيرة لأنهم قالوا له ترشح.. خصوصا أصحاب التعليقات مجهولة التوقيع علي الموقع الإلكتروني التفاعلي.. فهم يعبرون عن اتجاه فياض في الشارع ويشيرون إلي اتجاهات الناخبين العرمرم.

صح النوم يا دكتور.. أفق.. فأنت بنفيك إنما تعني أنك تضع اعتبارا للفكرة التي لا ينبغي أن تطرحها علي نفسك أصلاً.. ليس لأن هذا ليس من حقوقك الدستورية كمواطن.. وإنما لأنك ناقشتها أصلاً. الصحيح بالطبع أن من حق أي فرد أن يسعي إلي هذا.. ولكن علي الأقل لابد أن تقول لمن يتخيلون هذا أن يكونوا حتي علي قدر التخيل.. بينما أهم انتخابات خاضها الدكتور حسن في حياته كانت انتخابات عضوية نادي أعضاء هيئة التدريس ولم يكن حتي مرشحا من أجل رئاسة النادي.

وليتفضل الدكتور حسن نافعة بأن يصحح لي معلوماتي.. إذ قد تكون غير دقيقة.. هل ترشحت ذات يوم إلي انتخابات مجلس الشعب في إحدي دوائر المحافظات؟ كم صوتا حصلت عليه؟ ومتي كان هذا؟ ومن نافست؟ وماذا كان برنامجك؟ ولن أسألك لماذا فشلت فالإجابة معروفة: لأنهم بالتأكيد قد زوروا الانتخابات ضدك أنت تحديداً!

إن ما كتبه الدكتور حسن، في مقال يقطع النفس.. عبارة عن فقرة واحدة بطول يزيد علي ألف كلمة.. معبراً عن فشل مهني رهيب في كتابة المقالات، واضطررت إلي قراءته.. خصوصا أنه يشير إلي في المقال باعتباري مكلفا بأجر للهجوم عليه كما قال مشيراً إلي بوصفي (الطرف الآخر).. إن ماكتبه لهو دليل أكيد علي أنه لم يتحقق سياسيا ويريد أن يدافع عن نفسه ويقول إن الجماهير تطالبه بأن يترشح رئيسا.. لكنه للأسف لن يلبي هذه النداءات.

بالتأكيد يحمد الله الآن الدكتور محمد البرادعي، وإلا لكان حسن نافعة قد نافسه علي أصوات موقع الفيس بوك، ولابد أن حمدين صباحي ينام الآن قرير العين بعد انسحاب هذا المنافس العتويل.. بينما يريد حمدين أن يترشح لانتخابات 2011 .. ويقدم نفسه بدءا من الآن نحو هذا الهدف العظيم.

أما وأن الدكتور قد خرج الآن من هذا السباق الشرس طوعا.. بقي أن أشير إلي أمر مهم.. وهو أنه يدعي علي نفسه أنه يخوض حملة ضد التوريث.. وضد تلك الأساطير التي يروجونها حول ما يقولون إنه التوريث.. وإذا كان المقصود هنا هو وقوفه ضد الحقوق الدستورية في النشاط السياسي لأمين السياسات.. فقد حان الوقت لأن أذكره بأنه هو الذي قدم مجموعة من الأسماء للدكتور مصطفي الفقي لكي ينضموا إلي عضوية لجنة مصر والعالم في أمانة السياسات قبل سنوات.. ولعله يذكر أن في القائمة التي قدمها كان اسم الدكتور عمرو حمزاوي.. الذي انضم بالفعل للجنة.. وإن تحول سياسيا فيما بعد.

إن مجمل تحليلات وتصرفات الدكتور حسن نافعة تقود إلي نتائج محددة.. من بينها أنه كان يبحث عن دور لكن هذا الدور لم يأت وفق تصوراته.. وكان أبعد ما حققه علميا وفق مبدأ الأقدمية أنه أصبح رئيسا لقسم العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. أما وأنه قد فكر في الترشيح للرئاسة بناءً علي ترشيحات جماهيرية ثم أعلن عن رفضه الاتجاه نحو المنصب الرفيع.. فإننا نتحسر علي هذه الفرصة الضائعة علي الحياة السياسية في مصر.. فلو كان قد ترشح لكنا قد كتبنا الكثير.. وحللنا في كلامه الكثير..
لكن الله - والحمد له - قد سلم.

 الموقع الإلكترونى : www.abkamal.net

 البريد الإلكترونى   : [email protected]