السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ميلاد خير البرية




كتب ـ صلاح أحمد نويرة
 

قائد أعظم «انقلاب» غير وجه التاريخ
 


بأبى وأمى أنت يا خير الوَرى.. وصلاة ربى والسلام مُعطرا.. يا خاتمَ الرسل الكِرام محمد.. بالوحى والقرآن كنتَ مُطهرَا.. لك يا رسول الله صدق محبة.. وبفيضها شهِد اللسان وعبَّرا.. لك يا رسول الله صِدق محبة..فاقت محبة من على وجه الثَّرى.. لك يا رسول الله صدق محبة.. لا تنتهى أبدًا ولن تتغيَّرا لقد كانت ولادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم خير وبشارة وأكبر نعمة ومنَّة.. إنه حدث جلل كان بدايةً لعصر جديد للبشرية وتحول عميق فى حياة الإنسانية وصدق الله حيث قال: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164].

وفى السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبى الخاتم صلى الله عليه وسلم، وأسلوبه فى حياته ومعيشته، ودعوته فى السلم والحرب.

■ نسبه صلى الله عليه وسلم :

هو أبوالقاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه فى نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.

■ أسماؤه صلى الله عليه وسلم :

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { إن لى أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحى الذى يمحو الله بى الكفر، وأنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذى ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبى موسى الأشعرى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى لنا نفسه أسماء فقال: { أنا محمد، وأحمد، والمقفى، والحاشر، ونبى التوبة، ونبى الرحمة } [مسلم].

■ ولادته صلى الله عليه وسلم:

ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فى شهر ربيع الأول، قيل فى الثانى منه، وقيل فى الثامن، وقيل فى العاشر، وقيل فى الثانى عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامى شيخ البخارى، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.

وتوفى أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل فى بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.

■ رضاعه صلى الله عليه وسلم:


أرضعته ثويبة مولاة أبى لهب أياماً، ثم استُرضع له فى بنى سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها فى بنى سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.

ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه فى زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهى مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثمانى سنين توفى جده، وأوصى به إلى عمه أبى طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

 ■ زواجه صلى الله عليه وسلم:


تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام فى تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.

وماتت خديجة رضى الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضى الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضى الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضى الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضى الله عنها، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضى الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضى الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبى سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضى الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها، وهى آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.

■ أولاده صلى الله عليه وسلم :


كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التى أهداها له المقوقس.

■ فالذكور من ولده:

القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.

وقيل: ولدت له عبدالله فى الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.

■ بناته صلى الله عليه وسلم :


زينب وهى أكبر بناته، وتزوجها أبوالعاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضى الله عنه، وفاطمة تزوجها على بن أبى طالب رضى الله عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان رضى الله عنه بعد رقية رضى الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

■ مبعثه صلى الله عليه وسلم :


بعث صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحى اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه.

فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: { اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذى خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق:1-5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضى الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.

ثم فتر الوحى، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحى، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملونى.. دثرونى، فأنزل الله عليه: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر } [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى فى هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق التكليف، وقام فى طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم فى الدنيا والآخرة، فدخلوا فى الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبى طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء فى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له.

قال ابن الجوزي: وبقى ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: { فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر } [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذى يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد. فقال أبولهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أبِى لَهَبٍ وَتَبْ } إلى آخر السورة. [متفق عليه].

■ صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى:

ولقى صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.

قال ابن إسحاق: فلما مات أبوطالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبونعيم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: { لما مات أبوطالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }.

■ رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه:


فلما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبى طالب وخديجة رضى الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم : { انطلقت – يعنى من الطائف – وأنا مهموم على وجهى، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسى فإذا سحابة قد أظلتنى، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فنادانى فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم نادانى ملك الجبال، قد بعثنى إليك ربك لتأمرنى بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج فى كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: { من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعونى أن أبلغ كلام ربي! }.

ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى عند العقبة فى الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.

■ هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبوبكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعنى أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

■ غزواته صلى الله عليه وسلم :

عن ابن عباس رضى الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبوبكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا } [الحج:39]. وهى أول آية نزلت فى القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها فى تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.

■ حج النبى صلى الله عليه وسلم واعتماره :


لم يحج النبى صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهى حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التى صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

■ صفته صلى الله عليه وسلم :


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون - أى أبيض بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أى شديد سوادهما – أجرد –أى لا يغطى الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أى له شعر يكون فى وسط الصدر والبطن.

■ أخلاقه صلى الله عليه وسلم :


كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى: { َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ } [القلم:4]. وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء فى خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد فى أبياته صلى الله عليه وسلم نار، وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشى فى الجنائز.

وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى الله عليه وسلم فى مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى } [الترمذى وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضى الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.

ومازال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.

■ فضله صلى الله عليه وسلم :


عن جابر بن عبدالله رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: { أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لى الغنائم ولم تحل قبلى، وأعطيت الشفاعة، وكان النبى يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق عليه]. وفى أفراد مسلم من حديث أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }. وفى أفراده من حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }.

■ عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم :


 قالت عائشة رضى الله عنها: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له فى ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً } [متفق عليه]، وقالت: وكان مضجعه الذى ينام عليه فى الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!! وفى حديث ابن عمر رضى الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظلُّ اليوم يَلتَوى ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذى جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.

■ من أهم الأحداث:

الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.

- السنة الأولى : الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.
- السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم.
- السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبى صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى الغنائم.
- السنة الرابعة : غزوة بنى النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بنى النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين.
- السنة الخامسة : غزوة بنى المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بنى قريظة.
- السنة السادسة : صلح الحديبية، وفى هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً.
- السنة السابعة : غزوة خيبر، وفى هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حُيَيّ.
- السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.
- السنة التاسعة : غزوة تبوك وهى آخر غزواته صلى الله عليه وسلم، وفى هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس فى دين الله أفواجاً، وسمى هذا العام عام الوفود.
- السنة العاشرة : حجة الوداع، وحج فيها مع النبى صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.
- السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك فى يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف فى تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفى صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة فى مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.