الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«جـُبن» بلال فضل




من السهل أن تصنع هالة حولك من لا شىء فدراويش الفيس بوك وتويتر ما أكثرهم فى زماننا سيطبلون لك بمجرد أن تقول أن مقالك ممنوع من النشر وانك مضطهد. فوجئت قبل يومين بزملاء يحدثوننى أن جريدة الشروق منعت مقالا للكاتب اليمنى الأصل بلال فضل كما قال هو عبر تغريدة له على تويتر، اولا استغربت لأنه فى عصر السماوات المفتوحة والفضاء الالكترونى فكرة المنع شىء عقيم ولا يجدى فأنا لى مدونة خاصة عمرها عدة سنوات يزورها الآلف كنت اكتب فيها ما أريد من مقالات قبل أن استطيع الكتابة فى الصحف الورقية، ثانيا ذكر اسم بلال فضل المعادى لثورة 30 يونيو التى أطاحت بالنظام الاخوانى يجعل البعض يظن انه مقال ذو قيمة معارضة ستنال من النظام أو حتى تهدد الحكومة الحالية، قرأت المقال الذى نشرته بوابة «روزاليوسف» فلا وجدت فيه قيمة معارضة أو معلومة تهدد وجود الحكومة أو تضيف للقراء شيئاً، لم اجد إلا حقدًا من بلال فضل على القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح السيسى بعد حصوله على رتبة مشير والذى خاض بعد اقل من شهر من توليه منصب وزير للدفاع حربا فى سيناء على البؤر الإرهابية التى تدعمها جماعة الإخوان وأذناب الاستعمار ولازال.
فبدلا أن يعلن بلال فضل موقفه بأنه رافض لمنح رتبة المشير السيسى وجدناه يحشر الكاتب الصحفى محمد حسانين هيكل فى المقال من باب المناطحة والتباهى انه يبارز هيكل واستدعى حوارًا للكاتب المخضرم مع القائد العسكرى الانجليزى مونتجمرى والتى كان يعيب فيه على تقليد المشير عبدالحكيم عامر رتبة المشير وهى تساوى رتبة مارشيل التى يتقلدها مونتجمرى نفسه معتبرا أن رتبة مشير منصب سياسي!
مونتجمرى الذى يتباهى به بلال فضل واستدعاه لنا من تاريخ الموتى ليعطينا دروسا فى كيفية تقليد الرتب العسكرية فى مصر هو ذاته الذى جعلته جيوش روميل يتقهقر حتى العلمين فى الحرب العالمية الثانية ولولا انسحاب جيوش روميل الى قلب أوروبا وخيانة الجيش الايطالى لكن مونتجمرى فى سجل القادة المهزومين عسكرياً.
نسى بلال أن مونتجمرى الانجليزى عندما كان يقول هذا الكلام بغض النظر عن صوابه من عدمه، إنما كان يقوله وفى نفسه غضاضة المستعمر الانجليزى الذى يتملكه الحقد والغيظ من عسكريين مصريين حرروا بلادهم من الاستعمار الانجليزى وطردوا عساكر الانجليز شر طردة من مصر ودعوه لبلادهم ليس حباً فيه ولكن لشىء فى نفس «عبدالناصر» ورفاقه بأن المصريين هم أصحاب السيادة على أرضهم ولم يبق لكم فى مصر إلا قبوركم ورفات جنودكم.
فليس غريباً أن يحاول مونتجمرى أن يتهكم على القادة العسكريين الذين ساهموا فى جلاء الاستعمار الانجليزى من بلادهم، وياللعجب يأتى بعد عشرات السنين ليتباهى بلال فضل، الذى لم يحمل يوما سلاحا ليدافع عن مصر، ليتباهى بكلام مونتجمرى التهكمي.
وبغض النظر عن الظروف التاريخية التى كان فيها المشير عبدالحكيم عامر والظروف التاريخية التى فيها المشير عبدالفتاح السيسي، لم يجترئ بلال على اهانات المستعمرين، بل راح يبشرنا بهزيمة كهزيمة 1967، فى ربط بين كلام مونتجمرى الذى كان فى مايو 1967 وحدوث نكسة 1967 بعدها، فهو يسير على درب مواطنته اليمنية توكل كرمان التى قالت إنهم سيعلنون وفاة مصر بعد إعلان السيسى رئيسا.
مصر لن تموت وستنتصر، وحب المصريين البسطاء الذين نبتوا فى طين هذا الوطن وشربوا من مائه سيستمر ولن يلتفتوا الى من لديهم حسابات على «فيس  بوك» ولا لن يهمهم الناعقين على «تويتر»، لن يستطيع أحد محو حبهم للسيسى وقادة القوات المسلحة، فالمصريون هم من يختارون قادتهم ومن يمنحونهم اعلى الرتب العسكرية حتى وان لم تكن توجد أنواط وشارات.
فبلال فضل الذى اختار اللف والدوران بدلا من مهاجمته فكرة تقليد السيسى رتبة مشير مباشرة لا يمكن أن نسمى ذلك سوى «جبن» بيّن.