الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عيد الحب بين صدق المشاعر وسوط التقاليد




أيام معدودة تفصلنا عن مناسبة اجتماعية عالمية، تتشارك فيها شعوب عديدة وهى «عيد الحب» ففى الوقت الذى تجب فيه منطقتنا العربية وخصوصاً الشرق أوسطية بآلام ومعاناة كثيرة، يتوق خلالها الكثيرون الى بادرة بهجة وسعادة تخرجهم من الجمود والضغوط النفسية الثائرة، نجد دعوات بمقاطعة هذه المناسبات تحت مدعى أنها «بدع من الغرب» وأصحاب هذه الدعاوى يقدمون النصيحة والإرشاد للشباب بعدم الاحتفال به، ولكن نحن أمة وشعب مختلف، فالمصريون القدماء علموا العالم كيف يكون الحب والسمو فى المشاعر، هذا ليس مجرد مدحاً وثناءً على حضارتنا العريقة بل هى حقيقة مسجلة فى أبحاث علوم المصريات الحديثة، والتى أوضحت كيف كان المصريون القدماء يعبرون عن حبهم للطرف الآخر؟ فالنصوص والرسوم التى تركها الفراعنة تدل على أن الورود كانت أهم وسيلة للتعبير عن الحب فى ذلك الوقت.. وقد كشفت هذه الدراسة عن احتفاء المصرى القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته فى احتفالات خاصة كانت تقام بشكل دورى ضمن 282 عيدا واحتفالا عرفها المصريون القدماء فى كل عام.
وتضيف هذه الدراسة التاريخية الصادرة عن مركز الجرابلى لبحوث وتنمية المرأة المصرية أن هناك صور وتفاصيل لعلاقة الفراعنة بالحب واحتفائهم به فى احتفالات خاصة كانت تقام بشكل دوري. ويطلق عليها اسم «الوليمة» وان مقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر تحتوى على عشرات اللوحات التى تسجل احتفاء المصرى القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومحبوبته.
ختاماً أقول دعونا لا نبخل على أنفسنا فى اقتناص لحظات من الفرح هى مدعاة للبهجة فجميل أن نرى العالم وقد ارتدى حلة البهجة والسعادة والاحساس بالآخر.
فلم نخسر شيئًا اذا قلنا لمن نحب «أنا أحبك» حاملين له باقات الزهور، فكما تتجدد الطبيعة بفصولها الأربعة لتتجدد ذواتنا ونظرتنا نحن ثنائى الحياة «الرجل والمرأة».
مارى السمين باحثة اعلامية