الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رؤية حول إعادة التشكيل المعمارى إلى البعد الإنسانى فى مصر




الصورة البصرية للمدينة المصرية اصبحت فى حاجة الى وقفة جادة. فالقاهرة كانت من اجمل مدن العالم فى الأربعينات واصبحت الآن تعانى من تردى شديد فى صورتها الجمالية وانحدار فى الذوق البصرى لا يليق مع مكانتها. والواقع ان كثير من مدن العالم عانت من هذه المشكلة فى وقت ما فى تاريخها. و لكن مع وجود ارادة جادة امكن تغيير هذا الواقع. فالذوق البصرى عنصر هام فى توجيه الذوق العام. و احد اهم مشاكلنا الإجتماعية اليوم هو تردى الذوق العام فى نواحى كثيرة، الرؤية الجمالية هى فرع هام منها. ولنتجول قليلا فى تجربة مماثلة فى المانيا وغرب اوروبا مع احد اهم التشكيليين اصحاب الرؤية فى هذه القضية.. تقول المهندسة الفنانة نجلاء الزعفرانى صاحبة الرؤية والمقترح بغض النظر عمن قد يختلف او يتفق مع الرؤية الفنية للفنان التشكيلى هوندرت فاسر فإن تجربته و فلسفته فى معاجة الواجهات المعمارية تدعو الى التأمل والتفكير من اجل تغيير واقع قبيح الى عنصر معمارى جميل يشارك فى صياغة راقية للعمران المحيط.
لقب فاسر بطبيب العمارة لأنه اخذ على عاتقه تجميل واجهات المبانى القبيحة لجعلها متوائمة مع المحيط العمرانى حولها  وكان من افكاره زراعة الأشجار داخل المبانى و فى ادوار متعددة و استخدام النباتات بكثافة على الواجهات وخارج الشرفات والشبابيك وكأنها نمط من الحدائق المعلقة. تبنى فاسر فى تشكيلاته ما اطلق عليه مصطلح «حق النافذة»  واعتبر هذا الحق هو حق الأفراد فى تشكيل نوافذهم بصورة تعبر عنهم و تعبر عن ذاتيتهم المستقلة. كما اكد فاسر على اهمية استخدام الألوان فى العمارة فإن «اللون فى العمارة لابد ان يتكامل مع الطبيعة المحيطة».
تصوروا معى واجهة الدائرى و قد كست الألوان المدروسة هذه الواجهات المتناثرة بلا نسق. تصوروا معى مساكن المقطم و قد تلونت و اكتست تفاصيل لونية و معمارية. تصوروا معى شارع المعز لدين الله الفاطمى و قد اكتست العمارات الغير تاريخية بألوان واجهات من نفس روح و عبق تاريخ الشارع.
 .ربما لن يكون بإستطاعتنا ان نزيل اماكن ومبانى واحياء بالكامل اصبحت بؤرا قبيحة على صفحة مدننا و لكن ربما نستطيع ان نضيف الكثير من الأنسانية الى مظهرها و ان نرقى بمدننا مع تبنى الوضع القائم وتطويره  اذا ما تواجدت المبادرات الحكومية و الغير حكومية والتى لابد ان تعمل ضمن منظومة قوانين عمرانية مسبقة التحديد تضمن تناغم التشكيل.. ولننظر الى نسق عمرانى لا يختلف كثيرا فى عروض شوارعه عن شوارعنا ويحاكى واجهتنا القصيرة المتلاصقة والمتراصة بلا ترتيب مقصود مثل الدار البيضاء فى المغرب وسانتورينى فى اليونان و شوارع باريس القديمة والعديد من مدن البحر الأبيض المتوسط، حيث نجد التصميم والألوان  يحافظ على روح واحدة تتميز بها المدينة.