الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من المعارضة إلى التأييد لكل «حاكم» حذاء




من نظام سياسى لآخر، اختار المعارضون وسائل مختلفة للاعتراض على حكامهم، فمنهم من خط شعارات على الحائط والورق، وآخرون نظموا الشعر قدحاً له، لكن آخرين اختاروا سبيلاً آخر من أجل المعارضة، فقط تحسسوا أقدامهم، وهموا بخلع أحذيتهم الجلدية، ليرفعوها عالياً فى الهواء، لرفض الحاكم.
لكن للأمر أصل تاريخي، بدأ فى الستينيات، عندما ذهب الزعيم الشيوعى «نيكيتا خروتشوف « إلى الولايات المتحدة مرة ثانية، بصفة رئيس الوفد السوفيتى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتضمن خطابه فى الأمم المتحدة دعوات إلى نزع السلاح الشامل والقضاء الفورى على الاستعمار وقبول الصين فى هيئة الأمم المتحدة، حين نزع «خروتشوف» فردة حذاءه وبدأ يطرق الطاولة بها للتعبير عن عدم موافقته على كلام أحد الخطباء.
ولم يكن حذاء الصحفى العراقى «منتظر الزيدي» أقل شهرة فى عالم السياسة، حين رفعه فى مؤتمر صحفى للرئيس الأمريكى «جورج بوش» فى العراق، ليعبر عن رفض العراقيين لما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية فى العراق، ويقول «عمَار حامد» الخبير السياسى أن حذاء الزيدى أول حذاء يربك الجماعة الصحفية بسبب موقفه السياسي، لينشق الصحفين من بعدها إلى مؤيد لموقفه وتراجع المهنة، أو رافض لموقفه لعدم التزامه بأخلاقيات المهنة الصحفية.
لكن عدوى الأحذية انتقلت إلى المصريين فى ثورة يناير 2011، حين رفع الأحذية أول مرة فى ميدان التحرير ضد خطاب مبارك الثاني، الذى لاقى دعم من مؤيديه، ورفض شديد عبر عنه المحتجون برفع الأحذية، ويقول «حامد» أن رفع الأحذية ضد «مبارك» وحتى ضد المعزول «مرسي» تعبيراً عن الغضب والرفض والاحتقار لما يقوله ساكن القصر الرئاسي.
لكن رفع الأحذية لم يتوقف على الرفض والشجب، لكنه ظهر فى الفترة الماضية لإظهار التأييد للسلطة الحالية فى مصر، حين ظهرت مجموع من الأطفال أمام مقر أكاديمية الشرطة أثناء محاكمة «مرسى»، يحملون فوق رؤوسهم «بيادات»، وهو الحذاء الرسمى للجيش.