الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

برضاك يا خالقى




مروة ناجى مطربة مصرية جدا وقفت على مسرح برنامج «the voice» تشدو موال «برضاك يا خالقى» لأم كلثوم وكلمات الشاعر بيرم التونسى والحان زكريا أحمد «برضاك يا خالقى لا رغبتى ورضاى خلقت صوتى ويدك صورت أعضائى برضاك يا خالقى لا رغبتى ورضاى ابلغ بصوتى مقصدى ومناى لما اناجيك ولما تستمع شكواى».
فى كل مرة أشاهد موال «برضاك» أسألك دون أن تسمعينى، لمن تغنى يا مروة؟ امسكتى بالميكروفون وكأنه يعرفك ويعرف إشارات صوتك ويوجهك كبوصلة يقترب منك أحيانا، وأحيانا أخرى يبعد قليلاً، أغلقتى عينك وخرج صوت قلبك يشدو لحنا فاق كل النغمات، شعرت انكى تؤدى تراتيل وترانيم صلاة روحانية صوفية، رافعة راسك إلى أعلى، تتحدثين مع الله بقولك «خلقت صوتى» وتطلبين منه أن يحقق مقصدك، أدعوك يامروة أن تشاهدى نفسك وأنتى تشدى هذا المقطع «أبلغ بصوتى مقصدى ومناى»، لا أعتقد أن هذا الموال اختياراً جاء بالصدفة، بل هو اختيار من الله، أبهرتينا مرة أخرى بآهاتك ومرونة صوتك التى لا حدود لها فى غنوة «لسة فاكر»، أبتسمت معكى حين سمعتك تغنى هذا المقطع «النغم رجعت حلاوته»، نعم أنتى من يعيد إلى مصر مكانتها فى الطرب الأصيل، ورغم أن المنطق يؤكد أن الزمن لا يعود، لكنك أثبت عكس المنطق ان بصوتك سيعود زمن الفن الجميل.
صوتك أنزله لنا الله رحمة بعباده من قلة مندسة تسللت إلى ساحة الغناء فى غفلة استغرقت سنوات كثيرة اصبتنا بالتلوث السمعى والبصرى، وانطلق علينا بلطجية الغناء الذين اطلقوا على انفسهم مطربين، نعم هم بالفعل «متربين» تراب وغبار، عشنا سنوات فى غناء العواصف الترابية، هم وباء فيرس لابد من حقنه وتدميره، هما أصوات لا صوت لهم، يغنوا كلمات لا معانى لها،  وألحان لا إيقاعات لها ولا أوزان.
 أين كنتى يا مروة ومن الذى اخفى صوتك عنا كل هذه الفترة عمداً مع سبق الأصرار؟ نعلم انكى متالقة على مسرح الأوبرا ويعرفك رواد الأوبرا، ولكن من حق باقى الشعب من العامة أن يسمعك كما كانوا يسمعوا أم كلثوم كل خميس من أول كل شهر، ومن ارتكب جريمة أبعادك عن الشعب لابد أن يعاقب، إنها الشللية فى الوسط الفنى التى تخشى وجود الفن الراقى لأنه عكس مصالحهم، قد يكونوا حاربوكى دون أن تعلمى لأنهم اعتادوا الحرب على قيم الفن الأصيل، فعلوا معكى مثلما فعلوا مع أصوات مصرية كثيرة لها قيمتها وموهبتها، أصوات منهم من سافر وترك مصر محبطاً، ومنهم من ترك الغناء وعمل بمشروعات الخاصة، ومنهم من قدم تنازلات ويغنى أغانى لا تليق بقدراته.
أنتى (ذا فوس) مصر 2014 ويجب أن تستمرى بنفس حماسك وقوتك، والتصويت لكى مسئولية يشرفنا جميعا ان نتحملها، وثقى فى من وهبك هذا الصوت فهو من يحقق حلمك وحلمنا.