الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أنا أرى».. من حق الكفيف «يقرأ»




مسافة يقطعها «شهاب الدين جميل» من سوهاج إلى القاهرة، كلما احتاج كتابا فى مجال تخصصه «الكمبيوتر» الذى برع فيه، حتى صار معلمًا لغيره، أو غيرها من الكتب، فلا بديل لدى الكفيف القاطن بمنطقة الصعيد للحصول على مبتغاه من الكتب غير الدراسية إلا السفر إما لمنطقة قريبة كأسيوط بالنسبة لـ«جميل» أو العاصمة فضلًا عن التكلفة الباهظة.
مشكلة قرر مجموعة من الشباب العاملين والمتطوعين بمركز الإعاقة البصرية بسوهاج، إيجاد حل لها، خاصة بعد تعدد المطالبة من قبل المكفوفين المتعاملين معهم بالمركز عبر استمارات استطلاع عبرت عن حاجتهم لقراءة كتب متنوعة كالروايات وليس الاستماع إليها كما هو متوافر بالعديد من المواقع، فكانت الفكرة بإنشاء مكتبة.
«أنا أرى» حملة جاء إطلاقها لدعم المكفوفين ومساعدتهم على القراءة بعد أن واجه الشباب الذى يعمل بالمركز منذ إنشاءه فى 2011، مشكلة توفير أكبر عدد ممكن من الكتب الثقافية لتتيح إنشاء مكتبة، وكذلك عدم توافر الكتب بصيغة الـ«word» المناسبة لتحويلها إلى طريقة «برايل»، فإذا كان الأمر متاحا حينما كان الاعتماد على كتابة المقررات الدراسية المحتاج إليها الكفيف، غير أن مع طرح الفكرة بات صعبًا شيئًا ما.
«من حق الكفيف أنه يقرأ» هدف وضعه الداعين للحملة، خاصة مع ارتفاع تكلفة أى كتاب يريد الكفيف الحصول عليه إذ تصل إلى 200 جنيه وأكثر من ذلك حسبما قال «محمد جاد الله» منسق الحملة، وهو الأمر الذى يمنع الكثير من فاقدى البصر التوقف عن الدراسة بعد المرحلة الثانوية «الطلبة لغاية ثانوى بيقرأوا الكتب ببرايل»، بعدها يصبح الحصول على كتاب مهمة صعبة، فحتى الوقت المستغرق لتحويل كتاب واحد إلى طريقة برايل يصل إلى 15 يوما.. لذلك جاء طرح الحملة على «فيسبوك» لتصل إلى أكبر عدد من المشتركين، فضلًا عن تنوع الكتب ولم تتوقف الدعوة على المساعدة فى تجميع الكتب، بل وضع القائمون أكثر من بديل لها، فإن لم يتواجد كتاب بصيغة الـ«word» لدى المنضم إلى الحملة، يمكنه أن يشارك الأصدقاء والمعارف لكتابته بتلك الصيغة، و«لو شايف الشغلانة دى صعبة عليك بس أنت عايز تشارك»، فنشر الفكرة إذن هى الملاذ لك للمساهمة فى تحقيق الهدف بتجميع 250 كتابا بطريقة برايل تشكل مكتبة لأبناء الصعيد.