الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتوى إغفال الواقع سبب الفتاوى الشاذة والغريبة




ورد سؤال إلى دار الافتاء حول سبب ظهور الفتاوى الشاذة وكيفية مواجهتها ؟

 وتجيب دار الافتاء قائلة: إن  إدراك الواقع ركن أساسي من أركان الإفتاء، بحيث لا تقتصر الفتوى على بيان النص الشرعي الحاكم دون النظر إلى الواقع بعوالمه المختلفة، مشيرة إلى أن ظهور الكثير من الفتاوى الشاذة والمتطرفة مردها إلى غياب فقه الواقع وعدم الإلمام الكامل بمقتضياته ومآلاته.
و الفتوى - وهي بيان الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنه- تختلف باختلاف الجهات الأربع: الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، لأنه لا ينكر تغير الأحكام بتغير هذه الجهات. مضيفة أن «الاختلاف في هذه الجهات الأربع مع الحرص على تحقيق مقاصد الشريعة، يقتضي تغير الأحكام بناءً على التغير الحادث من ذلك الاختلاف، فيكون الفقيه بذلك قد التزم تحقيق الشريعة ونظر إلى مآلات الأحكام».
والواقع يتكون من عالم الأشياء وعالم الأشخاص وعالم الأحداث وعالم الأفكار وعالم النظم، ويتكون أيضًا من العلاقات البينية المتشابكة بين تلك العوالم، ولا بد من مراعاة كل ذلك في إدراك الواقع والتعامل معه. لذا يتوجب على المفتي أثناء فتواه أن يدرس هذه العوالم بمناهجها المختلفة, وعلاقاتها البينية، والمآلات التي يؤول إليها العمل بفتواه في أرض الواقع .
ولذلك فإن  عملية الإفتاء تتطلب إدراك المصادر وفهمها بإتقان بما تقضية أصول اللغة, والبلاغة والنحو والصرف أو ما يسمى عمومًا بعلوم الآلة، وإدراك الواقع بعوالمه المختلفة وجهاته المتنوعة.
أما التجرؤ على الفتوى والتقول على الله بغير علم، وتصدر غير المتخصصين لعملية الفتوى  هو امر محرم وخطير لما يجلبه ذلك من خلق فوضى وتضارب في عملية الفتوي، فالإفتاء ليس بالعملية السهلة حتى يتجرأ عليه كل أحد ويتسرع غير المتخصصين في ادِّعاء القدرة عليه، وإنما هو علم يدرس وصناعة تكتسب ومهارة تعتمد على كيفية إنزال الحكم الشرعي على كل واقعة بعينها، ولا يتأتى ذلك إلا بكثرة التدريب على الإفتاء وممارسته عمليًّا على أيد المتخصصين في الفتوى