الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يطالب بمراجعة المناهج الدراسية وحذف كل مايتعلق بالتشدد




طالب الأزهر الشريف بضرورة مراجعة المناهج الدراسية وحذف كل ما يتعلق فيها بالافكار التى قد تعطى الفرصة للإرهاب والتكفير بالمرور إلى عقول النشء، او تلك التى تساعد عليهما.
وقال البيان الصادر من رابطة خريجى الأزهر فى اطار الندوة الأسبوعية التى تقيمها الرابطة بعنوان» الوسطية بين الإفراط والتفريط» ضمن مشروع إعداد الكوادر الأزهرية التى أقيمت فى أول مارس الجارى والتى تستمر قرابة 3 شهور: «إننا اليوم فى أشد الحاجة إلى تأكيد مفهوم الوسطية والبعد عن الغلو والتشدد الذى أضر بالمسلمين والإسلام حتى الدرجة التى تشوهت معها صورته الناصعة فى نفوسهم».
ومن جانبه أكد د. إسماعيل عبدالرحمن أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر – رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بدمياط، أن الوسطية لم تكن سمة مميزة للأمة المحمدية فحسب وإنما كانت منهجاً وسبيلاً أمرت به الشريعة وحثت على التخلق به، وأشارت آيات عديدة بالقرآن الكريم إلى القصد والاعتدال، وحذر من الغلو وترك منهج الوسطية .
وقال د. إسماعيل خلال الندوة إن الوسطية هى التوازن والاعتدال فى الأمور وكذلك هى الأحسن والأخير دون إفراط ولا تفريط، مؤكداً أن الوسطية منهج حياة يجب التحلى به فى كل شئون حياة المسلم، وإذا تخلى المسلم عن هذا المنهج فلا شك أنه سيجنى ثماراً سيئة تلحق به وبالمجتمع والأمة بأسرها .
وأشار إلى أن الوسطية تستدعى طرفين الأول: هو المتساهل فى الطاعات والمقصر فى العبادات والواجبات مما يؤدى لانتشار الفواحش والمنكرات وهذا محظور ومنهى عنه شرعاً، أما الثانى: فهم المغالون والمتشددون الذين التزموا بمنهج التطرف والشدة مخالفين هدى النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا ينتج عنه مجتمع منغلق يرى أنه الأصوب وماعداه ضلال ويستبيحون دماء وأموال غيرهم وهذا هو السعى فى الأرض فساداً.
ثم تطرق د. اسماعيل إلى مفهوم التفريط والإفراط، فأوضح أن التفريط هو التقصير والتضييع، أما الإفراط فهو مجاوزة الحد والإسراف فيه والزيادة على ما أمر به الإنسان، فكلاهما يستعمل فى تجاوز لحد من جانب الزيادة والنقصان.
وأكد على أن الإفراط والتفريط فى العبادة قد حرمه الإسلام على المسلمين لما فيه من غلو وتنطع وتشدد، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية دعت فى العديد من نصوصها الواردة فى الكتاب والسنة إلى القصد والاعتدال فى جميع الأمور، حيث يستلزم علينا كمسلمين إقرار هذا المنهج واتباعه ولا يتأتى ذلك إلا بعدة سبل أهمها: إعداد مشروع متكامل يتبنى منهج الوسطية والاعتدال وتتولاه جهات معنية بهذا الشأن ومنها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والتعليم العالى والتربية والتعليم والإعلام.
ولفت إلى اهمية التذكير الدائم بمنزلة الوسطية فى الإسلام والتعريف المتواصل بأهميتها، موضحاً أنه من الضرورى فى هذا الشأن مراجعة المناهج الدراسية لتتواءم مع منهج الوسطية وحذف كل ما يدعو للتطرف والغلو فى الفكر من ارهاب الآمنين وتكفير للمؤمنين، وتخصيص برامج إعلامية مرئية ومسموعة وبتقنية الإنترنت لبيان حقيقة الإسلام ونبذه للغلو والتطرف وتوضيح أضراره على الفرد والأمة، فضلاً عن إصدار الكتيبات وإقامة المؤتمرات والندوات التى تبحث هذه الظواهر لتصحيح فكر هؤلاء الضالين والأخذ بأيديهم إلى منهج الاعتدال.
وشدد على ضرورة نبذ طرفى الوسطية سواء الغلو أو التفريط فكلاهما لا يتفقان مع روح الوسطية والاعتدال، موضحاً أهمية دور الدعاة والمفكرين فى محاورة المغالين ودعوتهم بالحسنى لترك التشدد والرجوع لساحة الوسطية وفكرها الرحيب وإبعاد أفكارهم عن المواقع التربوية التى تؤثر فى تربية النشء .