الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سوريا تستيقظ على مذبحة جديدة




 
استيقظت سوريا أمس على أنباء حول وقوع مجزرة جديدة فى قرية القبير قرب حماة، إذ قالت أوساط المعارضة إن قوات تابعة للنظام قتلت نحو 150 شخصًا فيها، بينهم 35 من عائلة واحدة، ما يرفع عدد قتلى الأربعاء الماضى إلى 150، بينما اتهمت وسائل الإعلام الرسمية من وصفتها بأنها «مجموعة إرهابية مسلحة» بقتل تسعة أشخاص فى القرية.
 
أفادت هيئة الثورة السورية والجيش الحر بوقوع مجزرة فى ريف حماة، بمنطقة القبير على أيدى الجيش السورى. ووصل عدد قتلى هذه المجزرة إلى 150 شخصا منهم نحو 50 طفلاً وامرأة.
 
ومن جانبهم أوضح الناشطون أنه تم الهجوم على جميع منازل القبير وتم قتل من فيها بالسكاكين كما تم إحراق المنازل وبداخلها أطفال ونساء.
 
 
وأشار الناشطون إلى أربعة أشخاص فقط بقوا على قيد الحياة بعد المجزرة فى القبير، مضيفًا أن جيش النظام اختطف عددًا من الشبان وجثث بعض الضحايا.
 
 
وقال المسئول الإعلامى فى المجلس الوطنى السورى محمد سرمينى: هناك نحو 100 قتيل فى قريتى القبير ومعزراف بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم 20 طفلاً و20 امرأة، متهمًا قوات النظام السورى وشبيحته بارتكاب هذه المجزرة.
 
ومن ناحيته، وصف الجيش السورى الحر مجزرة القبير بأنها أشد من مجزرة الحولة، مؤكدًا أنه تم نقل عدد من الجثث من القبير إلى مناطق أخرى.
 
 
ومع هذه المجزرة ارتفع عدد القتلى فى حماة وحدها أمس الأول إلى 86 شخصًا بحسب لجان التنسيق ونحو 130 قتيلاً فى عموم سوريا.
 
وردا على مجزرة القبير وما سبقها من عمليات فى كفرزيتا واللاذقية، أعلن المجلس الوطنى السورى الحداد العام ودعا إلى التصعيد الأمنى.
 
وطالب المجلس الجيش السورى الحر والكتائب الميدانية والحراك الثورى بتصعيد التحركات الجماهيرية والميدانية فى أنحاء سوريا، والعمل على تخفيف معاناة المناطق التى تتعرض للحصار والقصف والاقتحام فى ريف حماة واللاذقية وحمص.
 
 
وفى سياق متصل كثفت المعارضة السورية من عملياتها ضد قوات النظام السورى ضمن ما أسمته «غليان دمشق».
 
 
وبدورها اتهمت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا نظام الأسد بارتكاب مجزرة حماة، محملة المجتمع الدولى ودول الجوار العربى والإسلامى مسئولية المجازر بحق الشعب السورى.
 
فى الوقت ذاته، احبطت السلطات السورية فجر أمس محاولة تفجير انتحارى لسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات تقدر بـ700 كيلو جرام فى ريف درعا بجنوب البلاد.
 
 
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن الجهات المختصة فى درعا تمكنت من احباط محاولة إرهابى انتحارى تفجير سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات فى موقف سيارات الأجرة فى حى المحطة المكتظ بالمارة والسكان بمدينة الصنمين، الواقعة فى ريف درعا.
 
 
واشارت إلى العثور بداخل السيارة بعد تفتيشها على ستة براميل ثلاثة منها صغيرة والأخرى متوسطة الحجم مملوءة بكمية تقدر بنحو 700 كيلو جرام من المتفجرات وعلى بودرة بيضاء يقدر وزنها بنحو سبعين كيلو جراما يعتقد أنها مادة السيفور شديدة الانفجار إضافة إلى كمية من العبوات المعبأة بمادة البنزين.
 
 
وقال ناشطون سوريون إن مجموعة من شباب دمشق قاموا بتنفيذ العملية بشكل متزامن عبر قطع 30 طريقا بالإطارات والمواد المشتعلة وذلك بمشاركة تنسيقيات اتحاد شباب الثورة، كما قطع الشباب طريق دمشق بيروت المتحلق الجنوبى.
 
 
أما على الصعيد الدولى فكررت الصين معارضتها للتدخل الأجنبى فى سوريا وجهود «تغيير النظام» بعد اتهام القوات السورية وميليشيات موالية للرئيس السورىبشار الأسد بقتل العشرات من سكان القرى.
 
 
وقال تشينج قيو بينج نائب وزير الخارجية الصينى فى مؤتمر صحفى «المسألة السورية يجب أن تحل استنادًا إلى خطة المبعوث «كوفى» عنان المكونة من ست نقاط داخل إطار الأمم المتحدة وأضاف: لا يمكن أن تقول إنه لأنك لا تحب نظام دولة ما تفكر فى طرق لإسقاط حكومته.
 
من جهته اطلع كوفى انان وسيط الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية مجلس الأمن فى نيويورك على تطورات الموقف فى سوريا وتضمنت اقتراحا جديدا لانقاذ خطة السلام الفاشلة التى وضعها من قبل وذلك من خلال تشكيل «مجموعة اتصال» تضم القوى العالمية والإقليمية.
 
ابلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون دولا غربية وعربية فى اجتماع اسطنبول الذى اختتم أعماله أمس الأول أن خطة انتقالية فى سوريا يجب أن تتضمن نقلا كاملا للسلطة من الرئيس بشار الأسد.
 
قد حددت الوزيرة مجموعة من العناصر والمبادئ الأساسية التى ينبغى الاسترشاد بها فى عملية الانتقال بعد مرحلة الأسد بما فى ذلك نقل كامل للسلطة من الأسد.
 
 
وابلغت كلينتون الاجتماع أيضًا أن المرحلة الانتقالية فى سوريا يجب أن تتضمن حكومة انتقالية تمثل جميع الأطياف وتقود إلى انتخابات حرة ونزيهة.
 
كما ردت وزيرة الخارجية الأمريكية بفتور على اقتراح روسى بعقد اجتماع بشأن سوريا تحضره إيران قائلة «من الصعب تصور دعوة بلد يدير هجوم نظام الأسد على شعبه».
 
 
من ناحية أخرى أصدر أحد أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية أمس فتوى تقضى بتحريم «الجهاد فى سوريا» على السعوديين بدون إذن من السلطات، بينما تتضاعف الدعوات إلى ذلك فى شبكات التواصل الاجتماعى على الانترنت.
 
 
وقال على الحكمى عضو المجلس الأعلى للقضاء أيضًا فى تصريحات نشرتها صحيفة الشرق المحلية إن «موقف حكومة المملكة من القضية السورية واضح وإيجابى ولا يمكن لأى شخص المزايدة عليه».