السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشباب محبط.. وعازف عن المشاركة السياسية




يتذكر الشباب الجزائرى جيدا خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمحافظة سطيف شرق الجزائر عشية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حينما خاطبهم باللغة العامية قائلا: «طاب جنانى» بمعنى «هرمت»، وحان الوقت ليتسلم جيل الاستقلال الراية من جيل الثورة، حينها استبشر الشباب خيرا، واعتقدوا أنه حان الوقت فعلا لاستلام الراية، لكن الواقع أثبت عكس ذلك.
فبعد أيام قليلة جرت الانتخابات، وأفرزت برلمانا غالبيته من الكهول والشيوخ، وبعد ذلك عينت حكومة جديدة، وعدلت بعد ذلك، ولم يظهر فيها أثر للشباب.
وتقبل الجزائر الآن على الانتخابات الرئاسية، إلا أن المعطيات تشير إلى عزم بوتفليقة على الاستمرار، وأنه لم يهرم بعد، وسيتجه لتمديد ولايته لعامين آخرين، أو الترشح لولاية رابعة، فى انتظار التعديل الدستورى المرتقب.
ورغم أن المجتمع الجزائرى مجتمع شاب، إذ تشير الإحصائيات إلى أن هذه الفئة تمثل أكثر من 70% من المجتمع، وعدد كبير من هؤلاء الشباب من خريجى الجامعات، يعزف أغلبهم عن السياسة، ولا يثقون فى رجالها سواء المعارضة أو السلطة، ويعدونهم السبب فى أزمات عديدة تعيشها بلادهم حاليا. والواقع، كما يرى البعض، فإن موضوع الشباب أشبه ما يكون بـ«سيمفونية» تتغنى بها السلطة كما المعارضة فى المواسم الانتخابية، فى محاولة للاستفادة من كتلتهم الكبيرة فى الانتخابات وإنجاحها فقط.
 أوضح المدير التنفيذى لأكاديمية «جيل الترجيح»  للتأهيل القيادى إبراهيم هوارى عتيق أسباب عزوف الشباب عن ممارسة العمل السياسى فى ثلاث، وهى (النظام والأحزاب والإعلام). ويعد «الواقع السياسى الحالى المتدهور والمتدني، مقارنة بالطموحات والآمال التى ينشدها الغالبية فى سكن وعمل وترفيه، عائقا كبيرا فى التفكير فى النضال والتطوع لخدمة البلد من بوابة السياسة».
ويرى هوارى  إن موجة الفساد الأخيرة التى ملأت الجزائر  شوهت السياسة لدى الشباب، فالسياسى مقرون دوما بالفساد والنفاق والنفعية الشخصية».
مشيرا إلى أن «الفترة التى مرت بها الجزائر فى التسعينيات ساهمت مباشرة فى دفع الشباب للعزوف عن النضال السياسي، والسلطة أحسنت استغلال هذه الفترة، من خلال تقديم دور الأحزاب فى الحياة السياسية ونسف مشاريعها»، كما أن «واقع الحريات غير كاف ومقيد لتحرك الشباب».
ويعتقد أن تراجع قيمة النشاط الحزبى «سببه الانشقاقات والصراعات التى مست جميع الأحزاب العتيدة، كجبهة التحرير الوطنى وجبهة القوى الاشتراكية وحركة مجتمع السلم، وصراع الزعامات بعيدا عن هموم الشباب والمجتمع».
من جانبه يرى الأستاذ بكلية العلوم السياسية فى جامعة الجزائر عصام بن نكاع أن هناك عدة أسباب مركبة للظاهرة، أهمها أن «أغلبية الشباب الحامل للشهادات الجامعية يعانى البطالة، ووضعه هذا جعله يبتعد عن السياسة التى لم تحقق له طموحاته فى الحصول على عمل يليق به».
مضيفا أن الوعود الانتخابية «الكاذبة» أفقدت الشباب الثقة فى المسئولين بمختلف مستوياتهم. ويرى أن «الشباب الجزائرى لم تعط له الفرصة الحقيقية لإثبات ذاته، وفرض نفسه، بسبب احتكار الشيوخ للمناصب  المختلفة.