الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخيار العسكرى فى شبه الجزيرة الكورية غير مستبعد




لا يزال الخيار العسكرى مطروحًا فى منطقة الكوريتين، لكن يجب الوضع فى الحسبان القوة العسكرية لكل منهما قبل النظر لمن يدعمهما من الخارج، فبالمقارنة بين البلدين، لا يزال هناك أكثر من 9 ملايين جندى شمالى مقابل 3 ملايين و853 ألف جنوبى إذا بدأ القتال.
كما تمتد الحدود بين البلدين لمسافة 125 كيلومترا منزوعة السلاح بعرض 4 كيلومترات، لكن صفة «منزوعة السلاح» لا تنطبق عليها بالمرة، فهى إحدى أكثر المناطق حشدا للسلاح الثقيل بالعالم، ففيها مليون جندى من الطرفين تقريبًا، ومعهم 20 ألف مدفع وقطعة حربية، ومليون لغم مزروعة بين التحصينات، وهى بعيدة 120 كيلومترا عن بيونج يانج، عاصمة كوريا الشمالية. أما عن سيول فيفصلها عن الحدود الشمالية مسافة 40 كيلومترًًا فقط.
تظهر كوريا الشمالية فى هذا الشهر قوية كالنمر، لكن الجارة الجنوبية أفضل بكثير من جهة العتاد والتدريب ونوعية السلاح، خصوصا الطائرات ومعظمها «أف 14 و15» أمريكية الصنع، ولديها عمق استراتيجى مع أقوى دولة فى العالم، هى الولايات المتحدة، مقابل صديق واحد للشمالية، هو الصين الواقعة خلفها تماما، وتعتمد كوريا الشمالية على أسلوب سوفيتى فى المواجهة العسكرية، بأن تبدأ بهجوم مدفعى كثيف على الجنوبية وعلى القوات الأمريكية المتمركزة قرب الحدود، وحتى على سيول نفسها، كما يمكنها استخدام السلاح الكيماوى ضد المدنيين فى حالات الحرج لتخفف الضغط، أو للإسراع باحتلال سيول القريبة قبل أن تصل للجنوبيين أى تعزيزات، ثم تمضى لاحتلال الباقى، أو تبقى فى العاصمة للحصول على إيجابيات فى مفاوضات وقف القتال.
أما كوريا الجنوبية فتعتمد على دفاعها الأقوى وعلى تفوقها التدريبى والنوعى بالعتاد، لذلك يضعها مركز «جلوبال فاير باور» فى المرتبة الثامنة بين جيوش العالم، ويضع غريمتها الشمالية فى الدرجة 28 لجهة القوة العسكرية التقليدية، علما بأن الدولتين تملكان السلاح الكيماوى، وتنفرد الشمالية بامتلاكها لعدد قليلاً جدًا من القنابل النووية.