الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ممدوح الحسينى مرشد الإخوان الجديد والمدبر لاغتيال الضباط




 حوار – نشوى يوسف

كشف ثروت الخرباوى الكاتب والقيادى الإخوانى المنشق ان من يقود جماعة الإخوان الارهابية فى مصر الآن هو شخص مجهول يسمى ممدوح الحسينى وقد تم اختياره مؤخرا مرشدا عاما للاخوان بعد نجاحه فى تهريب القيادات فى اعتصام رابعة العدوية موكدا انه هو من كان يدير الاعتصام على حد قوله مستطردا أن الحسينى من أخطر الشخصيات الإخوانية ولم يضع الأمن يده عليه الى الآن وقد صدر ضده حكم بالحبس 5سنوات مع خيرت الشاطرعام 2007 وهو شريك للشاطر فى بعض شركاته مضيفا ان الحسينى هو من بيده الأمر وهو الساعد الايمن لمحمود عزت وهو أحد القيادات الكبرى للنظام الخاص متهما اياه بأنه هو من يخطط عمليات اغتيال رجال الشرطة والجيش كما طالب الخرباوى المشير السيسى فى حالة وصوله للرئاسة بأن يعيد الأمن ولانضباط فى الشارع المصرى وان يكون حاضراً فى ذهنه اسباب ثورة يناير وان يعيد لمصر ريادتها كما كانت فى عهد عبد الناصر وخلال حواره لـ«روزاليوسف» تحدث الخرباوى عن مستقبل الإخوان وعلاقتهم بالمجلس العسكرى وتحركاتهم فى الجامعات والإجراءات التى يمكن ان يفعلها الإخوان خلال الفترة المقبلة والى نص الحوار..


■ بداية ما تقيمك لمرشحا الرئاسة المشير السيسى وحمدين صباحى؟


- بالنسبة لتقييمى لكل مرشح فأقيم على عدة أسس، الأساس الأول هو الامكانيات والملكة، فأنظر إلى تاريخ كل منهما،فأرى ان عبد الفتاح السيسى رجل تقلد مناصب عديدة فى الدولة آخرها أنه كان نائبًا لرئيس الوزراء فأصبح عارفا وفاهما لمنظومة العمل داخل دولاب الدولة فأصبح رجل دولة لانه يعرف كل التفصيلات وكيف تدار الدول، أما بالنسبة للاستاذ حمدين صباحى فلم يسبق له العمل داخل دولاب الدولة وانما عمل داخل احدى المؤسسات مثل نقابة الصحفيين لكونه عضوا بها، وكان يدير صحيفة لحزب الكرامة وكان يدير الحزب، ودون تمييز أحد عن آخر يعتبر السيسى فيما يتعلق بالخبرات السياسية والإنسانية فى ادارة الدولة هو أعلى من حمدين صباحى، والأساس الثانى هو التاريخ الوطنى فيتساوى الاثنان معا ولا نستطيع أن نفضل السيسى فى تاريخه الوطنى على حمدين لأن للأخير تاريخا وطنيا وتعرض للإيذاء بسبب كثير من مواقفه الوطنية أثناء حكم مبارك وشارك فى ثورة 25 يناير مشاركة جيدة، إلا اننى أعيب عليه أنه لم يشارك فى ثورة 30 يونيو مشاركة فعالة حقيقية، فلم يخرج للمظاهرات سواء فى التحرير أو للاتحادية، وفى الوقت نفسه بالنسبة لتاريخ عبد الفتاح السيسى فهو ينتمى لمؤسسة وطنية وهى الجيش المصرى والمعروف عنها الانتماء للوطن، كما أنه عرض نفسه لمخاطرة كبيرة عندما انحاز لإرادة الشعب فى 30 يونيو وأخذ على عاتقه تنفيذ طلبات الشعب رغم أن هذا الأمر كان من الممكن أن يؤدى الى قتله بأى شكل من الأشكال، فبالتالى هو خاض المغامرة الوطنية، فلكل منهم رصيده الوطنى الكافى.


■ ما أولويات الرئيس القادم؟


- مصر تتعرض لأزمة تاريخية واول وأكبر طلب هو اعادة الأمن والانضباط فى الشارع المصري، لانه من خلاله ستنضبط باقى المؤسسات، فستعود السياحة الى سابق عهدها وافضل، سينتعش الاقتصاد، وأظن ان المشير السيسى يملك القدرة على اعادة ضبط الأمن باعتباره رجل مخابرات لديه رؤية واستراتيجية فى مثل هذه الأمور.والمطلب الثانى هو انه يجب ان يكون حاضرا فى ذهنه أسباب ثورة 25 يناير «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» فيكون توفير الوظائف المناسبة للشباب أولا والتعليم المناسب وازالة الفوارق فى العدالة الاجتماعية خاصة المرتبات بحيث لا نعود مرة اخرى للمرتبات الفلكية التى تتقاضاها فئة معينة من الدولة ومانسمع عنها انها تزيد على المليون والاثنين شهريا فى الوقت الذى تنخفض فيه الرواتب للشباب والتى لاتكفيهم معيشة ليوم واحد، ومطلوب أيضا ان يعاد لمصر ريادتها فى المنطقة كلها لانه أمر افتقدناه لسنوات طويلة خصوصا فى عهد مبارك ووجدنا دولا أخرى تقل عن مصر فى كل إمكانياتها قد تفوقت عليها ونحن نتراجع للخلف.


■ كيف ترى الموقف الدولى فى حالة فوز المشير السيسى فى الانتخابات الرئاسية؟


- الدول تعترف بالامر الواقع والدول الكبرى لا تعترف بالضعيف حتى وان كان صاحب حق، وعلى الفرض الجدلى ان جماعة الإخوان صاحبة حق وهى ليست كذلك بل هى متعدية ومعتدية لكن المزاعم الخاصة بها والتى جعلت أمريكا تتحرك تجاه ما حدث واسمته انقلابا وهذا غير صحيح، فالبعض يتوهم أن وصول عبد الفتاح السيسى للحكم سيؤكد المزاعم التى تقول انه انقلاب، فهذا الكلام ساذج وغير صحيح على الاطلاق ولا يؤدى الى تغيير الموقف الدولى، وانما وصول عبد الفتاح السيسى للحكم يؤكد انه ليس انقلابا لأن الشعب سيكون قد أعطاه صوته وبما انها رغبة الشعب فإنها أيضا تؤكد موافقته لما حدث فى 3يوليو، فالشعب الذى ثار سيكون قبل ورضى السيسى رئيسا.


■ ما الفارق بين اخوان تركيا ومعهم اردوغان واخوان مصر ولماذا هذا الموقف المتشدد من مصر؟


- أردوغان طبق فى تركيا سياسة الخطوة خطوة فأول ما بدأ فى تركيا بدأ بقوله انه لايعارض الدولة العلمانية على الاطلاق بل انه جزء منها، ثم انتقل بعد ذلك الى دعاوى انه يريد الانضمام الى الاتحاد الاوروبى وان من شروط ذلك ان يتم تخفيف سلطات الجيش، واستطاع ان يصل الى هذا الامر، وسيطر على مفاصل الدولة والمجالس المحلية منذ عام 2000، وهذا يعنى أن الإخوان هناك هم من يسيطرون على زمام الامور الا أنهم اخوان بطبعة تركية، وهذا هو الفرق بين اخوانهم واخوان مصر الذين حاولوا السيطرة على مصر بطريقة الفجأة وهذا سبب من اسباب اصطدامهم بالشعب لذلك هم أقل ذكاء ويبدوا انهم كان لديهم علم بأن مدة حكمهم ستكون قصيرة لذلك حاولوا مد هذه المدة بالانتشار السريع فى الدولة.


اردوغان يحلم أن تعود تركيا مرة أخرى كدولة خلافة وان تكون العاصمة لدولة الخلافة وان يكون هو الخليفة الإسلامى، وجاءت له الفرصة فى ثورات الربيع فى تونس ومصر وليبيا وسوريا وفى اليمن، عندها فكرة بقوة فى ان تكون هذه الدول «إتحاد كونفيدرالى» وان يكون هو الخليفة لها وتعود الدولة العثمانية مرة اخرى، وكانت كل تصرفاته لتحقيق أهدافه الخاصة بهذا الأمر ولذا ما حدث له بعد ذلك كان صدمة وما يفعله الآن اثار لتلك الصدمة.


■ فى رأيك ما لفرق بين حكومة الببلاوى وحكومة محلب؟


- اعتقد ان حكومة الببلاوى كانت حكومة البرادعى وأوجه كلامى الى الدكتور حازم الببلاوى نفسه لانه كان احد رجال البرادعى، والبرادعى هو الذى وضعه فى مكانه وكان يريد أن يفتح ابوابا للتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين للتصالح معها وبالتالى هذه كانت استراتيجيته وهذا الأمر كان مرفوضا من الشارع لذلك كان يقوم بتعطيل الامور مما ترتب عليه عمل مواجهة حاسمة مع الإخوان، وهذا ادى الى استفحال خطر الإخوان فى الشارع والى تعدد مظاهراتهم التخريبية والى ثورة طلبة الإخوان فى الجامعات المصرية، فالببلاوى هو سبب من أسباب تفاقم الأزمة بسبب استراتيجيته الخاصة بفتح ابواب التصالح مع الإخوان، وأرى انه بهذا الشكل قد ارتكب جريمة بحق مصر وينبغى ان يخضع للمساءلة القانونية فيها.


■ وماذا عن ابراهيم محلب؟


- إبراهيم محلب رئيس وزراء وطنى له خبرات تنفيذية عالية جدا ونجح فى كل الامور التى كان يشرف عليها سابقا قبل ان يكون رئيسا للوزراء فقد كان وزيرا ناجحا للاسكان وكان رئيسا ناجحا لشركة المقاولون العرب، وقد تواجد فى وقت صعب جدا وهو وقت سابق على اجراء انتخابات الرئاسة ومحاولة الإخوان افشال هذه الانتخابات بأى طريقة لذلك هو يحارب فى جبهات متعددة، لكن مشكلته انه لا يستعين بأصحاب الخبرات الوطنية الحقيقية للخروج او لمواجهة الازمات التى تمر بمصر، هو لا يجد أحدًا أمامه الا بعض اشخاص ظهرت بشكل دائم فى خلال الفترات الماضية سواء كانت لديها خبرات ام لا، لكن اصحاب الخبرات الحقيقية فى مجالات متعددة لا يستعين بها.


 ■ ما الذى تريده مصر الآن من حكومة محلب؟


- مصر تريد مواجهة الارهاب التى أرى من وجهة نظرى أنه يكون بطريقتين هما الطريقة الامنية والاخرى الفكرية، بالنسبة للطريقة الامنية واضح انه يوجد قدر من التقصير من وزارة الداخلية ليس بسبب انها تريد ان تكون مقصرة لكن بسبب ضعف امكانياتها بعد الضربة الكبرى التى تعرضت لها، لذلك هى تحتاج الى خيال امنى واسع جدا ووزير داخلية له مستوى احترافى كبير يقود المنظومة ويعيد بث الروح والحركة والفكر الامنى فى الوزارة من جديد، أعرف ان اللواء محمد ابراهيم ادى دورا وطنيا جيدا الا اننا نحتاج الى وزير آخر، أما على المستوى الفكرى وجدت أن الدولة أنشأت مجالس قومية متخصصة كثيرة مثل المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والمجلس القومى لمصابى وشهداء الثورة، والمجلس القومى الوحيد الذى تحتاجه مصر الآن لم يقم محلب بإنشائه وهو المجلس القومى لمقاومة الارهاب فينبغى ان يتم انشاؤه وأن يرأسه أحد علماء الازهر الكبار الوسطيين ويكون فى عضويته مجموعة من العلماء والأدباء والمبدعين والمثقفين والاعلاميين لوضع منظومة فكرية كاملة لمواجهة الارهاب على مستوى وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى بحيث تبدأ المواجهة الفكرية للاطفال فى السنة الابتدائية الاولى حتى نهاية التعليم الجامعى لاننا نحتاجه على المدى الطويل وليس القصير، وان يوجد بالمجلس عدد من قيادات التربية والتعليم لان الوزارة تعد من أكبر الوزارات الموبوءة بالإخوان.


■ من يقود جماعة الإخوان المسلمين الآن؟


- المعروف الآن ان من يقود جماعة الإخوان فى العالم هو محمود عزت المختبئ فى غزة لكن من يقودهم داخل مصر هو شخص مجهول للرأى العام يسمى ممدوح الحسينى وهو من أخطر الشخصيات الإخوانية ولم يضع الامن يده عليه الى الآن وكان متهما فى قضية خيرت الشاطر التى صدر بها حكم عام 2007 وكان صدر ضده حكم بـ 5 سنوات وهو شريك لخيرت الشاطر فى بعض شركاته وشريك لأحمد شوشة وكان متهما معهم فى نفس القضية وهو من الشخصيات الخطيرة بالإخوان الا ان ممدوح الحسينى هو من بيده الأمر وهو الساعد اليمنى لمحمود عزت وهو أحد القيادات الكبرى للنظام الخاص عندما كان محمود عزت فى مصر وهو يتحرك تحت الارض دائما ولا يعرف عنه احد شيئا وكان يسكن فى مدينة نصر بجوار مسجد عمرو الشربينى ثم انتقل بسكنه فى فيللا فى التجمع الخامس قريبة من سكن مهدى عاكف لكنه تركها منذ احداث رابعة وكان احد الشخصيات التى تدير رابعة العدوية وما يحدث بها وهرب داخل مصر الا انه موجود فى احدى الاماكن المجهولة.


 ■ لكنه كيف يدير الجماعة؟


- يديرها من خلال وسائل متعددة منها الفيس بوك والتويتر وغيرهما، وأيضا يتواصل مع بعض الشخصيات المعروف عنها عدم انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين وتشارك فى اى مظاهرات وينحصر دورها فقط فى التواصل مع ممدوح الحسينى لتوصيل أوامره وتوجيهاته الى باقى الإخوان، كما يقوم هو بالتواصل مع قيادات الإخوان الموجودة فى قطر وقيادات الإخوان الموجودة فى غزة ولندن «التنظيم الدولى»، كما قام بتشكيل مكتب ارشاد جديد للجماعة فى مصر يضم الاعضاء الذين لم يتم القبض عليهم من الإخوان مثل عبد الرحمن البر ويضم بعض الشخصيات من الذين تم الافراج عنهم مثل احمد فهمى رئيس مجلس الشورى السابق ويضم شخصيات اخرى من عدة مناطق رئيسية فى القاهرة ومن كل محافظة من محافظات مصر، وللاحتياطات الامنية لم يقم بعمل مقر للمكتب الجديد للارشاد الا انه يعقد الاجتماعات كل مرة فى مكان مختلف داخل بيوت الاعضاء.


فبالتالى ادارة ما يحدث فى الجامعات والمظاهرات والتنسيق ما بين كتائب النظام الخاص التى حاول البعض ان ينكرها الا انه كل ما فى الامر انها اطلقت على نفسها مسميات مختلفة مثل كتائب القنص التى كان قد اعترف بها اسامة يس فى لقاء له مع أحمد منصور وقال انها الفرقة 95 وكان يشرف عليها اسامة يس قبل القبض عليه، كما توجد كتائب اخرى مثل أنصار بيت المقدس وغيرها هى كتائب من النظام الخاص ولكن اطلقوا عليها هذه التسمية حتى اذا ما ارتكبت جريمة من الجرائم تنسب الأمر لنفسها فلا يكون الامر ظاهرا الى الرأى العام العالمى ان جماعة الإخوان هى من ارتكبت هذه الجرائم ويبدو الامر وكأن هذه الجماعات غير تابعة لها وهناك تنبيهات على كل شخص من النظام الخاص عند القبض عليهم بأن يعترف مباشرة أنه ينتمى لأنصار بيت المقدس او أجناد مصر وان ينكر انتماءه للاخوان، كما اهتمت جماعة الإخوان بتجنيد مجموعات من تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية والجهادية السلفية وادخالهم الى هذه الكتائب والمشرف الرئيسى عليهم هو ممدوح الحسينى، وتدبير الاغتيالات التى تتم لضباط الشرطة سياسة تشرف عليها جماعة الإخوان المسلمين ويقوم بها هو أيضا.


وأضيف أيضا ان يوسف ندى كان قد أدلى فى حوار لقناة الجزيرة مع احمد منصور منذ أسبوع تقريبا قال فيه إن هناك مرشدا جديدا وان هناك مكتب ارشاد جديدا وعندما سأله أحمد منصور من هم قال لا استطيع ان اذكر لك اسماءهم لانه لو ذكرت اسماءهم سيتم القبض عليهم فورا.