الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فاطمة على ناصية العالم





د.رشا كامل

 لن أعيش فى إطار التقليدية واتحدث عن الدور التنموى للمرأة وقيامها برعاية أطفالها الذين هم شباب ورجال الغد وعماد النمو والتقدم، ولن ألجأ للتاريخ البعيد لاتحدث عن اوزيريس أو نفيرتيتى والسيدة العذراء ونسيبه بنت كعب والخنساء.
 وإنما يشرفنى أن ألجأ إلى الخصوصية الشديدة لاتحدث عن امرأة بعينها وبشكل خاص جدا أنها المرأة البورسعيدية التى تقف على ناحية الدنيا وهو الاسم الذى اعشق أن اسمعه واردده عن مدينتى الباسلة بورسعيد سأتحدث عن فاطمة التى قبضوا عليها فى ليلة مظلمة ولكنها اقتصرت وتحررت من قيود الأسر بارادتها الصلبة وبورسعيدتيها الطموح فاطمة، المرأة الصلبة المقاتلة، البورسعيدية التى عاشت وتعيش وستعيش فى شوارع وحوارى احياء المناخ والشرق والضواحى والرسود والمنتزه وتعيش فى الامزيج وتهتف لمصر كلها وتشجع النادى المصرى وترتدى الأخضر قبل كل مباراة ويبح صوتها مع أصوات الرجال وهى تهتف لنجوم بورسعيد سواء فى المصرى أو المريخ أو بور فؤاد أو غيرها من الأندية.
 فاطمة الجدعة الشجاعة التى تعرف أن مصر هى الأم فتخدم أمها بعينيها قبل يديها فنراها وهى تعمل فى المصانع أو المتاجر والشركات والمكاتب وهى تعرف أن ما يعود عليها من عائد مالى مادى هو القليل أما الكثير فهو ما يصل إلى رحم الوطن ليصبح أكثر قوة وأكثر ثراء.
 فى بورسعيد فاطمة لها مذاق بطعم الصلابة التى اكتسبتها منذ أن وقفت بجوار رجالها سواء كانوا آباء أو أوزاجا أو ابناء وهم يحفرون القناة.
 للمرأة فى بورسعيد نكهة خاصة شعر بها العالم وهى تقاوم عدوان ثلاث دول فى شوارع وحوارى بورسعيد بأبسط الأدوات وقفت تقاوم أحدث الأسلحة العسكرية بالماء المغلى وأدوات المطبخ.
 فاطمة هى نفس المرأة التى تجرعت مرارة الهجرة فى 1967 وتجولت فى مدن مصر ولتنتقل تجربتها التاريخية لكل نساء وبنات مصر فى المدن والقرى والنجوع لتنتقل تجارب المرأة المصرية اينما كانت وتضيف إليها وتستفيد منها لتعود إلى بورسعيد بعد الاعمار مرفوعة الرأس شامخة النفس لتقول للعالم اجمع أنا بورسعيدية، فاطمة التى نجحت بالمنطقة الحرة وطورت مفهوم التجارة فى العالم اجمع وتحملت وحدها نتائج اجهاض التجربة الحرة الجميلة ولم تيأس وانما كيفت نفسها مع مر الحياة وعلقها وانتظرت وقاومت وامتصت دماء أرض الاستاد وهى تعلن براءتها وتشير باصابعها إلى مرتكبى الجريمة ولكن من يريد أن يرى رأى ومن تجاهل فليتجاهل فالحقيقة انصع من أن يشار إليها أو أن تدافع عنها فاطمة.
 واليوم وهى تستعد لاستقبال أيام حاسمة فى تاريخ مصر العظيم لن أوصيها، فهى تعرف، دائما فاطمة تعرف ماذا ستفعل لأنها بورسعيدية ويكفيها أن تكون بورسعيدية.
 مذيعة