أزرع الأمل فى قلوب.. الشباب

بقلم: مصطفى زغلول

الأمل من أهم الخصال التى تجعل الإنسان يتمسك بالحياة، فلا حياة بدون أمل وإذا فقد الإنسان الأمل اسودت الدنيا فى وجهه وصارت الحياة بلا معنى فعليك سيادة الرئيس أن تزرع الأمل فى نفوس شبابنا، وأن تضيئ لهم شعاع نور وسط هذا الظلام الدامس الذى يعيشون فيه وأعلم أن الأمة لن تتقدم إلا بالأمل، وأن الثورات لم تقم إلا بالبأس والأمل هنا بالمنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص والمساواة بين الجميع والقضاء على الواسطة والمحسوبية، وجعل معيار  التفضيل الوحيد هو الكفاءة والقدرة على الانجاز، والقضاء على مقولة: «الراجل بتعنا»، فقد قامت ثورة 25 يناير حينما فقد الشباب الأمل فى المستقبل، وفضلوا الموت فى رحلات الهجرة غير الشرعية على البقاء فى بلدهم، لما رأوه من عدم وجود فرص إلا لأصحاب الحظوة أو السطوة حينما سيطرت على مصر مجموعة التصقت بالنظام السياسى عن طريق الاشتراك فى حزبه، وعملت الأجهزة الأمنية على تأييدهم وتقويتهم فلم يتقلد منصب إلا من رضى الأمن عنه والنظام دون النظر لكفاءته أو أدائه وكذلك كان من أسباب ثورة 30 يونيو هو فقد الشعب الأمل فى القدرة على المنافسة فى ظل حكم جماعة الإخوان، الذين كانوا لا يثقون إلا فى أعضاء جماعتهم، ولا يقلدون المناصب إلا لمن يختاره مكتب الإرشاد أيضا دون النظر لكفاءته أو أدائه، فكلاهما نظامان قتلا الأمل فى نفوس الشباب، وعليك سيادة الرئيس إيجاد نظام جديد يبعث الأمل مرة أخرى فى نفوسهم، ويعطى الفرصة للجميع بالتساوى فى الطموح والحلم للوصول إلى أعلى المناصب، دون التصاق بنظام سياسى أو اختيار من مكتب الإرشاد.
واعلم سيادة الرئيس أن مصر الحديثة التى أسسها محمد على باشا كانت بدايتها أسوأ بكثير مما نعيش فيه حاليا فقد ظلت تحت الاحتلال العثمانى قرابة ثلاثة قرون، عم فيهم الجهل والتخلف، وتم تجريفها من العلماء والمفكرين، وسلبت ونهبت ثرواتها ومواردها، ولكنه بعث الأمل فى النفوس فكانت مصر الحديثة حينما أرسل الفائقين إلى بعثات خارجية، ما جعل شاب صعيدى درس بالأزهر يقود نهضة التعليم فى مصر هو «رفاعة الطهطاوى» فلم يكن ابن أمير أو قائد وإنما كان فائقا فى علمه، كما وصل لمنصب وزير المعارف فلاح - كفيف، استطاع بعلمه وتفوقه كتابة قصة كفاح بطلها «الأمل» اسمه طه حسين، ولذلك يجب أن يهتم النظام الجديد فى عهد سيادتكم بوضع إطار يجمع الشباب الفائق فى جميع المجالات، ويزكيهم ويدربهم ويساعدهم على تطوير أنفسهم فى أجواء تنافسية شفافة يصل فيها من يستحق إلى القمة.