الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحديات الثبات على المبدأ




عبدالله كمال مع حفظ الألقاب فارس أو مقاتل كان فى أمس الحاجة إلى استراحة خاصة بعد مرور سنوات حكم الإخوان والبلطجة والتآمر على مصر والوصول إلى مرحلة جديدة وبداية مطمئنة فى عهد المشير الرئيس عبدالفتاح السيسى.. فاختارت العناية الإلهية لعبد الله الراحة الأبدية وإنا لله وإنا إليه راجعون... بعد معاركه الكثيرة التى خاضها فى حب وطنه اتفق واختلف معه الكثيرون حولها مع إجماعهم على حرفيته ومهنيته.
لقد كان رحمه الله حريصًا على التفانى والإخلاص فى عمله منذ وجوده فى بلاط صاحبة الجلالة وأكمل مشواره بإحياء روزاليوسف وقام بتدريب أكثر من ألف شاب وفتاة ضغط على معظمهم وتابعهم بشخصه حتى إن بعضهم كان يهرب من لقائه لحزمه وقوة شخصيته بينما كان البعض الآخر يستمتع بالتعلم منه من لم يستمر فى روزاليوسف منهم أصبح نجمًا فى مطبوعة أخرى لأنه استفاد مما تعلمه من عبدالله كمال... أذكر أن أحد رؤساء تحرير مطبوعة جديدة أخذ يسأل المحررين أين تدربت فيردون فى روزا مع عبدالله كمال فضحك وقال لو جبنا عبدالله لأصبحت روزا الثانية لكثرة عدد أبناء روزا فى كل مكان.
يوم فوز مصر فى كأس الأمم الأفريقية والشعب والجماهير تحتفل التقيت به فى شارع قصر العينى عند مدخل ميدان التحرير وزوجتى فى السيارة مع طفلتى الصغيرة التى كانت فى سن طفلته الكبيرة ففتح باب سيارته وقبَّل ابنتى فاطمة وأعطاها مائة جنيه فرحًا بفوز مصر.. اصطدمت بعميد شرطة أثناء تغطيتى لمظاهرة أمام مجلس الوزراء فأرسل لى مدير التحرير وعددا من روزا حرصا منه على من يعملون معه... معظم الزملاء لديهم قصص كثيرة معه إنسانية بالإضافة إلى الممارسات العملية التى عرفوها وتعلموها منه وعنه ألف أسرة أو يزيد جعل الله عبده عبدالله سببًا فى فتحها واستمرار معيشتها الكاتب الذى أحيا جريدة روزاليوسف ورأس تحريرها مع المجلة وكتب من الحقائق ما لم ينشره غيره.
الصحفى الذى لم يتلون وثبت على المبدأ والموقف السياسى لقناعته بما قدم وما فعل رغم اختلاف الكثيرين معه اصطدم مع عدد غير قليل من أجل هذه المبادئ واختلفوا معه وعلى الرغم من «صغر سنه» إلا أنه كان يتبارى مع الكبار محبة فى هذا الوطن... سيذكر التاريخ أن كاتبًا محترمًا عاشقًا لتراب هذا الوطن كانت مقالاته «ولكن...» مرجعية للمثقفين والكتاب ورجال الدولة للتعرف على خريطة الواقع والمستقبل المأمول وقبل وفاته بدقائق كتب متسائلاً ومستنكرًا موقف الغرب والأمريكان من مصر وظل مدافعًا عن الوطن حتى أنفاسه الأخيرة.
كل هذا يجعلنا نطمع فى رحمة الله أن يكون انتقاله يوم الجمعة 15 شعبان سببًا إلى جانب ما قدم من عمل صالح فى عتقه من النار ودخول الجنة كنت أتمنى أن أرى تمثالا أو صورة لعبدالله كمال فى المكان الذى وهب له حياته «روزاليوسف» مع علمى بأن التمثال أو الصورة تم حفره بالفعل فى قلوب من أحبوه وتعلموا منه وأخيرًا... فى أمان الله... يا عبدالله.