الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نفيسة عبد الفتاح تتوجه فى «تراب أحمر» إلى إفريقيا التى أدرنا لها ظهورنا




كتب- محمد خضير
«تراب أحمر» هو عنوان النص الروائى الجديد للكاتبة الصحفية نفيسة عبد الفتاح، والتى تدور أحداثها حول مشاعر الانتماء والقدرات الكامنة لأبطالها والتى تطلقها المواقف الصعبة دون إغفال لحظات الضعف الإنسانى وتحقق الرواية المعادلة الفنية الصعبة بين أدب الرحلات والحبكة الدرامية لنص شديد الإنسانية يعلى من شأن ترابط الأسرة ويظهر المعدن النفيس للزوجة المصرية عندما تشتد الأزمة ويكون عليها اتخاذ مواقف غير تقليدية، وتدور أحداث الرواية فى منتصف التسعينيات فى دولة زامبيا الإفريقية والتى تصنف من دول العالم الثالث.
كما تدور احداث الرواية بين الطبيعة المدهشة والجو الأسطورى يجسد النص حالة من الغربة القاسية لبطليه حيث يعلق الزوجان من لحظة وصولهما إلى (زامبيا) فى حرب نفسية ومادية يديرها المدير المصرى بما يبدد كل آمالهما عن الحياة الرغدة التى تنتظرهما بالإعارة إلى هذا البلد الإفريقى.
وتلقى الرواية الضوء على الحياة الاجتماعية والأوضاع السياسية والاقتصادية والظروف الصحية خلال فترة التسعينات كما تجسد طبيعة المناخ والأرض لهذا البلد عاقدة مقارنة واضحة بينها وبين بلد البطلين.
 وترصد الرواية التغيرات التى تطرأ على المصريين فى الخارج سلبا وإيجابا.. ولا يخلو النص من الرمز الذى يمثله التراب الأحمر الذى وهو لون التربة فى ذلك البلد والذى يمثل المعادل الموضوعى للبيئة الحاضنة للمقيمين بما قد يحمله من قسوة قد تصل إلى حد القتل او منح نصف حياة، أو السخاء فى منح خصوبته لحياة مكتملة.
وفى حفل توقيع ومناقشة «تراب أحمر» الذى أقامته اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين وشارك به الكاتب فؤاد قنديل والدكتور مصطفى الضبع، قال الروائى فؤاد قنديل: هذه ليست روايه فقط ولكنها أدب رحلة بامتياز، كما أن الكاتبة كانت حريصة على تقديم المكان والزمان والتفاصيل والحكايات، الزرع، الحيوانات، الأشباح، أو العفاريت، وأشار إلى أن عنوان الرواية لا يشير إلى «زامبيا» فقط ولكنها تشير الى أراضى إفريقيا كلها التى يحمل ترابها اللون الأحمر، مشيرا إلى ان العنوان يحمل فكرا فلسفيا، مؤكدا أن الكاتبة نفيسة عبدالفتاح طرحت التساؤلات ولفتت الأنظار إلى الابتعاد عن القارة الأفريقية.
وأضاف قنديل أن النص الروائى يتوجه إلى أفريقيا التى ذكرها عبدالناصر، والتى تركناها منذ 30 عاما وأعطيناها ظهورنا، وعندما احتجنا لها أعطتنا ظهرها. وأوضح قنديل أن هناك تماسا بين مصر وزامبيا فى الرواية، حيث ربطت الكاتبة بين الذاتى والموضوعى. مؤكدا أنه يتصور أنها تعنى بالتراب ما خلق منه كل مخلوق، الذى هو محتشد باللهب والمعاناة والأسى والشقاء، موضحا أنه تخيل أن الكاتبة احتفنت حفنة من تراب إفريقيا لتتحدث عن الانسان بكل معاناته.
وأشاد قنديل بلغة الكاتبة مؤكدا أن البناء فى هذه الرواية محكم وليس به أيه نتوءات تشكك القارئ وأن الأحداث كتبت بدون إستعراضات بلاغية، وأن اللغة صافية خالية من الدهون والشحوم، وأن الحوار مكثف جدا ومحدود جدا وهو أمر فرضته طبيعة النص.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى الضبع: نحن أمام نص روائى يختلف تماما عن أدب الرحلات الذى يقدم المعلومة لذاتها بينما النص الروائى يقدم المعلومة منقوصة لأنها ليست مقصودة بذاتها، مؤكدا أنه يقرأ للكاتبة للمرة الأولى ولذلك كانت قراءته استكشافية وأنه مما يحسب للكاتبة لغتها المكثفة وأنها امتلكت جرأة الكتابة عن المكان وأن الذين فعلوا ذلك قاموا بدور تنويرى بعدها، مشيرا إلى تجربة الطهطاوى، مؤكدا أنه قرأ الرواية قراءة «شهرزادية» وأننا أمام «شهرزاد» المتطورة وليست القديمة حيث كانت شهرزاد القديمة تحكى لتحمى نفسها من القتل بينما شهرزاد الجديدة تحكى لتحمى نفسها من الانهيار.
وأشار الضبع إلى انها عبرت بصدق عن التجربة وأنها أثارت عدة إشكاليات وطرحت تساؤلات مؤكدا أن العمل الذى لا يطرح التساؤلات يكون ناقصا، ومنها إشكالية الدبلوماسية المصرية فى الخارج وتعاملات أفراد الجالية المصرية فيما بينهم.
للروائية نفيسة عبد الفتاح عدة مساهمات أدبية منها: مجموعة قصصية بعنوان (لا شىء سواها) عن دار ميريت فى 2003، و(للنهر بعض الأسرار) عن دارة الكرز فى 2005، ولها إسهامات شعرية منها قصيدة لا تصمتى التى ألقاها الفنان محمود ياسين فى حفل «القدس عاصمة الثقافة» لعام 2009، كما غنى لها عازف العود العالمى اليمنى الفنان أحمد فتحى أيقونته التى يفتتح بها كل حفلاته «يا قدس يا اول قبلة».