السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطريق السلكاوى «الفيوم ـ ليبيا» مأوى للمهربين والإرهابيين




الفيوم - حسين فتحى

ربما لا يعرف الكثيرون أن محافظة الفيوم تمتد حدودها إلى الأراضى الليبية من خلال الصحراء الغربية التى تربطها بمحافظة مرسى مطروح والواحات البحرية من خلال مدقات داخل الصحراء تمتد لحوالى 600 كيلو متر، عرفت هذه الطرق الخفية بعد أنتهاء حرب أكتوبر ومغادرة معسكرات الجيش للمناطق الصحراوية جنوب الفيوم حيث كانت تكتظ بالمعسكرات السرية لتدريب القوات على اختراق المناطق الجبلية الوعرة التى تشبة رمال وجبال سيناء
حيث أنتشر قصاص الأثر من الأعراب القاطنين بمناطق الخمسين ومحمد فهمى والبرنس «الجوانى» والذين عملوا فى تهريب الأسلحة والمخدرات من الأراضى الليبية إلى محافظة الفيوم والعوده بالمواد التمونية المدعمة إلى الجانب الليبى عن طريق الوسطاء من قبائل أولاد على الذين تربطهم صلات قرابة ومصاهرة بمثيلاتها داخل محافظة الفيوم وخصوصا القاطنين بقرى الغرق السلطانى والحجر والبرنس،  وشهدت الفترة من عام 1975 حتى بداية عصر مبارك قمة عمليات السفر والتهريب من وإلى ليبيا حيث كانت الرحلة تستغرق شهرا من خلال الجمال و7 أيام من خلال سيارات البيجو «7 راكب» والتى كانت منتشرة خلال هذه الحقبة من الزمان وكانت تتكلف مصروفات الرحلة 50 جنيها ينقل من خلالها المسافرون عبر الطريق السلكاوى وهم يحملون الأطعمة والمياه وأدوات المبيت حيث كان يتم نصب الخيام نهارا والسفر ليلا خلال الأيام القمرية خوفا من ملاحقة قوات الهجانة للمسافرين  خاصة أن الرحلة تتوقف عند أماكن تمركز قبائل أولاد على الذين ينقلوهم بدورهم إلى داخل الحدود الليبية  مقابل مبالغ مالية . خلال عام 1977 انتشرت عمليات تهريب السلاح من الجانب الليبى إلى القادمين من إلى محافظة الفيوم حيث كان يأتى التجار من محافظتى المنيا وبنى سويف لاستلامها من المهربين بمنطقة الخمسين القريبة من حدود مركز أهناسيا ببنى سويف عبر صحراء سدمنت ويتم نقلها إلى محافظات الصعيد .
وكانت قرية الغرق تعتبر مركز التجارة بين مصر ولبيبا والتى تبدأ من المخدرات وتنتهى بتهريب الدقيق « وبواكى الشاى والسكر « التموينى إلى جانب الملابس التى  كانت تأتى من الأراضى الليبية .
ثم توقفت عمليات السفر إلى ليبيا مع قدوم نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد فتح العلاقات بين مصر ولبيبا .
و بعد سقوط نظامى مبارك والقذافى بلغ التهريب مداه، حيث كانت الفيوم آحدى محطات التهريب المهمة لكل محافظات مصر حيث جاءت الشاحنات ذات الدفع الرباعى قادما من المنطقة الصحراوية وهى تحمل الأسلحة الفتاكة بداية من البنادق الآلية من الطراز الأمريكى التى يبلغ مداها التأثيرى حوالى 4 آلاف متر وهى البنادق غير المتوافرة للجيش والشرطة المصرية ثم مدافع الجرانوف سريعة الطلقات مرور بالصواريخ المضادة للطائرات والتى امتلكها مواطنون عاديون واستخدمت هذه الأسلحة فى إحدى المعارك التى وقع خلالها 8 قتلى بقرية أبو جندير التابعة لمركز إطسا كما شملت عمليات التهريب الكثير من القطع الأثرية التى ترجع إلى العصر الرومانى والتى نهبها المهربون وفشلوا فى تسويقها داخل مصر وأستغلت الجماعات الأرهابية فى مصر والتى تتزعمها جماعة الإخوان فى تشوين الأسلحة التى تستخدم حاليا ضد المصريين وخلال ثورة 30 يونيه وبعد فض إعتصامى رابعة والنهضة وسقوط نظام مرسى نزحت العناصر القيادية بالجماعة بعض الأعراب بمنطقتى الحجر والبرنس إلى منازل الموالين للجماعة والذين دفعوا بهم إلى الأراضى الليبية عبر المدقات الصحراوية التى تربط الفيوم بلبيبا مقابل 150 الف جنيه للفرد الواحد وكان من بين الهاربين عبر هذا الطريق عادل أسماعيل عضو مجلس الشعب عن الحرية والعدالة والمتهم الأول بمحاولة اقتحام مركز شرطة إطسا ومحمد جابر عضو الشورى عن الجماعة الأرهابية والعديد من العناصر الإرهابية الآخرى الذين تم تهريبهم من خلال قصاصى الأثر المنتمين للجماعة والذين يقطنون بالمنطقة الجبلية بالحجر والبرنس ويمتلكون سيارات دفع رباعى تصل الحدود الليبية فى فترة زمنية لا تزيد عن 7 ساعات وهذا الطريق كان مخططا أن يهرب منه عبد الله نجل المعزول محمد مرسى والمطلوب فى تنفيذ حكم بالسجن لأتهامة فى قضية حشيش والذى كان ينتظرة المهربون بمدينة أهناسيا ومنها إلى منطقة الصوامع بقرية قصر الباسل ومنها عبر طريق الريان ثم يتسلمه المهربون بقرية البرنس وهناك يتم الدفع به إلى الأراضى الليبية من خلال وسطاء ينتمون لقبيلة أولاد على والذين يرتبطون بصلات «تجارية» بينهم وبين قصاصى الآثر بالفيوم الغريب أن هذة المنطقة منذ رحيل قوات الجيش منها بعد حرب أكتوبر 1973 تخلو تماما من أى عناصر شرطية وتم تركها لتكون مأوى للخارجين عن القانون باعتبار أن جبال الرمال تمنع السير داخل الصحراء الغربية خاصة أن الطرق الممهدة التى قام بأنشأها الجيش تم تدميرها وبقيت المدقات الوعرة .
عاشور معوض من قبيلة «الفوائد» يقول هناك العشرات من قبيلة القذاذفة الذين يتمركزون فى نجوع  «السدح والموالك وحبلوك وناقولا ومينا وزكى والحجر»  وهؤلاء يحملون الجنسية المزدوجة التى يطلق «ص . ش»  وهم أكبر أباطرة تهريب يعملون الأشخاص إلى داخل الأراضى مقابل 10 آلاف جنيه فى الظروف العادية يتم دفع 3 الآف لقبائل أولاد على الذين يدفعوا داخل الحدود كما أن السيارات التى تحملهم من قرى الفيوم لا تحمل رخص سير وتسيير ومهربة من دولة ليبيا معتبريين أن محافظة الفيوم إحدى المحافظات الليبية وهو ما كان يردده القذافى دائما خلال فترة حكم السادات باعتبارها أمتدادًا طبيعيًا للجنوب الغربى للجماهيرية الليبية.
ويضيف أن الهاربين من نظام حكم القذافى كانوا يقيمون بجنوب غرب محافظة الفيوم بقرى البرنس والحجر والزيتون وزكى وكانت مخبأ للهاربين من ليبيا والمطلوبين أيضا من الجانب المصرى.