الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرؤية الإسرائيلية للدور التركى فى «الشرق الأوسط الجديد»




بعد أن خسرت تركيا الرهان على الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، لعقود طويلة، من أجل الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى والتمتع بمميزات السوق الأوروبية المشتركة توجهت تركيا نحو دول الشرق الأوسط، وزاد معدل المكوِّن العربى والإسلامى حضورًا فى معادلاتها، وباتت السياسات التركية تلقى بظلالها على الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، طوال السنوات القليلة الماضية.

وتناولت رسالة الدكتوراه التى تمت مناقشتها فى معهد الدراسات والبحوث الآسيوية التابع لجامعة الزقازيق والتى تقدم بها الباحث خالد سعيد وجاءت تحت عنوان «الرؤية الإسرائيلية للدور التركى فى الشرق الأوسط الجديد» مراحل تودد تركيا إلى إسرائيل على حساب القضايا العربية والإسلامية، والتى جعلت العرب يتخوفون من التقرب إلى أنقرة، فكرَّست تركيا جُل جهودها الدبلوماسية لتوطيد العلاقات مع الدول العربية، فشقت مسارًا جديدًا لها فى منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا منذ تولى حزب العدالة والتنمية الحكم، فى العام 2002، حينما استحدثت تركيا سياسة خارجية جديدة، حافظت فيها على الطابع العلمانى للدولة، ممزوجًا بهوية إسلامية، وعوِّلت فى ذلك على عمقها الحضارى والتاريخى والدينى الذى يربطها بالعالم الإسلامى، فى تجربة سياسية اقتصادية غنية بالثراء، حاولت تركيا من خلالها استعادة مكانتها الطبيعية، إتكاءً على الإرث العثمانى، والموقع الجغرافى المميز.
 ولكن تركيا حاولت إستعادة دورها، بهدوء فى العالمين، العربى والإسلامى، محاولة أن تؤدى فيهما دور قطب التوازن، بعد أن استخدمت مكانتها الدولية وقوتها الإقليمية المعزَّزة بنجاح اقتصادى واضح، واستقرار سياسى نسبى، ناهيك عن توتير وتأزيم العلاقات مع إسرائيل، بين الفينة والأخرى، بعد تيقن الحكومة التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان، بأن المصلحة التركية تكمن فى عودة تركيا إلى محيطها الإقليمى، بداية، والمتمثل فى هذين العالمين، إذ يعود توسع مجال تركيا الشرقى، الإسلامى والعربي، للتعويض عما لاقته من خيبة وتوجس وريبة تجاه نيتها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
 وتوضح الدراسة أن تركيا اعتمدت من خلال حزبها العدالة والتنمية على مجموعة من المحددات الداخلية فى مسيرتها النهضوية، اقتصاديًا وسياسياً، إذ توفر لها حزمة من المحددات الثابتة، والممثلة فى الموقع الجغرافى المميز لتركيا، والإرث التاريخى العريق، وكذا رزمة من المحددات المتغيرة كالمسار الديمقراطي، والموارد الطبيعية، فانتهج الحزب طريقة مغايرة عن سابقيه من الأحزاب فى التعامل مع أذرع الدولة العميقة، كالجيش، والقضاء، والإعلام، حتى تمكن الحزب من الانقضاض على مؤسسات تلك الدولة، الواحدة تلو الأخرى، مع كسب ثقة المواطن التركي، الذى وضعه الحزب نُصب أعينه.
 ورأت إسرائيل فى سياسة تركيا الحديثة القائمة على تصفير المشاكل مع دول الجوار الجغرافى، تأكيد رغبتها فى التحول إلى دولة «مركز»، بعد أن كانت لعقود طويلة دولة «ثانوية»، فاقتربت تركيا من الجميع، وعلى مسافة واحدة منهم، وهى السياسة المسماه بـ«العمق الاستراتيجى»، أو «الأردوغانية»؛ بهدف تمرير مشاريعه الإصلاحية، ما دفعه إلى تعاطيه مع خصوم الداخل ببراجماتية عالية، وكانت هذه السياسة متبعة حتى اندلاع الثورات العربية فحسب، حينما تخلت تركيا عن تلك السياسة، باتباعها لسياسة مخالفة لإرادة شعوب تلك الثورات!
 واستندت المخططات الأمريكية الإسرائيلية فى إعادة تخطيط وتقسيم منطقة الشرق الأوسط، من جديد، على أنقرة لتشكل مع تل أبيب رمانتى الميزان لتلك المنطقة، التى تلعب فيها تركيا دورًا إقليميًا ودوليًا مهمًا، تصادف مع رغبة العدالة والتنمية فى الصعود بهذا الدور، فى وقت عدَّت أنقرة القضية الفلسطينية نٌصب أعينها لكونها القضية المركزية للعالمين، العربى والإسلامى، فساندت تركيا حزب الله اللبنانى فى حربه أمام الجيش الإسرائيلى، فى العام 2006، ودعمت المقاومة الفلسطينية أثناء عدوان « الرصاص المصبوب » على قطاع غزة ( 2008 – 2009)،  وما بعدها، فى العام 2012، فى عملية «عمود عنان»، فى وقت اتخذت أنقرة قرارات مصيرية تجاه إسرائيل، بعد اعتداء البحرية الإسرائيلية على السفينة «مافى مرمرة»، فى العام 2010، ونجحت فى إجبار إسرائيل على تقديم الاعتذار لاستشهاد تسعة من النشطاء الأتراك سقطوا فى تلك الواقعة.
ومع ذلك، فإنه فى بعض الأحيان، انحسر الدور التركى فى الخطاب دون المواقف؛ لاستمرار الاتصالات السرية بين الطرفين، التركى والإسرائيلى! مع تباين العلاقات بينهما، منذ العام 1949، نتيجة لقضايا متشابكة ومتداخلة، ولكن يمكن وصف هذا العلاقة بأنها من أقوى العلاقات الإسرائيلية الإقليمية، مقارنة بكل من إيران ومصر، وكلما تأزمت تلك العلاقة الثنائية مع أنقرة، كلما ألقت بظلالها على الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، لتهتم معها مراكز الأبحاث والدراسات، ووسائل الإعلام الإسرائيلية جميع، الصادرة باللغة العبرية بتلك الأزمة، والتى انكفأت على تحليل المواقف التركية الأخيرة تجاه المنطقة، تحليلًا دقيقًا، تعلق بمدى تداعياتها على حاضر ومستقبل الشرق الأوسط.
ولما كان لوسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية، دور الناقل الرئيسى لأفكار القوى السياسية وتوجهاتها على الداخل الإسرائيلى، وبالتالى تأثيرها الكبير على صنَّاع القرار، وسُدَّة الحكم فى إسرائيل، فإن هذه الدراسة تقوم على مناقشة وطرح الرؤى الإسرائيلية لتنامى الدور التركى فى تلك المنطقة، ما بين مراكز بحثية، وصحف مستقلة، ومواقع إلكترونية، لنستقى تلك الرؤى من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية فحسب.
 ويعزو سبب اختيار الدراسة المعنية ب«الرؤية الإسرائيلية للدور التركى فى الشرق الأوسط الجديد»، إلى أهمية ما يمثله الصعود المتنامى للدور التركي، إقليميًا ودولياً، منذ العام 2002، مع تولى العدالة والتنمية الحكم، وتأثيره على العلاقات التركية الإسرائيلية، والصراع العربى الإسرائيلى؛ فلم ينل هذا الدور التركى حظه من الاهتمام السياسى والإعلامى العربيين، فى حين احتل مكانة مميزة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية، بين ثناياها، ما دفعنا إلى محاولة تتبع هذا الدور، ومدى تأثيره على منطقة الشرق الأوسط.
مع التطرق إلى مناقشة الداخل التركى من خلال الرؤية الإسرائيلية، والتعريف بجُل القضايا التركية الداخلية، خاصة منذ العام 2002، وهى القضايا التى أهَّلت الحزب وساعدته على النهوض بتركيا، كدولة محورية فى منطقة الشرق الأوسط، وكيف رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية، تنامى الدور التركي، ومدى تأثيره وتداعياته على المنطقة، ومستقبل إسرائيل؟!
 واعتمدت الدراسة على استخدام المنهج الاستقرائى الاستنباطى فى تتبعه لتنامى الدور التركى فى الشرق الأوسط، ومراقبة وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية، لهذا الدور، عبر تحليل دقيق لمضمون تلك الوسائل، لتركيز هذا المنهج على كيفية استخراج النتائج والاستنتاجات من متن الكتابات الإسرائيلية، أو غيرها من الكتابات بوجه عام، ومحاولة استنباط الشهادات والدلائل للتعريف بالدور التركى فى المنطقة.
 وتعد هذه الدراسة هى الأولى فى حقل الدراسات المصرية، وربما فى العالمين، العربى والإسلامي، المتعلقة بالمنظور الإسرائيلى لتنامى الدور التركى فى العالم، ككل، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، معتمدة على المادة الإعلامية المنشورة فى مراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية الصادرة باللغة العبرية، وكذا الصحف المستقلة والمواقع الإلكترونية، مصدرًا لدراسة منهجية. فاخترت وتناولت الدراسة، بداية من تولى حزب العدالة والتنمية مقاليد الأمور فى تركيا، فى العام 2002، مرورًا بتوتير وتأزيم العلاقات التركية الإسرائيلية، خلال السنوات التى تلت هذا التاريخ، وانتهاء بالانتخابات البلدية التركية، التى جرت فى مارس من العام الجاري، بدعوى أن هذه الفترة، تحديداً، فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى عامة، فترة خصبة، وحافلة بالأحداث والتطورات المهمة، التى انعكست آثارها، بشكل مباشر، على تركيا، والعالمين العربى والإسلامى، خاصة مع وأد فكرة الشرق الأوسط الجديد فى العام 2006، بعد نجاح حزب الله فى وقف قوة ردع الجيش الإسرائيلى، ونجاح المقاومة الفلسطينية فى فرض هيمنتها على الساحتين، السياسية والإعلامية، إقليميًا ودوليًا.
 و تناول الباب الأول من الدراسة « الرؤية الإسرائيلية للتطورات السياسية فى تركيا، حيث ناقش الفصل الأول منه «الرؤية الإسرائيلية لمحددات الدور التركى»، سواء الثابتة، أو المتغيرة، ومن المحددات الأولى الموقع الجيو استراتيجي، والإرث العثماني، ومن المحددات المتغيرة للنهوض بهذا الدور، المحددات الاقتصادية، والتكنولوجيا التركية، والقدرات العسكرية، والتحولان المدنى والديمقراطى للداخل التركي. وهى محددات توافقت وتناغمت مع غيرها من المحددات الخارجية للسياسة التركية، الممثلة فى اتباع نهج تعزيز الحريات فى الداخل، ومواجهة الأخطار الأمنية، واستحداث سياسة «تصفير المشاكل» مع دول الجوار الجغرافى.
 وناقش الفصل الثانى للباب الأول « الرؤية الإسرائيلية لحزب العدالة والتنمية»، ما بين التوجهات الداخلية والخارجية للحزب نفسه، فتجربة الحزب هى تجربة خاصة وناجحة، حتى اندلاع الثورات العربية، سواء فى تعاطيه مع مؤسسات الدولة العميقة، أو التعامل مع خصومه ومعارضيه فى الداخل، بعقلانية وبراجماتية، والتى جاءت بنفى الحزب لتوجهاته الإسلامية، وتأكيده على انتهاجه العلمانية، مع التركيز على النهوض بتركيا، والخروج من كبوتها الاقتصادية، كإحدى توجهات الحزب الداخلية، والتى ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بشخص رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء، كأحد الشخصيات السياسية التركية، التى تركت الأثر البالغ فى حياة الشعب التركي.
حمل الباب الثانى عنوان « الرؤية الإسرائيلية للدور التركى فى الشرق الأوسط الجديد»، الذى ناقش تلك الرؤية، باستفاضة، فقد استعرض الفصل الأول منه عنوان «الرؤية الإسرائيلية للشرق الأوسط الجديد»، ثم ناقش الفصل الثانى أهمية القوة الناعمة لتركيا، واتباعها سياسة الدبلوماسية والحوار، بدعوى أن أنقرة مفتاحًا أو جسرًا بين دول العالم، لحل المشاكل والقضايا والأزمات الدولية، خاصة الإقليمية، بشرط أن يخدم الدور التركى المتنامي، المصالح الأمريكية الإسرائيلية فى منطقة الشرق الأوسط!
  وتناول الفصل الثالث للباب الثانى « الرؤية الإسرائيلية للعلاقات التركية الإسرائيلية من العام 2002 وحتى العام 2014 وأثرها على الدور التركى «، ناقشت فيه مراحل فاصلة فى هذه العلاقات، ما بين الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان، صيف 2006، وعملية « الرصاص المصبوب « ( 2008 – 2009 )، وكذا عملية «عمود عنان» (نوفمبر 2012 )، وما جرى فى مؤتمر « دافوس» الاقتصادى، فى العام 2009؛ مع التركيز على الأزمة الفاصلة فى تلك العلاقات الثنائية، الممثلة فى واقعة «مافى مرمرة»، فى العام 2010!
 وتعد هذه الدراسة من الدراسات ذات الطبيعة الخاصة لعدم وجود دراسات وأبحاث إسرائيلية خاصة ومباشرة عن الدور التركى وأهميته فى السياسة الخارجية التركية، وتداعياته على الأمن القومى الإسرائيلى والمنطقة، باستثناء دراسة وحيدة للكاتبة جاليا لندنشتراوس، المعنونة ب» الوساطة والحوار: نموذج جديد للسياسة الخارجية والأمنية التركيين وتداعياتها على إسرائيل «، المنشورة بمركز دراسات الأمن القومى.
ومن أبرز نتائج الدراسة أن نجم الدين أربكان، طبَّق مفهوم الإسلام السياسى، قولًا وعملاً، وشكَّل تجربة رائدة فى العمل السياسى التركي، ليسهم مساهمة مباشرة فى نشأة حزب العدالة والتنمية، الذى يثبت تديُّنه، بمرور الوقت، مع توجه المجتمع التركى نحو تأسيس قوى وأحزاب سياسية على خلفية إسلامية، وتعامل الحزب بعقلانية وتروٍ مع خصومه فى الداخل، ليتمكن من السيطرة على مؤسسات الدولة العميقة، وبناء العلاقات الخارجية التركية على تأمين المصالح التركية فحسب، وفقًا للرؤية الإسرائيلية. فى وقت تعمد الجيش العلمانى تقويض أركان الدولة التركية، إذ يعمل لصالح التقارب مع إسرائيل! مع التأكيد على أن عملية سنَّ قوانين تركية جديدة يشير إلى تدافع شرس للحزب على السلطة.
 وساهم التقارب العسكرى بين الطرفين، التركى والإسرائيلي، فى الانقلابات العسكرية التركية، خاصة الإطاحة بأربكان، ويعد قرار قطع العلاقات التركية الإسرائيلية، إن حدث، قرارًا تركيًا، وليس إسرائيليًا، فيما توقعت إسرائيل فشل السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط، قبل اندلاع الثورات العربية، وربما أفول نجمها، أيضًا!
 ومن نتائج الدراسة أيضًا، تحقيق تركيا لمكاسب مهمة، نتيجة سياساتها التصعيدية ضد إسرائيل، أهمها تقدير العالمين، العربى والإسلامى، كما أن تجربة العدالة والتنمية تعد النموذج الأكثر براجماتية للمخططات الأمريكية للشرق الأوسط الجديد، لمزجه بين العلمانية، كسياسة ومنهج حياة، والإسلام، كديانة، ولكن فى حدود ما يُرسم لتركيا، أمريكيًا، ولن تسمح الولايات المتحدة بقطيعة أخرى بين أنقرة وتل أبيب، لأى سبب كان، وستعمل على تسوية أى خلاف بينهما، لاعتبارهما نواة مهمة فى مشروع «الشرق الأوسط الكبير»؛ فى وقت رأت تركيا فى حركة حماس رقمًا فى معادلة الصراع العربى الإسرائيلي، ودعت إلى إشراكها فى الحياة السياسية الفلسطينية، ولا تنظر إسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط على أنها منطقة لا تفهم الكلمات، إنما الأفعال! وما يجرى فى قطاع غزة حاليًا ليس ببعيد
 وتوصى تلك الدراسة بالاستفادة من التجربة التركية فى استغلال العمق الاستراتيجى المصرى فى تصفير المشاكل مع دول الجوار، فالإقليم، وتنويع مصادر التسليح المصرى والعربي، والعودة إلى اتباع سياسة «عدم الانحياز»، مع وجوب تفعيل العلاقات العربية التركية، وتحويلها إلى علاقات مؤسساتية تتصل بسياسات الدولة، بعيدًا عن طبيعة السلطة السياسية القائمة، التى تتغير بتغير الحزب الحاكم، واستغلال دور رجال الأعمال، خارجيًا، فى التقارب بين مصر والمجتمع الدولى.
 بالاضافة الى وجوب تكاتف الدول العربية والإسلامية فى محاولة لتغيير منظومة مجلس الأمن الدولي، لضم إحدى الدول الإسلامية كعضو دائم فى المجلس، مع العمل على إعادة بناء منظمة التعاون الإسلامى لتفعيل مؤسساتها، بما يخدم الدول الإسلامية ككل، وضرورة إعادة بناء جامعة الدول العربية، بما يتوافق مع طموحات شعوبها، مع استخدام القوة الناعمة العربية فى إجبار إسرائيل على تقديم تنازلات فى الأمم المتحدة والمنظمات والمؤسسات الدولية، كما جرى مع واقعة مرمرة، وإجبار إسرائيل على الاعتذار عن استشهاد آلاف المصريين والعرب، وجرح عشرات الآلاف، كناحية معنوية، مع تعويضهم ماديًا، وهذا كله لا يتوفر بدون استخدام الآلة الإعلامية لفضح همجية إسرائيل كما فعلت الآلة الإعلامية التركية فى واقعة مرمرة.