الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علشان تتخرج من الجامعة وتبقى عارف هتشتغل إيه




كتير من الشباب بيتخرجوا من الجامعات ومبيلاقوش شغل، أو بمعنى اصح بيصطدم الشباب بحائط سوق العمل اللى مش طالب أى حاجة من مؤهلاته وعايز مؤهلات تانية خالص ودائما تحس انك فى الجامعة والكلية بتدرس حاجة وتخرج للواقع العملى تلاقى حاجة مختلفة.
شباب كلية التجارة «إنجليزى» جامعة عين شمس، فكروا بره الصندوق وعملوا مشروع طلابى لريادة الأعمال والاقتصاد بعنوان «AIBE»، وهى الحروف الأولى لجملة « Association of investment business and economics»، أو بالعربى: منظمة الاستثمار والاقتصاد وريادة الأعمال.
البداية كانت من خمسة طلاب زملاء فى كلية تجارة إنجلش، تخرجوا جميعا دلوقتى، ثلاث بنات «سارة فؤاد وسارة شحاتة وسارة توفيق» وشابين «محمد عصام ومحمد السلحدار»، ووقتهم مكان موجود أنشطة طلابية تفيد الناس اللى بتدرس، وكل اللى كان موجود مجرد نشاط طلابى ترفيهى زى الرحلات أو الأيام الترفيهية، فكروا ليه ميعملموش حاجة تربط الحياة العلمية بالعملية، فكروا كمان إزاى تتخرج من الجامعة وتبقى عارف تشتغل إيه، مش تتعلم من أول وجديد وكأنك مدرستش حاجة.
وبدأوا السنة اللى فاتت 2013، بثلاثة أجزاء مهمة علشان سوق العمل، الأول كان: إدارة المشروعات وازاى تعمل مشروع من البداية لحد النهاية، من دراسة جدوى للتمويل وكل حاجة خاصة بالمشروع، بحيث انك لما تروح لمستثمر يكون معاك خطة شاملة متكاملة، والثانى: الاقتصاد السياسى، لأن فى الجامعة مش مهتمين بالسياسة، والمفروض أن الاقتصاد والسياسة حاجة واحدة ودى نظرة الدول المتقدمة والناجحة، أما الجزء الثالث كان: البورصة، وطرق الدخول للعالم ده، وحملة الأسهم، والسندات، وتبيع وتشترى أمتى، وهكذا.


النجاح خطوة بخطوة.. وبنحلم نفيد البلد


يقول محمد مدحت مؤسس «إيب» فى اكاديمية السادات: لما بصيت فى أكاديمية السادات ملقتش أى أنشطة أو منظومة تعليمية تفيد الطلاب بشكل ينفع مستقبلهم العملى بعد التخرج، فلما عرفت بوجود الأنشطة الطلابية دورت وقدمت فى كذا مكان وتم قبولى فيهم كلهم، لكن اخترت «أيب» علشان لقيته مكان اثبت نجاحه فى مدة قليلة جدا، وعلشان بيعملوا حاجات بتفيد الناس ومش مستنيين مقابل من حد، وكنت عاوز اعمل تغيير فى الجامعة وكل الأنشطة بالنسبة لى مبتفيدش الطلاب ففكرت فى حاجة ادخلها لأكاديمية السادات بحيث تكون حاجة مفيدة، فدورت فى كذا نشاط وجمعت فريق يتكون من قرابة 9 قادة مع الرئيس وقدرت خلال سنة أن فريقى يصل لـ60 فرد من أصل 1200 طالب بالجامعة.
وفى الجامعة أخذت جزء إدارة المشروعات وجزء ريادة الأعمال وما دخلتش الباقيين علشان دى أول سنة ومينفعش ابدأ النجاح غير خطوة خطوة علشان اعمل تأثير فى الجامعة وأقوم بتغيير مفهوم الطلاب أنهم يجوا يحضروا محاضرات ويروحوا، لكن الطالب يجى ويتعلم حاجات تفيده فى مستقبله، فى الجامعة عندنا تنظيمات مشابهة لكن إحنا فى «أيب» نختلف عنهم بنظامنا التعليمى، وطبعا عندنا جانب ترفيهى، وطلعنا رحلتين السنة دى واحدة لوادى الريان، والثانية كانت رحلة تثقيفية للأهرامات والحسين والقلعة.
وأوضح: «أيب» تتكون من جزئين، أكاديمى وتنظيمى، فى رئيس وتحته رئيسين، زى مجلس الإدارة، تحتهم رئيس لكل 9 لجان، واهم اللجان هى الموارد البشرية والعلاقات العامة والتمويل والإعلام، والسنة دى اختارنا إدارة جديدة، لأن مجلس الإدارة فى منظومة «أيب» بيقعد سنة واحدة، وده علشان نثبت للشباب إن حتى لو فى واحد كويس فى 100 ممكن يبقوا كويسين زيه، النهاردة هنختار مجلس إدارة للسنة الثالثة، والفكرة التيم ورك «العمل الجماعى، وهو، انك لوحدك ممكن تعمل حاجة كويسة بس الشغل الجماعى مع بعض هنقدر نعمل حاجة أحسن.
ويتابع مدحت: السنة اللى فاتت كانت «أيب» بتتكون من 9 لجان و3 أجزاء، زودنا جزء جديد بقى رابع: وهو التسويق، تعليم كل شىء فى فن التسويق، وكمان إدارة المشروعات غيرنا أسمه بقى إدارة المشروعات وريادة الأعمال، والتغيير مكانش فى الاسم وبس، لأ ده كمان اختلف فيه الطريق ونوعية الدراسة، قبل كده كان بيتم فقط تعليم ازاى تعمل مشروع تقليدى، وإنما الجديد ازاى تكون رائد إعمال بطريقة غير تقليدية «التفكير برا الصندوق»، يعنى فى خلال سنتين زودنا جزء وبقى عندنا 9 لجان، مفيش أنشطة فى جامعة تعمل 4 أجزاء و9 لجان فى نفس الوقت، كل الأنشطة الطلابية الموجودة تقتصر على جزء أو جزئين بالكتير.
طول السنة الطلبة بتاخد 6 محاضرات بتطبق اللى أخدته عملى فى المؤتمر اللى بيكون فى نهاية العام الدراسى، وفى البورصة جبنالهم نظام محاكى للبورصة الحقيقية، وقعدوا يطبقوه عملى، والطالب مش محتاج حد يساعده بعد كده فى التسويق وده بيشتغل مع جزء إدارة المشروعات وريادة الإعمال لأنك إذا عملت اى مشروع هتحتاج تسوقه، وفى الاقتصاد السياسى ناقشنا فكرة الاتحاد الأوروبى فى نموذج محاكاة، كيف بدأ، وكيف نجح، اشتغلنا عليه علشان لما الناس دى تتخرج ويبقوا مناصب كويسة فى الدولة يعرفوا يديروا ويكونوا ناجحين ويخدموا البلد بشكل كويس.
وفى خلال سنتين بقى عندنا 7 داعمين منهم شركة انجاز «injaz» المعتمدة من وزارة التعليم العالى، اللى بتعمل مسابقة لـ600 فريق على مستوى المحافظات بيتصفوا لـ120 فريق، وعملنا مؤتمر وكان فى حكام من انجاز وكان فى 11 فريق 6 من عين شمس و5 من السادات، وكسب فريق من عين شمس وفريق من السادات، و»أيب» السنة دى داخلة بفريقين بتنافس به كل الجامعات، وعند المؤتمر بتاع المسابقة شافوا إن سننا صغير وعاملين مشاريع كويسة، منهم مشروع صناديق زبالة ذكية تستوعب كميات كبيرة وغير عادية ويقوم بتصنيف وتنقية الزبالة بداخل السلة وده جهاز مش موجود غير فى ألمانيا ويتم تصنيعه هناك، فإحنا بنحاول نصنعه هنا  فى مصر علشان نعالج مشكلة الزبالة.
وقال: أنا عارف إنى بعد أما أتخرج وأتجوز واخلف وابعد عن المنظومة هيفضل اسمى فى الجامعة بإنى أنا اللى أسستها زى ما قالوا لسارة فؤاد مؤسستها فى عين شمس، إنها لما تبعد علشان حياتها وتتجوز هيفضل اسمها موجود، و«أيب» علمتنى اشتغل تحت ضغط والعمل الجامعى وتقديم المصلحة المجتمعة عن المصلحة الخاصة لأن هدفنا نفيد البلد كلها مش نفيد نفسنا وبس.
وعن حلمه خلال السنوات المقبلة يقول: حلمى فى خلال السنين اللى جاية أن «أيب» تبقى موجودة فى كل الجامعات وان الناس لما تتخرج متنساش إنها دخلت منظومة اسمها «أيب» وعايز أقول لأى واحد دلوقتى إن الناس الناجحة فى البلد مش أحسن منكم فى حاجة، ولا الدول المتقدمة أحسن مننا فى حاجة، الفارق الوحيد أنهم قرروا يكونوا مختلفين عن غيرهم، ويعملوا حاجة مفيدة للمجمتع، ولازم الواحد يساعد نفسه بنفسه ويساعد غيره، وهيلاقى اللى يساعده، ويحاول يتعلم على قد ما يقدر فى الجامعة علشان يبقى مميز عن غيره.


اللى عايز يعمل حاجة هيعملها


سارة فؤاد صاحبة فكرة منظومة «أيب» ومؤسستها فى عين شمس تقول: فكرت فى ايبى علشان مؤمنة ان كل واحد فيه حاجة لو أتجمعت هنعمل حاجة كبيرة تفيد ناس كثيرة، جاتلى فكرة من أن فى كل كلية أنشطة تفيدها، وفى عين شمس الكلية مكانش فيها ولا نموذج فجه فى بالى نعمل حاجة فيها ورش عمل لها علاقة بالشغل علشان منستسلمشى لفكرة أن الجامعة مش بتأهلنا للعمل، ونعملها إحنا بنفسنا، اللى عايز يعمل حاجة هيعملها مهما كان، و»أيب» أحسن من غيرها علشان فيها ناس مؤمنين بالتغيير وعندها خبرة ودائما بتحاول تكون محترفة ومهنية وفريدة وأفكار منطلقة.


أنت لسة مدخلتش «أيب»؟


مصطفى توفيق الرئيس الحالى لـ»أيب» فى عين شمس: أى طالب فى الجامعة بيدور على فرصة يستفيد منها ويعلى من قدراته ومستواه، وإما تيجى الفرصة اللى من خلالها تقدر تعلى من نفسك ومن قدراتك فوق، يبقى الفرصة دى بتحطك فى مكان يتيحلك ويمكنك من أنك ممكن تغير ناس معاك، كمان مش بس كده أنت أصلا بتغير من كونك مجرد طالب، وإنما بتخليك تتعامل مع الشركات وسوق العمل كأنك فى حقل العمل بجد، بحيث أنك تستفيد وتكتسب خبرات محتاجها السوق، ولما تستفيد فى كل حاجة وتلاقى نفسك بتعلى من مقدرة نفسك، وتفيد كل من حولك يبقى السؤال هنا مش ليه فكرت فى «أيب» وإنما أنت لسة مدخلتش «أيب»؟
التدريس للطلبة كان من أحلامى
ويقول ياسر جمال محاضر تسويق: السنة دى أول سنة يضاف لـ»أيب» عين شمس قسم جديد هو «التسويق»، ودخلت القسم ده وبقيت محاضر عشان أنا أصلا خريج أدارة أعمال وتسويق ومن أحلامى إنى ادرس للطلبة، هدفنا فى التسويق مش أننا نوصل للطلبة معلومات أكاديمية وخلاص، إحنا بنعرفهم حاجات جديدة مش هيدرسوها فى الكلية، والمحاضرات بتكون كلها فيديوهات والعاب علشان نخرجهم من جو الكلية المعتاد.
ومن أهدافنا إننا نعرفهم الفرق بين مفهوم التسويق والمبيعات، عشان بيحصل لبس عند ناس كثيرة، وبنعلمهم مفاهيم جديدة فى عالم التسويق.
وعن تجربتى الشخصية، فأحب أقول أن ده كان أحلى نشاط طلابى دخلته عشان أنا حسيت إنى أفدت الطلبة مش بس فى التسويق لا كمان فى الموارد البشرية، علشان ده مجال شغلى أصلا، وكان فى بعض المحاضرات بشرح لهم حاجات فى المقابلة والسيرة الذاتية وحاجات كتيرة زى فريق العمل التنظيمى.
وفى آخر المحاضرات بيكون معانا ممول اللى هو شركه انجاز اللى هتدخل فريقين من عندنا مسابقة startup»»، وممكن اقول إن «أيب» السنة دى الحمد لله نجحت، عشان كان فى ناس كتير بتشتغل جامد وتعبت عشان تطلع المستوى ده، وأنا فخور إنى اشتغلت معاهم وان شاء الله نكمل فى نجاح أكبر.