السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يوم رحيل مبارك




حصلت «روزاليوسف» على التفاصيل الكاملة التى ستتخذها الدولة للتعامل مع ظروف إعلان وفاة الرئيس المخلوع «محمد حسنى مبارك» فور حدوثها فى أى وقت حيث يمكن وصفها بإجراءات جنازة غير مسبوقة فى تاريخ مصر لا هى عسكرية ولا هى مدنية وستبدأ الإجراءات ببث خبر عاجل فى التليفزيون الرسمى للدولة من ماسبيرو على أن يقوم بإعلانه أحد أعضاء المجلس العسكرى بعد أن تم رفض فكرة أن يعلن المشير محمد حسين طنطاوى الخبر بنفسه.
بعدها ستتم إجراءات الشعائر الدينية الإسلامية العادية فى المكان المخصص لحفظ الموتى داخل مستشفى المركز الطبى العسكرى بالمعادى الذى تم الانتهاء من تجديده خلال الساعات الأخيرة فى سرية تامة.
كما كشفت معلومات «خطة اليوم الأخير» على الإبقاء على جثمان مبارك أقل من يوم واحد عقب الوفاة بثلاجة المستشفى العسكرى بالمعادى حتى يتمكن الأمراء وممثلو الدول الأوروبية والأجنبية من الحضور ومشاركة ممثلى وكالات الأنباء المحلية والعالمية من الحصول على التراخيص اللازمة لتغطية هذا اليوم وكذلك التمكن من الوصول إلى مطار القاهرة تباعا لحضور مراسم الجنازة.
الغريب أن السلطات المصرية فوجئت مساء الثلاثاء الماضى عقب بث نبأ الوفاة الكاذب بسيل طلبات رسمية دولية لم تكن تتوقعها السلطات المصرية التى تستعد لإجراءات وفاة مبارك إذا حدثت.
وكانت تلك الطلبات قد أرسلت من معظم الدول العربية وعدد كبير من الدول الأوروبية ومن الإدارة الأمريكية ومن الكرملين فى روسيا لحضور جنازة مبارك وإلقاء النظرة الأخيرة عليه.
المثير أن خبر الوفاة الذى نقلته وكالة الشرق الأوسط كلف أكثر من 498 مسئولاً عربيًا وأوروبيًا وأفريقيًا وروسيًا تكاليف حجز تذاكر السفر للقاهرة بل تأكدنا أن بين هؤلاء من وصل بالفعل من بلاده لمطار القاهرة على رأس وفود صغيرة ليلة خروج مبارك من مستشفى سجن مزرعة طرة وإعلان نبأ وفاته لكنهم فوجئوا فى مطار القاهرة بأن الخبر غير صحيح وقد عاد هؤلاء لبلادهم فى صباح الأربعاء الماضى عقب توضيح الأمور لهم.
فى الإطار ذاته انتهت جهات عليا من وضع تقرير تقديرى ليوم الجنازة كشف أن هناك ملايين من المصريين سوف يخرجون للشوارع فى طريق الجنازة من كل الفئات وعليه يتم حاليا دراسة تحديد خط سير آمن للجنازة ويتم التفكير فى نقل الجثة بطريقة أخرى وأن تكون عربة الإسعاف رمزًا للنعش الحقيقى خشية أن يهاجم العربة أشخاص وجمهور غاضب لن يمكن التعامل معه بالقوة فى هذا اليوم.
وفى تطور مفاجئ علمت شخصيات مصرية دينية بارزة بأنه لا مانع أن يتطوع أيًا منهم إذا وافقوا وعلى رأسهم شيخ الأزهر أو مفتى الديار المصرية بالاشراف على أداء الشعائر الجنائزية لمبارك كإنسان وعلمت «روزاليوسف» أن جهات دينية كويتية وسعودية وعمانية طالبت بالحضور فى إطار دينى وإنسانى وتمت الموافقة لهم.
كما استأذن عدد كبير من الوزراء الحاليين لتقديم واجب العزاء فى مبارك وقد تمت الموافقة على ذلك لأسباب إنسانية ودينية واجتماعية كاملة بشرط عدم مشاركة الوزراء الحاليين فى مراسم الجنازة.
وبالتزامن مع ذلك علمنا من مصادر داخل أسرة مبارك أن مراسم استقبال العزاء ستقام لمدة ثلاثة أيام كاملة وأن الأسرة تبحث حاليا عن مقر عزاء يرجح أنه سيكون مسجد «آل رشدان» بمدينة نصر بشرط موافقة إدارة المسجد على توفير المكان المخصص للعزاء لمدة ثلاثة أيام لمبارك.
اللافت فى إطار تنفيذ الخطة النهائية لجنازة مبارك أن علاء وجمال مبارك نجلى الرئيس المخلوع حصل محاميهما على وعد رسمى أكيد بحضورهما يوم الجنازة لتلقى العزاء تحت حراسة مشددة طبقا للمعمول به فى لوائح مصلحة السجون المصرية فى تلك الأحوال وأن طلب حضورهما الجنازة موجود حاليا لدى الجهات المعنية وينقصه التوقيع عليه بالموافقة فور حدوث الوفاة.
المعروف طبقا للمعمول به قانونا فى إطار قانون مصلحة السجون واللوائح المنظمة له أن قرار طلب مشاركة ذوى المتوفى للخروج من دائرة السجون المصرية لحضور مراسم عزاء ذويهم يصدر بقرار خاص مسبب من وزير الداخلية يقضى بالمشاركة فى الجنازة ومراسم الدفن لمدة تبدأ من 12 ساعة ولا تتجاوز 24 ساعة خارج السجن ويكون ذلك بمصاحبة القوات الخاصة الشرطية.
طبقا لخطة اليوم الأخير ستبدأ فترة السماح بالنسبة لعلاء وجمال نجلى مبارك بحضورهما مراسم الدفن الأصلية فى المدفن المخصص للأسرة الذى ستؤمنه القوات المسلحة والشرطة بالتعاون بينهما كما ستؤمن يومها منطقة المدافن بالكامل لتأمين مشاركة السجينين علاء وجمال حيث سيسمح لهما بحضور المراسم والجنازة والعزاء بالملابس المدنية العادية ودون قيود كما سيكون من حقهما تبديل ملابسهما لو قضت الحاجة لذلك أثناء تلقى واجب العزاء فى مقر التعازى.
بالتزامن مع ذلك لن تنقل الطائرات العمودية العسكرية النعش والجثمان لانتفاء عدم الاختصاص بالنقل الجوى فى تلك الحالة وسيكون قرار النقل الجوى سياديًا لو تطلب الموقف.
وفى الحالات الطبيعية طبقا للخطة تم الاتفاق عقب الانتهاء من تجهيز الجثمان أن يتم نقله داخل سيارة إسعاف تابعة للمستشفى العسكرى بالمعادى بشرط عدم الموافقة على وضع نعش مبارك على عربة المدفع العسكرية التى تجرها عربات الجيب الحربية لعدم إضفاء أشكال الجنازة العسكرية الكاملة على المراسم.
وقد رفضت فكرة أن يسير أمام العربة الإسعاف تشكيل الأنواط والميداليات المتعارف عليه من ضباط الوحدات المختلفة من القوات المسلحة أو المنتمين للقوات الجوية التابع لها مبارك.
وفى نفس الوقت سيسمح لأسرة مبارك إستئجار خدمات أى طاقم مدنى شريطة أن يكون الزى غير عسكرى لكنه موحد كى يقوموا بحمل نياشين مبارك وأوسمته العسكرية والدولية أمام عربة الإسعاف حاملة النعش لأن الأنواط والنياشين ملك للأسرة.
وقد تأكدت الجهات العليا واضعة الخطة الأخيرة قانونا وإجرائيا وشكليا أن أوسمة ونياشين وأنواط وميداليات مبارك العسكرية المصرية والدولية لم تصادر ولم يصدر بشأنها أى قرار من محكمة مدنية أو عسكرية مصرية بمصادرتها كما لم يشمل منطوق الحكم الصادر من القاضى «أحمد رفعت» على مبارك فى قضية قتل الثوار فى 2 يونيو الجارى بأى عبارة أو لفظ يقضى بتجريد المتهم من نياشينه وأوسمته والميداليات الحاصل عليها.
طبقا لسيناريو مشهد اليوم الأخير تم تحديد خط سير موكب الجنازة الرسمى استنادا إلى تقرير خط سير جنازة الرئيس الأسبق «محمد أنور السادات» بداية من أمام المستشفى العسكرى بالمعادى حيث سيخرج الجثمان مرورا على الكورنيش بسرعة لا تتجاوز 5 كيلو مترات فى الساعة مخترقا فم الخليج وصولا إلى شارع الكورنيش أمام قصر العينى مرورا أمام السفارة البريطانية حتى رأس كوبرى قصر النيل إلى ميدان التحرير الذى سيمر به جثمان مبارك.
ويتم حاليا دراسة إمكانية أن يستمر الموكب إلى شارع رمسيس حتى شارع جامعة عين شمس مرورا أمام وزارة الدفاع ووصولا إلى نادى هليوبوليس وقصر الاتحادية الرئاسى بمصر الجديدة بعدها ستنطلق العربات مباشرة إلى مقابر الأسرة فى مدينة نصر لإكمال باقى مراسم الجنازة وعملية الدفن الرئيسية تنفيذا لوصية مبارك فى حياته بأن يدفن بجوار حفيده الطفل «محمد علاء مبارك».   
ويبرز فى إطار ذات الإجراءات أنه سيتم لف نعش مبارك بعلم مصر على أن يحمل إشارات القوات المسلحة والقوات الجوية المميزة لأنه لا يوجد قانون يمنع ذلك نهائيا حيث إنها مجرد إجراءات شكلية.
إضافة إلى ذلك لن تحظى جنازة مبارك بشرف إطلاق المدافع الرسمية لطلقات الوداع العسكرية المتعارف عليها فى ثلاث دفعات عسكرية تتكون كل دفعة منها من 24 طلقة.
كما لن تسير الخيالة العسكرية التابعة للقوات المسلحة فى جنازة مبارك لكن الموكب ستؤمنه العربات المدرعة العادية وعربات الشرطة وسيكتفى بموتوسيكل شرف واحد سيسير أمام عربة الإسعاف كمرشد للطريق.
اللافت أن الجيش سيسمح لضباطه وجنوده لأسباب إنسانية بتقديم واجب العزاء فى مبارك طبقا للحرية الشخصية لكل منهم بشرط أن يكون المتقدم للعزاء فى إجازة رسمية ولو لساعات كما لن يمنع القادة من تقديم واجب العزاء الذى يعتبر واجبًا من الواجبات والتقاليد العسكرية.
وفى إطار نفس النقطة سيتم التنبيه بوضوح على الالتزام بعدم القيام بتأدية التحية العسكرية من قبل العسكريين من الجيش والشرطة فى أى مرحلة من مراحل الجنازة منعا لإثارة شعور الجماهير والاستياء بين الناس وأن المخالف سيتعرض للجزاء العسكرى المتعارف عليه.
كما ستمنع الوحدات والأسلحة المختلفة بالجيش والدولة من تنكيس الأعلام وستكتفى الإجراءات على السماح للقوات الجوية بإجراء مراسم شكلية لمدة 5 دقائق فقط احتراما للوفاة وللرتبة العسكرية الجوية للفريق الجوى.
وفى إطار وحدود القرار الجمهورى رقم 35 لسنة 1979، المنظم لاحترام الرتب العسكرية وحاملى الأنواط والنياشين العسكرية المصرية العليا.