الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طلاب الجامعات يرفضون تحجيم الأنشطة السياسية




كتبت – هاجر كمال
تعتبر الجامعات المصرية منارة للتعبير عن الرأى بحرية ومجتمع خصب لخلق جيل واع من الطلاب القادرين على تغيير السلبيات المجتمعية إلى ايجابيات ملموسة على أرض الواقع، ويرتبط التغيير بالعمل السياسى داخل الجامعات بالعلم ولا يمكن فصل العلم عن النشاط السياسى لطالب الجامعة الذى يحدد انتماءه لأى حزب سياسى، لذا أثار القرار الذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة جدلاً كبيرًا بين طلاب الجامعات المصرية، وتضمن القرار عدم السماح بممارسة أى أنشطة حزبية داخل الجامعات المصرية والذى اعتبره البعض منهم عودة بالنشاط الجامعى إلى عصر مبارك، حيث يتم كبت صوت الطلاب الذى يعبر عن شريحة كبيرة من المجتمع وإبعادهم عما يدور داخل الشارع المصرى، ومنعهم من ان يصيروا كوادر سياسية فعالة فى المستقبل... وعن ردود أفعال الطلاب حول النشاط السياسى بالجامعات، ورأيهم فى تفعيل النشاط الحزبى بشكل أفضل، ودور العمل الطلابى فى تكوين كوادر سياسية يجيب عدد من الطلاب.

يقول «محمد صبرى» 23سنة، إن منع النشاط الحزبى والسياسى عن طالب الجامعة يجعله أكثر سلبية وغير فاعل فى المجتمع، ولا يؤهله لأن يتمتع بأى أدوار سياسية داخل مجتمعه، حيث يعتبر النشاط العلمى والسياسى للطالب الجامعى كالماء والهواء اللازم له، لكى يعيش فى البيئة المصرية، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما خاصة بعد تحرر الجامعات المصرية، ويضيف «صبرى» بعد ثورة يناير تغير الأمر كثيرا، وازداد وعى الشباب ونضجهم السياسى خاصة أن ثورة يناير اعتبرت فى الأساس هى ثورة، وأن تجميد الانشطة الطلابية  داخل الجامعة لم يعد مقبولاً بعد ثورة يناير مهما كانت الأسباب والدوافع لهذا التجميد حيث أصبح هناك جو من الديمقراطية فى المجتمع كله وخاصة فى الجامعات، مشيرا إلى ان اللائحة‏79‏ لم تعد صالحة الآن وهى تقلل من دور الطلاب فى إدارة الاتحاد ودعا إلى دراسة اللائحة الجديدة وطرحها على الطلاب بحيث تعطى مزيدا لدور الطلاب فى أمور انشطتهم وفى أمور العملية التعليمية ذاتها.
أضاف «محمد سعيد» 22سنة، إن الوعى السياسى لدى الشباب المصرى ازداد بعد الثورة بصورة كبيرة والشباب المصرى يستطيع أن يميز الآن بين من يعمل لمصلحة مصر ومن يعمل ضدها، وأنه من حق جميع الطلاب أن يعبروا عن أنفسهم داخل أسوار الجامعات المصرية سواء كان الطلاب ينتمون إلى الأحزاب الدينية أو الأحزاب الليبرالية، فالمهم الآن هو العمل لمصلحة مصر، موضحا ان المرحلة المقبلة سوف تشهد تغييرا فى شكل ومضمون النشاط الطلابى ، والطريق الصحيح لزيادة مشاركة الشباب فى العملية الانتخابية داخل الجامعات هو دعم أفكار الحرية والديمقراطية فى المجتمع بشكل عام.
وتقول «أمنية محمد» 20سنة، إن نشر الثقافة والفنون بين الطلاب وممارسة النشاط السياسى فى الجامعة من الأمور المهمة والصحية ولا يمكن منع أى طالب من أن يتحدث فيها ويجب أن نقوم بتقوية هذا النشاط الطلابى لتعويد الطلاب عليها ولكن بعيدا عن اقامة أى وحدات حزبية فى الجامعة التى هى محظورة وليس لها أى دور‏، كذلك فى جميع جامعات العالم ومكانها الوحيد خارج أسوار الجامعة لأن هذا ليس دور الجامعة ان تتحول إلى صراعات‏.‏ ولابد أن تكون مشاركة الشباب بشكل ايجابى فى الحياة السياسية وأن تتم إزالة العوامل التى أدت إلى ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية خاصة المعوقات الثقافية السياسية‏ ومنها على سبيل المثال الأسرة التى تشترط فى بعض الأحيان على أبنائها عدم المشاركة فى أى نشاط سياسى قبل الانتهاء من الدراسة أو قبل الالتحاق بالوظيفة كذلك لابد أن يكون هناك دور مهم وفعال لأعضاء هيئات التدريس فى الجامعات.
واستنكر عدد من أساتذة الجامعات قرار حظر النشاط الحزبى داخل الجامعات واعتبروه قرارًا غريبًا وغير مفهوم، لأنه لم يكن هناك من الأساس قرار جامعى يسمح بممارسة الأنشطة الحزبية داخل الجامعات، فمنذ عهد بعيد وتعتبر الجامعة مرآة المجتمع المصرى، ولا يستطيع أحد أن يفصل بين المجتمع والجامعة، فهناك تفاعل طبيعى بينهما نظرا للاحداث الحياتية التى تدفعهم للتفاعل، وأكدوا انه لابد وان تبتعد الجامعة عن الخلافات السياسية التى يشهدها الشارع المصرى وألا تكون الجامعة مكانًا  للصراعات السياسية بين الأحزاب، وأن تتم ممارسة العمل السياسى بشكل لائق بطلاب الجامعة قائم على الحوار المتبادل والبناء بينهم.
وأوضحت الدكتورة «رشا القمحاوى»  أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إن قرار منع النشاط السياسى داخل الجامعات أو حتى الحديث عنه داخل مواقع التواصل الاجتماعى قرار سيئ وغير واضح، ولم يجرؤ النظام السابق على اتخاذه ولا يستطيع أحد أن يعزل الجامعة وما يدور فيها عن أحداث المجتمع، وأنه يحق للطالب الجامعى ممارسة العمل السياسى خارج الجامعة.
وأيدتها الدكتورة «يمنى الحماقى»  أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أنه لا مانع من أن يكون النشاط السياسى والحزبى داخل أسوار الجامعات المصرية خاضعًا للرقابة، ولكن لا يجب منع النشاط الحزبى نهائيا داخل الجامعة.
كما أوضحت نتائج دراسات المراكز والجمعيات المعنية بقضايا الشباب فى مصر عن ضعف الوعى العام لدى قطاع كبير من الشباب فى العديد من الأمور الأساسية عن الحياة اليومية مثل مفاهيم حقوق الإنسان وحقوق المواطنة والجمعيات الأهلية ودورها فى المجتمع على الرغم من ان بعض هؤلاء الشباب ينتمى إلى أحزاب سياسية أو اتحادات طلابية فى الجامعات‏ وان نسبة المشاركين فى الأحزاب من الشباب لا تتعدى ‏9%‏ وأن‏80%‏ من الشباب يفضلون وجود أحزاب سياسية على الرغم من رفضهم الانتماء إليها‏.‏