الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإهمال يضرب قلعة «قايتباى»




الإسكندرية ـ نسرين عبدالرحيم


تعد قلعة قايتباى بالإسكندرية واحدة من أشهر المعالم السياحية والآثار الإسلامية القديمة بالثغر نظرًا لموقعها وتاريخها وظروف بنائها حيث تقع القلعة فى نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت مكان فنار الإسكندرية القديم الذى تهدم سنة 702هـ إثر الزلزال المدمر الذى حدث فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بنى السلطان الأشرف أبوالنصر قايتباى فى سنة 882 هـ وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية وقد اهتم السلطان المملوكى قنصوه الغورى بالقلعة فزاد من شحنها بالسلاح.
وتأخذ هذه القلعة شكل المربع تبلغ مساحته 150م  فى 130م يحيط به البحر من ثلاث جهات، وتحتوى هذه القلعة على الأسوار والبرج الرئيسى فى الناحية الشمالية الغربية.
وبالرغم من القيمة التاريخية الكبيرة واهتمام الحكام على مر العصور بتطويرها إلا أنها أصبحت تعانى فى عصرنا الحالى من الإهمال الشديد وبالرغم من تناقض الآراء حول خطورة تعرضها للانهيار، إلا أن هناك حقيقة واحدة أصبحت واضحة وهى الإهمال الذى سيطر على تلك المنطقة، التى تبدأ من الشارع الرئيسى الذى تقع فيه القلعة والذى يسمى بمنطقة الأنفوشى حيث أصبحت الشروخ الداخلية واضحة بحوائط القلعة وأصبح  الطريق إلى القلعة ملبدًا بالغيوم، حيث انتشر الباعة الجائلون بشكل كبير، وانتشرت الألعاب الترفيهية التى تتمثل فى البسكلتة التى للأسف أصبح يركبها الكبار والأطفال ليعانى الوافد إلى القلعة من صعوبة التحرك وأصبح الطريق إلى القلعة ممتلئًا ومكتظًا بالسيارات حيث سيطر العاطلون على الطريق إلى القلعة ليجعلوا منه جراجًا خاصًا بهم، ناهيك عن الخيول التى انتشرت بشكل مبالغ فيه، وسيطر عدد من الدخلاء على الشاطئ القريب من القلعة ليأخذوه بوضع اليد ويحولوه إلى مقاه وكافتيريات دون حسيب أو رقيب وانتشار أطفال الشوارع وقائدى الموتوسيكلات  والحناطير حيث تأتى الحملات وتتشاجر مع بعض الجائلين وتأخذ بضائع دون حسم فيعود الأمر من جديد، كما كان عقب انصراف الحملات والنتيجة هى فوضى عارمة ومظهر غير حضارى أصبح هو المسيطر على المشهد بأكمله.
«روزاليوسف» التقت إحدى بائعى الأنتيكات والذين يفترشون المنطقة المؤدية إلى القلعة وتدعى أم محمد التى أكدت أنها لها أربعون عامًا بذلك المكان حيث ورثت المهنة عن والدها لافتة أن فترة العمل تنتهى باقتراب فصل الشتاء حيث برودة الطقس تزداد بشكل يمنع أى شخص من الجلوس بتلك المنطقة، وأشارت: إننا كباعة على باب الله ليس لنا مورد رزق سوى هذا الفرش، ونعيش فى رعب من أن يقوم المحافظ، كما سمعنا بتأجير المكان لشركة إماراتية.
فيما أكد الحاج راشد أننى قضيت عمرى فى بيع الأنتيكات بالأنفوشى وأعانى من الحملات التى تأتى فتحطم كمًا كبيرًا من الأنتيكات، وأحلم أن يقوم المحافظ بتأجير المكان الذى نقف فيه لنا أو أن يبنى لنا أكشاكًا.