الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أحمد طوغان» تنبأ للسادات برئاسة مصر.. وزامله فترة قبل ثورة 23 يوليو 52

«أحمد طوغان» تنبأ للسادات برئاسة مصر.. وزامله فترة قبل ثورة 23 يوليو 52
«أحمد طوغان» تنبأ للسادات برئاسة مصر.. وزامله فترة قبل ثورة 23 يوليو 52




كتب - محمد خضير
بقلم الكاتب، وريشة الفنان، يُبدع رسام الكاريكاتير الشهير أحمد طوغان فى كتابه الجديد «سيرة فنان صنعته الآلام»، حيث يستعرض «طوغان» تجربته الثرية التى أتاحت له التقاء ومزاملة روَّاد لمعت أسماؤهم فى سماء الصحافة والأدب والسياسة، كصديق العمر محمود السعدنى والرئيس الراحل محمد أنور السادات وزكريا الحجاوى ومحمد عبد المنعم رخا وإحسان عبدالقدوس وعباس الأسوانى وصاروخان وكامل زهيرى، بالإضافة إلى أسماء قد نعرفها ولكن لا ندرك قدرها، مثل: أبو الخير نجيب ومصطفى القشاشى وسعد زغلول فؤاد وعبد المنعم الصاوى.
وفى رحلته الثرية، يأخذنا طوغان إلى أماكن يسكنها السحر وتطوف بأرجائها الأسطورة؛ لنُحلِّق معه فى أجواء ممتعة، قبل أن يُعيدنا إلى صلادة الواقع مرَّة أُخرى، حين يتحدَّث عن جريدتَى «الجمهورية»، و«كاريكاتير»، ثم صدمته فى وفاة ابنه بسَّام.. ورغم أنه يضرب بفُرشاته الهموم ليُخرج منها بهجةً كامنةً، إلَّا أنه لا يُخفى آلامه، تلك التى صنعت منه فنانًا ذا مذاقٍ خاص.
والكتاب ينقسم إلى ستة أبواب، بالإضافة إلى ملحق للصور والرسوم والكاريكاتير، وقد افتُتح الكتاب بإهداء إلى أحفاد طوغان، ثم مقدمة كتبها الراحل خيرى شلبى عن طوغان ومذكراته، حيث قال «إنها ليست مجرد مذكرات صحفى رسام حقَّق شهرة مدوية، إنما هى فصول من تاريخنا المعاصر، غير أنه التاريخ الحى، التاريخ غير المرئى، التاريخ المخبوء فى كواليس استدرجنا إليها ليرينا ما لم نكن نعرفه عن شخصيات عايشناها وتتلمذنا على أيديها وتأثرنا بها».
بينما كان الختام بقلم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، من خلال مقدمته التى كتبها لكتاب طوغان «قضايا الشعوب» الصادر عن جريدة الجمهورية عام 1957.
استعرض الفنان أحمد طوغان قصة حياته، منذ ولادته فى المنيا، ثم انتقاله إلى أسيوط، ويتحدث عن أنه كان الولد الأول لوالدته، مرجحًا أن هذا السبب كان وراء اهتمام أمه به، بالرغم من انشغالها فى شئون المنزل وهوايتها بالعزف على البيانو الذى كان ضمن مقتنياتها، إلا أنها تفرَّغت له معظم الوقت، فعلَّمته القراءة والكتابة، وأنشـأته على الجدية والالتزام وحب الناس واحترام الكبير والاعتزاز بالنفس والصدق والصبر والقناعة وكراهية الظلم وعيادة المريض وعدم التفكير فى الثأر أو الانتقام حتى من أولئك الذين يسيئون إليه؛ لأن الله هو الذى سوف يتولى عقابهم فى الدنيا وفى الآخرة، ويؤكد أن الأيام قد أثبتت له صدق مقولتها!
وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أيامه فى القاهرة، قائلًا: «حضرت إلى القاهرة وأنا فى الخامسة والعشرين من عمرى، وسكنت فى أول شارع شريف، بعمارة أمامها حديقة صغيرة ولها بواب نوبى اسمه فرح، كان نبيل الوجه، فيه الأنفة والاعتزاز بالنفس ككل أبناء النوبة، يرتدى جلابية لونها أزرق مُحلَّى بالقصب فى الشتاء، وفى الصيف جلابية بيضاء عليها النقوش نفسها، ويضع على رأسه عمامة بيضاء كبيرة».