الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القرى «الغنية» تغتصب حق «الفقيرة» فى التنمية والمنشآت الخدمية بالمنيا

القرى «الغنية» تغتصب حق «الفقيرة» فى التنمية والمنشآت الخدمية بالمنيا
القرى «الغنية» تغتصب حق «الفقيرة» فى التنمية والمنشآت الخدمية بالمنيا




المنيا ـ علا الحينى

يبدو أن الفقر والجهل والمرض والمسمى بمثلث برامودا لا يزال يلازم سكان القرى الأكثر فقرا الذين تم تجاهلهم من قبل مسئولى محافظة المنيا وصموا آذانهم واعينهم عن ملاحظة حالة الفقر المدقع الذى يعيشون فيه، ولم يكلف أى من هؤلاء نفسه بالنظر للتقارير الإحصائية سواء الصادرة من الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أو المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أو المسوح السكانية لاقسام الدراسات السكانية وباحثى علم الاجتماع لمعرفة القرى الاكثر فقرا طبقا للدراسات العلمية.
فمنذ إعلان محافظة المنيا عن اختيار قرى «بنى عبيد بأبوقرقاص ـ صفط الخمار ـ بنى أحمد الغريبة ـ  ماقوسة بمركز المنيا باعتمادات مالية تصل لـ 49 مليوناً و744 الف جنيه من خلال وزارة التنمية المحلية، وهناك حالة من الاستياء بسبب اختيار هذه القرى التى تتمتع بكل مقومات البنيه التحتيه بل انها فى الواقع من اكثر القرى غنى وليس فقرا.
 يقول الدكتور جمال الطحاوي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا: «صدمت من تلك الاختيارات ولا أعلم على الأسس التى تم بناء عليها اختيار تلك القرى من قبل الإحصائية التى أعدتها المحافظة» متسائلا: كيف يمكن اختيار قرية «بنى عبيد» والتى تنعم بجميع خدمات البنية الأساسية من «مياه شرب ـ صرف صحي» الذى يعد من مؤشرات التحضر؟، ناهيك أن سكانها يتميزون بمستوى تعليمى جيد وبها نخب سياسية وكوادر، ونفس الحال ينطبق على باقى القرى  كـ«صفط الخمار».
ويشير الطحاوى إلى أن ذلك الاختيار ليس «قرآنا» ولا «إنجيلا» ومن السهل تغييره والرجوع عنه، مطالبا مسئولى المحافظة بالرجوع للدراسات والأبحاث وتقارير التنمية البشرية لاعتماد تلك الميزانية للقرى الأكثر احتياجا على ارض الواقع.
ويلفت أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا إلى أن التقارير الإحصائية ذكرت أن القرى الأكثر فقرا تلك التى تعانى من الأمية وانخفاض دخل الفرد اليومى عن 2 دولار لليوم الواحد، فضلا عن ارتفاع نسبة الأمراض، وهو مثلث الفقر وسبب ترك قرى الصعيد والهروب إلى الخارج أو الوجه البحري، وذلك لغياب المشروعات وهجرة السكان.
وقال نقيب الاجتماعيين إنه من الواضح أن هناك فجوة بين الأجهزة التنفيذية بالمحافظة والبحثيين، وكان من الأفضل قبل الاختيار أن يتم عمل دراسة مسحية لمجموعة من القرى يقوم بها مجموعة من الباحثين ونقابة الاجتماعيين وأقسام الدراسات السكانية، أو الاعتماد على البيانات الصادرة من المراكز والأجهزة الاحصائية والمركز القومى للبحوث الاجتماعية لاختيار القرى، خاصة التى توجد فى حضن الجبل والقرى المتطرفة بمركزى العدوة وديرمواس والبعيدة عن أعين المسئولين.
ويتساءل سعيد عبد العظيم، أحد المواطنين بملوي: كيف يمكن أن يتم تجاهل جميع القرى الأكثر احتياجا ويتم اختيار 3 قرى فقط «صفط الخمار ـ بنى أحمد الغربية ـ ماقوسة» بمركز المنيا، اللذين يتمتعان بالعديد من الخدمات، فقرية ماقوسة هى الامتداد الطبيعى لمدينة المنيا جنوبا والمتصلة بجميع شبكات البنية التحتية إلى جانب ارتفاع المستوى التعليمى بها، أما صفط الخمار فهى القرية التى اشتهرت بوجود عدد كبير من النخبة السياسية، وكان بها نائبتان برلمانيتان استمرا عدة دورات برلمانية تحت قبة مجلس الشعب، الأمر الذى عكس بدوره أنها تنعم وتوابعها بخدمات وفيرة، فضلا عن أن قرية بنى أحمد الغريبة حصلت مؤخرا على محطة مياه شرب عملاقة، وموقعها بالقرب من مدينة المنيا جعل المستوى التعليمى لأبنائها جيدا، علاوة على وجود عدد كبير من أفران الخبز.
ويؤكد جمال حسن، من قرية جبل الطير بسمالوط، أن قرى شرق النيل بالمركز اكثر احتياجا من قرية شوشة وتوابعها بمركز سمالوط، نظرا لكونها من القرى التى تشهد رواجا اقتصاديا وتعليميا وخدميا معروفا، فموقع القرية الذى يوجد بالطريق المؤدى للصحراوى الغربى جعلها مركز تجاريا متميزا، بالإضافة لوجود منطقة صناعية بها العديد من مصانع المكرونة والحلاوة الطحينة وعدد من خدمات الطريق، فضلا عن وجود عدد من المشروعات الكبرى التابعة للمحافظة مثل مشروع محطة تعبئة البوتاجاز ومصنع الاعلاف ومشروعات الدواجن ومحطات كهرباء.
وينوه حمادة محمد، محاسب، من قرية منشية دعبس، إلى أن الحال لا يختلف كثيراً بين قرية شوشة وبنى عبيد بأبوقرقاص الإهمال ونقص خدمات الصحة والتعليم وحالة الأمية التى يعيشها أهالى القرية كانت أولى أن تكون من ضمن القرى التى سيتم تطويرها ولكن تم اختيار قرية بنى عبيد رغم ان قرية بنى عبيد من أوائل القرى بالمحافظة التى تنعم بخدمات الصرف الصحى ومع ذلك كانت من اختيارات المحافظة وبها عدد كبير من القيادات الشرطية، علاوة على انها مسقط رأس رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب على مدى 5 دورات متتالية اللواء فاروق طه والذى اعلن نجله الترشح على نفس المقعد خلال انتخابات 2014.