الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اتحاد علماء المسلمين بـ«كردستان»: «لا نحتاج لبعثات الأزهر»

اتحاد علماء المسلمين بـ«كردستان»: «لا نحتاج لبعثات الأزهر»
اتحاد علماء المسلمين بـ«كردستان»: «لا نحتاج لبعثات الأزهر»




قال الدكتور عبدالله السعيد ويسى رئيس اتحاد علماء المسلمين بإقليم كردستان.. إن أخطر ما يواجه العالم العربى والإسلامى الفكر المتطرف، مطالبًا كل المؤسسات الدينية بأن تعمل على مواجهة هذا الافكار الضالة لأنه إن لم يتم السيطرة على الفكر المتطرف والإرهاب فى بقعة صغيرة سينتشر كالمرض فى باقى الدول العربية.
كما طالب «ويسى» خلال حواره بدعم من الدول العربية للقضاء على داعش حتى لا يلحق الخطر الذى نراه لأشقائنا العرب فعلى الكل ان يتكاتف لمواجهة الإرهاب، مضيفًا أن داعش دخلوا العراق ولم يفرقوا فى ظلمهم وبطشهم بين المسلم والمسيحى والايزيدى وكذلك بين العرب والاكراد والتركمان وفى آن واحد فجروا المسجد والكنيسة ومراقد الانبياء والصالحين.
كما أشار إلى أن هناك تقصيرًا فى المؤسسات الدينية فى مواجهة الأفكار المتطرفة، مطالبا العرب والمسلمين بالتكاتف لضبط خطاب دينى معتدل، لأن الإرهاب مسئولية الجميع، وعلينا التوصل لإيجاد حل ووضع خطة زمنية مدروسة من خلالها نقضى على كل أشكال التطرف والإرهاب.

■ فى البداية.. ماذا فعلتم لمواجهة داعش؟
- نحن الأكراد بالعراق قمنا بالرد عسكريًا ودينيًا، فى محاولة للتصدى للأفكار المتطرفة التى تسعى لترويجها «داعش» بين شبابنا، كما حاربنا وقتل أكثر من 800 كردى فى مواجهة التنظيم الارهابى، ونتمنى أن يلقى الضوء من خلال المؤتمر الدولى للإرهاب على الأضرار التى يتعرض لها العراق فى مواجهة داعش.

■ هل هناك تطورات فى علاقتكم بالأزهر خاصة بعد دعوتكم لحضور المؤتمر الدولى للإرهاب؟
- نحن نتمتع بعلاقات وثيقة مع الأزهر الشريف، وحضرنا ما لايقل عن خمس مؤتمرات دعانا لها الأزهر من قبل، ونكن كل احترام وتقدير لدعوات الأزهر للقضايا المهمة خاصة قضايا مواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة.

■ ما الجرائم التى قامت بها «داعش»؟
- داعش شوهت الصورة الحقيقية للإسلام واستخدامها اسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، فهذا التنظيم يلصق اسمه بالإسلام لكن الإسلام بعيد عن تطرفه وليس ذلك فحسب فالتنظيم يرتكب جرائم تجعل الولدان شيبا وحرق المصاحف وقتل الأطفال ومثل بالجثث وحرقت المساجد والنساء وباع الفتيات وجعلهن سبايا الواحدة منهن مقابل 10 دولارات فى الأسواق، فداعش ترتكب جرائم يندى لها الجبين.
كما هدموا قبور الصحابة ويعتدون على الرجال والنساء «سنة» كانوا أو «شيعة»، لذلك نحن نوجه استغاثات للعالم الإسلامى من خطر هذا التنظيم.

■ هل بالفعل هى حرب على الإسلام؟
- الدعوة الاسلامية تواجه فى هذا العصر تحديات كبيرة وهجمات شرسة من قبل أعدائها والمختفين تحت ستارها وهذه التحديات إن لم تواجه بمزيد من التخطيط والدراسة والتحليل من أجل التغلب عليها والتقليل من مخاطرها فإنها ستعوق الدعوة إلى الله وتشل حركتها ومن جملة هذه التحديات التطرف الدينى وهو أبرز التحديات التى تواجهها الدعوة الاسلامية لانه ضد الوسطية التى أمر بها الدين فى التصور والاعتقاد وفى التفكير والشعور وفى التنظيم والتنسيق وفى الارتباط والعلاقات وفى الزمان والمكان.

■ ما النتائج التى ترتبت على ظهور تلك الحركة الإرهابية؟
- ظهور ذلك التنظيم الإرهابى خلق نوعا من الفوضى ما تسبب بحدوث ظروف غير طبيعية يتوقف امامها كل التحليلات ويرجع هذا الامر إلى انه لم يكن فى توقع أى أحد ظهور هذه المجموعة المتطرفة ولم يكن بمثابة إعلان جماعة متطرفة فحسب بل فتحت بابا كبيرًا من الرعب والارهاب وصل الحال إلى عرض اعمال العنف من التدمير وقطع رؤوس المدنيين على الشاشات كجزء من بطولاتهم وتدريب الاطفال والنساء على هذه الاعمال الشنيعة، ومارسوا كل هذه الاعمال تحت اسم الاسلام، والاسلام برىء منهم ومن اعمالهم، حيث جاءوا ولم يفرقوا بين المسلم وغيره وبين قومية واخرى، ورسالتهم واضحة تدعو لمحاربة كل من يخالف منهجهم وتفكيرهم.
 دخلوا العراق ولم يفرقوا فى ظلمهم وبطشهم بين المسلم والمسيحى والايزيدى وكذلك بين العرب والكورد والتركمان وفى آن واحد فجروا المسجد والكنيسة وطالت أياديهم النجسة مراقد الانبياء والصالحين.

■ ما المعاناة التى لحقت بالاكراد؟
- كوردستان لم تسلم من جرائم داعش فلحق الشعب الكوردى جزءا كبيرا من ظلمهم وعدوانهم فاحتلوا جزءا من ارض كوردستان (شنكال - زمار - مخمور - جلولاء - السعدية) وغيرها فقتل من قتل وشرد من شرد ولم يكتفوا بذلك فهدموا بيوت الناس وديارهم واغتصبوا نساء وبنات الايزيدين وقاموا ببيعهن بثمن بخس على مرأى ومسمع الناس فى اسواق علنية فى مدينتى الموصل والرقة وغيرهما واجبروا بعض المسيحيين على اعتناق الاسلام وفعلوا افعالا اجرامية تجعل الولدان شيبا.

■ من يدعمكم فى الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية؟
- هناك دعم من البيشمركة ونفتخر بأن حكومة كردستان من ابنائها وبمساندة دولية يحاربون ضد هذه الفئة الباغية وصد عدوانهم واعلان الحرب عليهم وقاموا بتطهير مساحات كبيرة من ارض كردستان بالإضافة إلى احتضان الاقليم اكثر من مليون عراقى مشرد رغم الظروف الاقتصادية الحرجة التى يمر بها الاقليم.

■ كيف نواجه هذا التنظيم الإرهابى؟
- مواجهة داعش أصبحت ضرورة قصوى، فالشعب الكودى يحتاج إلى دعم كبير من جميع الدول العربية والإسلامية لمواجهة هذا الخطر الداهم فعلى الكل تقديم دعم للأكراد، خاصة أنه لا يوجد حركة واضحة من بعض الدول تجاه هذا الخطر فأطالبهم من القاهرة بتقديم دعم مالى وعسكرى للأكراد للقضاء على داعش لأنه إذا دخل التطرف دولة سيستشرى منها فى باقى الدول الأخرى.

■ كيف ترى دعوة الأزهر لمواجهة الإرهاب  فى ضوء الأحداث التى يشهدها العالم العربى؟
- الحقيقة دعوة الأزهر نشيد بها خاصة فى هذه الظروف التى نمر بها، فالأزهر على مدار ألف عام يتميز بوسطيته واعتداله وتاريخ الأزهر شاهد على قدرته فى دحض الإرهاب ومقاومته ودعوة الأزهر لمثل هذه المؤتمرات دعوة مباركة جمع من خلالها علماء مسلمين ومسيحيين من جميع دول العالم لمواجهة الفكر المتطرف.
خاصة أن العراق يشهد خطرًا كبيرًا ونحن كعلماء دين نعمل على أخذ كل احتياطاتنا لمواجهة ذلك ونمد يدنا مع الازهر لمواجهة الخطر الفكرى الكبير الذى نعانى منه وإزالة الفكر المتطرف من عقول الشباب.

■ كيف ترى خطورة الإرهاب على الدول العربية بصفة عامة؟
- أخطر ما يواجه العالم العربى والإسلامى الفكر المتطرف وننادى كل المؤسسات الدينية أن تنهض لمواجهة هذا الكفر لأنه إن لم نسيطر على الفكر المتطرف والإرهاب فى بقعة صغيرة سينتشر كالمرض فى باقى الدول العربية نلذلك فنحن نطالب بدعم من الدول العربية للقضاء على داعش حتى لايحق الخطر االذى نراه لأشقائنا العرب فعلى الكل ان يتكاتف لمواجهة الإرهاب.

■ هل تحتاجون لبعثات أزهرية لضبط الخطاب الدينى لديكم؟
- نحن لا نحتاج لعثات أزهرية وهناك طلاب كثر من إقليم كردستان فى جامعة الأزهر ، والكثير من علمائنا أجلاء ينتهجون الوسطية لكننا نستفيد من تجربة الأزهر فى محاربة الإرهاب.

■ ما الاماكن التى تسيطر عليها الدوله الاسلامية؟
- داعش تسيطر على محافظتين كاملتين وقامت حكومة كردستان بالتصدى لهما مثل محافظات الموصل السنية وجزء كبير من الأنبار.

■ أتعانون من صراع مذهبى؟
- ليس فى كل العراق صراع مذهبى لكن هناك مناطق تعانى من صراع مذهبى ومناطق أخرى لا تعانى من أى صراعات مذهبية.

■ ما أوجه تعاونكم مع الأزهر؟
- التعاون يكون فى الدعوه للمؤتمرات وورش العمل وإنشاء معاهد أزهرية فى بلادنا، وأنشأنا معهدًا أزهريًا فى أربيل بالعراق، كما زارنا الدكتور عبدالفضيل القوصى رئيس رابطة خريجى الازهر مؤخرًا.