الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هجمات شرسة تنال من «صحيح البخارى» والمعتقدات الإسلامية

هجمات شرسة تنال من «صحيح البخارى» والمعتقدات الإسلامية
هجمات شرسة تنال من «صحيح البخارى» والمعتقدات الإسلامية




فيما أشار عدد من العلماء إلى أن ما يفعله بعض الإعلاميين من الهجوم على سنة الرسول، هى طريقة لجمع الأموال من خلال عملهم فى الهجوم المتواصل على الشريعة الإسلامية وسنة رسولنا عبر الفضائيات، مشيرين إلى أن بعضهم يقدمون برامج دينية ويظهرون فيها عدم دراية بالنطق الصحيح حينما يقرأون القرآن الكريم متهتهًا.
فى نفس الوقت يهاجم الأحاديث النبوية الصحيحة ويطعن فى بعض أحاديث البخارى، ليزداد الأمر بخروج الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ليؤكد أن التوحيد لله فقط دون الرسول كاف لدخول الجنة.
أما الشيخ ناصر رضوان، الداعية السلفي، قال إن الإعلاميين أمثال ابراهيم عيسى، وإسلام البحيري، يعملان لصالح إيران فى هدم الإسلام من الداخل بإثارة الشبهات والتشكيك فى ثوابت الأمة كالقرآن الكريم والسنة وحملتهم كالصحابة رضى الله عنهم من نقل لنا السنة كالإمام البخارى ومسلم.
وأوضح رضوان أنه فى ظل عدم قيام الأزهر الشريف بدوره المنوط به من الحفاظ على عقيدة أهل السنة والجماعة وحمايتها من المتطاولين والجهلة كانت النتيجة أنه ظهر إعلاميون مثل اسلام البحيرى وابراهيم عيسى ليتمادوا فى الضلال وتشويه سنة الرسول.
وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف، إلى أن ما يدعيه بعض الإعلاميين أمثال إسلام بحيرى وغيره ينم عن جهل بفهم تلك الأحاديث التى يطعنون فيها، مشيرا إلى أنه لا يوجد حديث واحد فى كتاب صحيح البخارى غير صحيح، وهو كما قال العلماء بالفعل أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى.
وتعجب هاشم ممن يخوضون فى كتاب البخاري، قائلا:هم جهلاء لا يعرفون شيئا عن القرآن الكريم، أو الحديث الشريف, وهم يطعنون فى أحاديث البخارى؛ رغبة فى الطعن فى السنة والقرآن الكريم نفسه, لكنهم يستترون خلف الطعن فى بعض الأحاديث وغايتهم هى الطعن فى القرآن نفسه.
وأضاف الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر، إن من يقول عن بعض أحاديث البخارى أنها مكذوبة بحجة أن الإمام البخارى بشر يخطئ ويصيب، لا يقول الحق، فصحيح أن الإمام البخارى يخطئ ويصيب؛ ولكن فى أى شيء.. إلا الحديث فقد اتخذ طريقا لاوجود فيه للخطأ، وكل أحاديث البخارى صحيحة مائة بالمائة.
ويقول الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، تعقيباً على حديث الإعلامى إسلام البحيرى، على فضائية «القاهرة والناس»، إن جنة الفردوس ليست حكرا على المؤمنين، والكفار لهم أماكن فيها، والإنسان بعمله وليس بعقيدته، قائلا: «إن البحيرى من خطباء الفتنة الذين ستقرض شفاههم يوم القيامة بمقاريض من حديد».
وأضاف الأطرش: إن المولى عز وجل حينما خلق الجنة قال: «وعزتى وجلالى لن يدخلك مدمن خمر، ولا عاق لوالديه، ولا قاطع رحم، ولا مصر على الزنا، ومغتاب ولا نمام»، ناهيك أن المولى عز وجل قال أيضا فى كتابه الكريم «إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا»، مضيفا أن الجنة خلقها الله تعالى للمؤمنين الطائعين، وما ذكره بحيرى لم يسمع به أحد من قبل، مطالبا وسائل الإعلام بعدم نشر أى كلام للبحيرى وكل من يفتون بغير علم، لأن كلامهم يحدث بلبلة فى المجتمع.
وقال محمد رجب أبو تليج، الأمين العام لرابطة الصحوة الأزهرية، والحاصل على الجائزة الأولى فى أبحاث المجلس الأعلى الشئون الإسلامية، إنه تكرر كثيراً ممن يسيئون لسنة رسول الله، وإسنادها إلى الله جل جلاله، وعلى من يريد أن يتحدث فى سنة الرسول عليه أن يتعلم قبل أن يتكلم، فالمزاج بجميع معانيه الاشتقاقية يدل على التقلب فى الطباع والآراء ولا يوصف به إلا المخلوق الذى هو مقهور بتصريف الله تعالى وتدبيره له ولا يوصف به الخالق جل وعلا عما يقول السفهاء علوا كبيرا.
وطالب أبو تليج الدولة بأن ترفع شعار احترام التخصصات والمؤسسات وأن تعمل على سن قوانين تجرم الكلام فيما يخص مسئولية الأزهر وعمله، وتفعيل تلك العقوبات على أرض الواقع، متسائلاً لماذا نستهين بالكلام فى الدين والفتوى بغير علم ولا تخصص؟، منوها إلى أنه قد ينتج عن الاستهانة بالدين طامات عظيمة إما التشدد والعنف الذى هو أصل للإرهاب، أو النقيض وهو التشكك الذى يؤدى إلى الإلحاد.
وشدد: على الأزهر أن يقوم بأداء دوره كما ينبغى فالأزهر الذى كان حصناً حامياً لمصر طوال عصوره الماضية منذ أن أنشئ، ولا بد له من دور يعيد فيه، وتصحيح المفاهيم والحفاظ على الأصول والثوابت العلمية وألا يتقوقع داخل جدرانه فلابد من وضع منهجية.
وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، المفكر الإسلامى وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما يذكره الباحث الإسلامى إسلام بحيرى فى برنامجه على الفضائيات كلام لا دليل عليه، مشيرا إلى أنه استخدم عقله فقط فى تفسير الآيات دون بحث منه أو التزام بالقواعد التى يلتزم بها العلماء فى معرفة معانى وألفاظ القرآن الكريم.
وأضاف: البحيرى اتبع هواه وجاء بتفسير آيات القرآن الكريم من عند نفسه، دون الاستناد إلى أى دليل من القرآن أو السنة، متجاهلاً قول الله تعالى «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ»، وقوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»، فالآية الثانية تدل على أن كل من آمن بالله تعالى مصيرهم الجنة، وما عدا ذلك فمصيرهم إلى النار.
وتابع قائلا: كيف نقول لرجل ملحد لا يؤمن بالله تعالى أنه سيدخل الجنة لمجرد أنه يعمل أعمالا صالحة؟، فهذا اعتقاد فاسد، مشيرًا إلى أنه هذا الكلام يعطى للناس «صك بالجنة»، ويقول لهم ليس مهم أن تؤمن بالله تعالى، ولكن عامل الناس معاملة حسنة فقط لتضمن دخولك الجنة.
وطالب الجندى من البحيرى أن يقرأ القرآن الكريم بعمق أكثر، لأن كلامه ليس له أساس فهو مجرد كلام يخرج به على الناس من أجل الشهرة، حتى يقال عنه إنه صاحب فكر، مضيفاً انه لا يجب عليه أن يتجاهل نصوص القرآن وعليه أن يتمحص فى معانى القرآن وأن يلتزم بالقواعد التى يلتزم بها فى تفسير الآيات.
ويضيف الشيخ جمعة محمد على، خطيب التحرير، أن ما يقوم به بعض المغرضين بالتطاول على سنة الرسول ينطبق عليها قول الله تعالى «يحرفون الكلم عن مواضعه ونسو حظاً مما ذكرو به»، وقال سيدنا على رضى الله عنه لوحاجنى مائة عالم لغلبتهم ولو حجانى  جاهل لغلبني.
وأشار جمعة إلى أن الإعلام فى تلك الآونة فاتح أبوابه على مصراعيها للذين يتطالون على سنة الرسول، ولم نجد أحدا من الأزهر يرفع صوته، وتقاعس المخلصين عن الرد على هؤلاء، وهناك من أهل الجهل من الناس من يجادل فى الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد، ومن أفتى بغير علم فليتبوأ مقعده من النار.
وانتقد بعض الأسماء التى تدعى العلم وتتصدى للفتوى على الفضائيات أمثال برنامج اسلام البحيرى وابراهيم عيسى وغيرهم وسبقهم تطاول فاطمة ناعوت على شعيرة الأضحية، مطالباً استبدال هؤلاء برجال من علماء الازهر إذا كانت هذه الفضائيات تريد صحيح الدين لأنهم يفسرون القرآن ويؤولونه حسب أجندة لا ندرى لماذا الازهر لايتدخل.
ويشير الشيخ أحمد البهي، نقيب الأئمة بالاسكندرية، إلى أن تعاقب إعلاميين وسياسيين فى فترة زمنية وجيزة وإثارتهم لمواضيع متشابهة فى الدين بطريقة واحدة فى العرض أمر لابد وأن يثير الشبهة ويكرس لفكرة المؤامرة، قائلا: ما رأينا منهم أحدا متمرسا علميا أو حتى يهاجم بدافع الغيرة على الدين ، بل إنهم يطرحون شبهاتهم دون أدنى محاولة للتوفيق بين الأدلة أو دراسة الأسانيد ويتركونها للعوام الذين يصابون بالحيرة، لافتاً إلى أن الأزهر لا يريد أن يعطيهم قيمة برده عليهم ويتركهم هكذا ليتساقطون تلقائيا أمام الناس، ولو تحول الأمر جديا ولاح خطر فسيتحرك الأزهر فورا وليس الأزهر فقط بل كل المؤسسات المعنية بالأمر.
وأكد الدكتور عبد الفتاح  العواري، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر القاهرة، أنه يتابع الانتقادات الحادة التى يوجهها أصحابها نحو ثوابت الدين وأصوله تارة ونحو رموزه وقياداته تارة أخرى، مؤكدا أنه يسجل بكل قوة وحسم رفضه الشديد ما يحاك لهذه المؤسسة العريقة التى حملت لواء الإسلام منذ ألف عام وخمسين ولا تزال الحارس الواعى لحمى الشريعة الغراء.
وأضاف العوارى أن هذه القنوات أبواق لأعداء الأمة والوطن من انتقادات لشيوخ الأزهر ورموزه وهى حملة منظمة كردة فعل لما يرى هؤلاء من شموخ علمائه وسطوع شموسهم الباهرة وهيبتهم فى الدفاع عن ثوابت الدين الحنيف ودفاعهم عن رموز الإسلام الأجلاء من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعين لهم وأئمة الإسلام كالبخارى وغيره ممن نالتهم سهام هؤلاء وسلقتهم ألسنتهم، مشددا على وجوب قيام العلماء بالأزهر الشريف بالدفاع عن شيخه الجليل والدفاع عن المقدسات الإسلامية ونصرة المظلوم ومد يد العون لكل محتاج فى العالم والأقليات المسلمة المضطهدة.
أما الشيخ نشأت زارع، إمام بالأوقاف، فقال فى رأيى مخالف إن المتآمرين على السنة هم من يرفضون تنقية كتب التراث ما يسيء للنبى محمد صلى الله علية وسلم، موضحا أن كتب التراث فيها إساءات للإسلام وداعش طبقت ما فيها بالحرف وسوف تبقى داعش ما لم يتم تنقية التراث، مضيفاً أنه ستخرج كل يوم داعش جديدة لان داعش ليست جماعة متخلفة فى العراق وسوريا فحسب بل داعش موجودة هنا وفى كل مكان، وأى جماعة تتبنى العنف وتطبيق منهجها بالقوة وترفض الاخر وتتبنى قتل المخالفين سياسيا أو فكريا أو عقائديا فهم دواعش وخوارج.
من جانبهم رد إسلام بحيري، الباحث الإسلامي، على منتقدى رأيه قائلاً: إن المواطنين أصبحوا يدركون أن أصحاب الكتب الدينية والتراث وضعها بشر، ويمكن أن يتم نقدها، موضحا أن الأزهر يهاجمنى أنا والدكتور سعد الدين الهلالى دون أن يناقشنا، كما انهم ينتصرون لكتب التراث القديم ، ولم يعلموا أننا يمكن أن نضع كتبا جديدة بمفاهيم جديدة دون التغيير فى الثوابت، منوها: «أنا أتكلم عن الكتب الدينية التى رسخت لمفاهيم العنف، والقتل، وقهر المرأة، ومفاهيم قديمة معقدة، وما أطالبه تصحيح المفاهيم، وإظهار كتب دينية جديدة.
وأوضح الدكتور حسين مجاهد، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف أن الأزهر الشريف فكره وسطي، يرفض التشكيك فى العقول، موضحا أن الكتاب والسنة لا إفراط فيه ولا تفريط، فالإسلام المعتدل هو الذى يفهم النص والواقع من الكتاب والسنة ويفسر النص حسب الواقع الذى نعيش فيه ،مطالباً حرص العلماء على عدم الخروج بأحاديث تحدث بلبلة وتصادم مع الواقع.
وخرج مؤخراً الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقة المقارن فى جامعة الأزهر الشريف، قائلاً: إن التوحيد لله فقط دون النبى محمد صلى الله علية وسلم يكفى للإسلام الأمر الذى انتقده الأزهر تماماً.
فيما أعلن رؤساء الأزهر الشريف وعلماؤه ما تناقلته وسائلُ الإعلام فى الآونة الأخيرة من تصريحاتِ سعد الدين الهلالى التى قال فيها فيها: «أنَّ المسلم هو مَن سالَم، وليس مَن نطق بالشهادتين، بل لو نطَق شهادة لا إله إلا الله فقط صار فى زَعمِه – مسلمًا، ناسبًا ذلك إلى بعض أهل العلم».
وأضاف الأزهر فى رده بخصوص تصريحات سعد الدين الهلالى حول زعم أن المسلم من ينطق الشهادتين فقط، موضحاً أنه يُنبِئ عن فكرٍ منحرفٍ فيه مخالفةٌ جريئةٌ للنصوص الصريحة من الكتاب والسُّنَّة؛ ففى القرآن الكريم آياتٌ كثيرةٌ تدلُّ دلالةً صريحةً على أنَّ الشهادتين وهما «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله» هما ركنُ الإسلام الأوَّل، الذى هو رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبدون الإقرار بهاتين الشهادتين معًا لا يكون الإنسان مسلمًا مؤمنًا بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ورسالته.
وحذر الأزهرُ المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربِها من الانسِياقِ إلى مثل هذه الأفكار الضالَّة المُنحرِفة، والتى لا تصحُّ نسبتُها إلى الثقات من أهل العلم ولا التعويل عليها، والأزهر إذ يَتبرَّأ من هذه الأفكار الشاذة فإنَّه يُشدِّد على عدم الانخداع بها، ويُوصِى بعدم الالتفات إليها.