الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاستهزاء لـ«فيتو وصاحبها».. والعزة لـ«النبى محمد» (1-2)

الاستهزاء لـ«فيتو وصاحبها».. والعزة لـ«النبى محمد» (1-2)
الاستهزاء لـ«فيتو وصاحبها».. والعزة لـ«النبى محمد» (1-2)




أشرف بدر

نهاية عام، وحلول عام جديد، مسألة رقمية لا تغيّر شيئاً من واقع وحال الشعوب أو الطبيعة فى أىّ مكان أو زمان.. لكن المعنى المهم فى هذا التحوّل الزمنى الرقمى هو المراجعة المطلوبة من الأفراد والجماعات والأوطان لأوضاعهم ولأعمالهم بغاية التقييم والتقويم لها، فهى مناسبة لما يسمّى بـ«وقفة مع النفس» من أجل محاسبتها، وهى التى أسماها القرآن الكريم بـ«النّفس اللوامة».
ومع تعاقب السنين.. سيظل الصراع بين الحق والباطل سُنَّة جارية إلى يوم القيامة، وكما كانت الافتراءات قديمًا فهى تُثار حديثًا، والإساءات لا تنقطع ولن تنقطع، وما يعقلها إلا العالمون، وما يذكر إلا أولو الألباب، ولعل فى هذه الإساءات والافتراءات ما يلفتنا إلى جوانب عدة فى الهجمات المنظمة من قبل أعداء الإسلام والعرب للنيل من ديننا وعظمة نبينا، وآخرها «الصورة الوضيعة» للنبى محمد صلى الله عليه وسلم التى نشرتها صحيفة «فيتو» التى يمولها أحد رجال الأعمال المعروف بعدائه الواضح للإسلام، وسبق له أن نشر رسوما للشخصيات الكرتونية الشهيرة، ميكى ماوس وزوجته مينى بلحية ونقاب، فى تشبيه للسلفى الملتحي، وزوجته المنتقبة، على صفحته بموقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى، ومن قبله كان قد هاجم الحجاب وسخر منه، وناصب العداء الشديد للمادة الثانية فى الدستور، علاوة على تجميعه لمن يسمون أنفسهم بـ«المثقفين المستنيرين» فى قنواته للنيل من الإسلاميين.
أعلم يقينا أن ثقافة الانفعال التى يتمخض عنها التصرفات الطائشة فى مواجهة هؤلاء الذين يسيئون إلى مقدساتنا، لا تجدى فى عالم لا يحترم الأديان، بقدر احترامه حرية التعبير إلى حد القداسة، رغم أن الكثير منهم لا يعمل بها، ولهذا لابد من أن نضع أيادينا على مفاتيح الحل لهذا اللغز الذى يطل برأسه القبيحة كل فترة، ويتزامن معظمها مع مولد خير البشرية وسيد ولد آدم النبى الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام.
وأرى أن التحرك الاسلامى والعربى المطلوب فى هذا الوقت هو السعى لاستصدار قرار دولى يجرم الإساءة إلى الإسلام ونبى الإسلام، على غرار ما قامت به المؤسسات الصهيونية فى استصدار قرار دولى يجرم معاداة السامية فى أوروبا وأمريكا.
كما أن المؤسسات الإسلامية مدعوة هى الأخرى إلى بذل جهد مماثل لإقناع العالم بإصدار قوانين تفرق بين حرية التعبير المكفولة دستوريا وبين الإساءة للأديان، وهذا يعنى أننا بحاجة إلى «لوبى إسلامى قوى» - كما يقول الدكتور محمد أبوداود الأستاذ بجامعة الأزهر- يكثف جهوده عدة سنوات لتحقيق هذا الغرض، فنحن لا نقبل الإساءة إلى أى دين وإن كان غير الإسلام.
أما عن الصورة التى نشرتها «فيتو» وهى من بدع «الشيعة» فيكفى الرد عليها بما ورد عن أن كثيراً من الصحابة ماتوا ولم يستطيعوا أن يتطلَّعوا فى وجهه الشريف، هيبة وحياء منه صلى الله عليه وسلم فقد كان وجهه يأخذ بالأبصار، ويذكر أن سيدنا عمرو بن العاص عند موته، كان يبكى.. فقال له ابنه: لماذا أنت خائف ألا يكفيك أنك رأيت رسول الله؟
فقال له: يا بنى لقد عشت ما عشت، وما استطعت أن أملأ عينى من وجه رسول الله حياء منه، فقد كان الذى يراه من أول مرة يرتعش ويرتعد من هيبته، وهو ما اكد عليه عليٌ بن ابى طالب وهو يصفه قال: «مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ».
وذهبت سيدة لتزوره صلوات الله وسلامه عليه وتسأله فعندما رأته، وقعت على الأرض، وحدثت لها رعدة، فهدأها وقال لها الرسول «هَوْنِى عَليْكِ فَإنْمَا أنَا ابْنُ امْرَأةٍ مِنْ قُرَيْش، كَانَتْ تأكُلُ الْقَدِيدَ»
وكانت هذه الهيبة تعترى حتى صناديد أهل الكفر، فعندما ذهب رجل إلى مكة، وكان تاجرا فأخذ منه أبوجهل تجارته ولم يعطه ثمنها، فذهب للكفار وهم حول الكعبة، وقال لهم: من الذى يأتينى بحقى من أبى جهل؟
فأرادوا أن يستهزئوا به فدلُّوه على النبى، فذهب له وبعد انتهائه من صلاته قال له: أريد أن تأتى لى بحقِّى، قال له النبى: ماذا تريد؟، قال له: أبوجهل أخذ تجارتى ولم يعطنى حقِّى فقال له النبى: تعالَ معى، وهم يمشون خلفهم لينظروا إلى هذا الموقف لأن أبا جهل ألد أعدائه، وهو الذى يؤلب عليه الأعداء، فذهب إليه، ودقَّ الباب، قال: من؟
قال: محمد. فإذا بأبى جهل يخرج مرتعدا، ليقول له: ماذا تريد؟
فقال له صلى الله عليه وسلم: أعط هذا الرجل حقَّه، فأجابه على الفور: انتظر حتى أحضر له حقَّه، ودخل الدار، وجاء بحقِّه فورا، فتعجبوا وانتظروا حتى مشى رسول الله والرجل الذى معه، وقالوا لأبى جهل: ما هذا الذى رأيناه منك الآن؟
ولم يدركوا أو يعرفوا أنها هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى كساها له الله، فمن أين إذن تأتى الجرأة لتصوير النبى، أو حتى تشبيهه؟
وأخيرا إن إثارة الشبهات والإساءات إلى رسول الله التى كفاه الله اياها «إنا كفيناك المستهزئين» فرصة للحديث عنه وبيان فضله وعظيم أخلاقه وسماحته ورحمته خاصة فى ذكرى مولده .
ولصاحب الجريدة ورئيس تحريرها نقول: ما يبلغ الأعداءُ من جاهلٍ * ما يبلغ الجاهلُ من نفسهِ.!!