الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشاشات المصرية فى عيد الميلاد.. توتر وفرح واستدراك

الشاشات المصرية فى عيد  الميلاد.. توتر وفرح واستدراك
الشاشات المصرية فى عيد الميلاد.. توتر وفرح واستدراك




يأتى قداس عيد الميلاد المجيد لينهى يومًا شديد البرودة، شديد التوتر بعد استشهاد جنديين أثناء حراسة كنيسة مصرية فى المنيا، واستشهاد الرائد ضياء وهو يحاول تفكيك عبوة ناسفة بالطالبية فى شارع الأهرام بالجيزة، وهى مسألة فشل أعداء الحياة فى تفجيرها فى مصر استهدافًا لصراع المسلمين والمسحيين، وهو الأمر الذى تم التمهيد له خلال الأيام الماضية بخطف سبعة من المصريين المسيحيين فى سرت بليبيا بمعرفة ميليشيات مسلحة أرادت عبر الإرهاب إحراج النظام المصرى وتأجيج توتر إسلامى – مسيحى غير قابل للحدوث فى مصر، وهو الأمر الذى تم التركيز عليه فى الفضائيات المصرية بصورة واضحة ومكثفة مما يعطى شعورًا بأهمية الاختطاف لدى الجماعة الإرهابية، وإن عكس بشكل إيجابى الاهتمام المصرى بحماية المغتربين المصريين. ومن البرامج التى ركزت بمبالغة واضحة على تلك القضية على أهميتها، برنامجى محمد شردى 90 دقيقة وأحمد موسى على مسئوليتي، وحقيقة الأمر أن مسألة شديدة الحساسية على هذا النحو يأتى كثرة ترديدها فى الداخل المصري، رغم حدوثها خارج الحدود لإشاعة الكآبة فى أعياد الميلاد المصرية وهو هدف التمييز الذى مارسه الخاطف الإرهابى فى ليبيا لاختيار ضحاياه من أهل الديانة المسيحية تمييزًا لهم عن باقى المصريين هناك. ولهذا وجب الانتباه عند التركيز على تلك القضايا، حرصًا على الرشاد وإحباط أهداف أعداء الحياة، جدير بالذكر أن المأساة الحقيقية تكمن فى وجود 800 ألف مصرى يعمل رغم كل الأحوال اليومية الملتهبة هناك، لأن البسطاء من أبناء مصر خاصة فى صعيدها يفضلون العمل عن البقاء فريسة للبطالة رغم الأمان فى بلدهم، ورغم كل تلك التحذيرات ومساعدات الإجلاء السابقة للمصريين من ليبيا، ما زال هناك من يعد العدة للرحيل للعمل هناك، ومصر لا تملك الإجلاء القسرى للمصريين من ليبيا، ولذلك فالقضية التى أدعو الإعلام الفضائى والدولة معًا لتبيذها وهى محاولة استعادة المصريين الاختيارية هناك عبر توفر فرص عمل مناسبة ومماثلة لما يقومون به من أعمال، تلك فى تقديرى هى القضية الأهم لمناشدة الدولة والعاملين هناك فى ليبيا لإنهاء هذا الابتزاز السياسى والإنسانى ومحاولة التمييز الضالة شديدة الخسة عبر اختطاف الغرباء المسيحيين المصريين المسافرين وهم فى مرتبة الضيوف المعتادين على كرم وسماحة الأشقاء الليبيين.
ولقد بدأت تلك القضية تخفت لتضع عددًا من الشاشات المصرية المقطع المصور لاستشهاد الرائد ضياء رحمه الله والقنبلة المنفجرة بشكل متكرر لساعات طويلة مما يؤدى لإشاعة التوتر وتأكيد الألم وإن كان ذلك يدين الإرهاب الأسود ويؤكد للمصريين عمق التحدى الذى تعيشه، فمن ناحية أخرى هو أمر شديد الإيلام لأسرة الشهيد، كما حسنًا أشار تامر أمين فى برنامجه (من الآخر)، مشيرًا إلى ضرورة مراعاة مشاعر أهل الفقيد وعدم إشاعة الكآبة، كما أشاد مذكرًا بموقف البابا تواضروس عندما قال إن مصلحة مصر أهم من مصلحة أقباط مصر، ها هو قداس الميلاد وترانيمه تعلو فى كنائس مصر، ويأتى حضور الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى فى قداس الكاتدرائية بالعباسية كما أشار عمرو أديب فى برنامج (القاهرة اليوم) كأول رئيس مصرى يحضر هذا الاحتفال، إذ زار الزعيم الراحل الكاتدرائية وكذلك فعل الرئيس الراحل أنور السادات، أما حضور القداس فى تلك الساعة المتأخرة فهو الأمر الذى حرص عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى رغم مشقة عودته من رحلة الكويت الشقيق، ليؤكد ويعزز مفهوم المواطنة المصرية، وليخفض من توتر وبرودة ذلك اليوم الطويل، ولتصبح كنائس مصر فى كل مكان مهللة ولد المسيح عليه السلام، وها هى أصوات من الإعلام تتوخى الحذر وتطالب بالابتعاد عن المبالغة، وها هى مصر الجميلة المتسامحة تتبادل التهانى بالأعياد بمولد محمد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبمولد عيسى عليه السلام، رغم كل محاولات أبناء الظلام والخسة والكراهية لبعث الخوف، لأن مصر ستظل عصية على مثل تلك الفتن الصغيرة، أما أهلنا فى ليبيا فلن ننساكم ولشهداء مصر الدعاء بالقبول عند المولى عز وجل فى فسيح جناته، وكل عام ومصر وأنتم بخير.