الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفراعنة» يهزمون البرد بــ «دفء العائلة»

«الفراعنة» يهزمون البرد بــ «دفء العائلة»
«الفراعنة» يهزمون البرد بــ «دفء العائلة»




نشهد حاليا موجة «صقيع» شديدة تستمر عدة أيام حسب تصريحات خبراء الطقس، وتتميز  تلك الموجة بشدة الرياح وانخفاض شديد فى درجات الحرارة وتتابع العواصف الترابية التى تجعل الرؤية ضبابية بالشوارع ونتيجة للحالة الجوية السيئة أصبحت صحة المواطنين مهددة  وأصبحوا معرضين للعديد من الأمراض الموسمية وتوابعها.
قال الدكتور مدحت قنديل مدير الطب الوقائى: إن سبب هذة الموجة الباردة شدة الرياح التى تشهدها الشوارع، بالإضافة إلى العواصف الترابية، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لتجنب تاثيرات هذه الموجة التدفئة التامة ومحاولة إلقاء فى المنزل،  وأضاف ان افضل شىء لحماية الأطفال والمسنين هو البقاء فى المنزل ، وأشار إلى خطورة وجود الطيور فى البيوت ويجب   على المواطنين تجنب التعامل معها خلال تلك الفترة  وفى حالة ضرورة التعامل يجب ارتداء «الماسك» الخاص بالأنف لتجنب الإصابة بأى  عدوى، كما يجب عليهم الاهتمام  بالنظافة وتهوية المنزل لان الهواء البارد فى هذا الجو ينقل الأمراض بسهولة من شخص لآخر.
واشار قنديل إلى أن الوزارة تقوم حاليا بعمل إرشادات إعلامية للتوعية الصحية للمواطن، بجانب الارشادات الشخصية التى يجب ان يعتمد عليها الفرد بين الحين والآخر فى ظل هذه التقلبات الجوية، كما يجب شرب الماء جيدا قبل النزول حتى يتأقلم الجسم  مع حالة الجو، وضرورة  ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة حتى يحصل الجسد على التدفئة.
وعن موجة الصقيع التى يشهدها الشارع قال علاء السيد وكيل وزارة الصحة للطب الوقائى ان هذا الطقس ادى الى اصابة معظم المواطنين بحالة من الخمول والكسل أدت إلى عدم قدرتهم عن ممارسة اشغالهم وحياتهم اليومية، وذلك بسبب انخفاض  درجات الحرارة بشكل كبير حتى وصلت فى بعض الأحيان إلى 5 درجات مئوية ، متوقعا ان تصل درجات الحرارة الى صفر مئوية فى بعض الأماكن، مضيفا أن حالة الطقس .
وأشار الى ان المواطنين فى هذا الطقس يحتاج رعاية تامة من قبل المواطنين والحرص على عدم تعرضهم للهواء خاصة الأطفال فالملابس الكثيرة ليست شرطا كافيا لتجنب الصقيع، مضيفا ان الطفل اكثر عرضه للتعرض للامراض نتيجة  الاحتكاك بزملائه داخل الفصول.
وأضاف السيد أن هناك الكثير يستخدمون الدفايات كوسيلة للتدفئة داخل المنزل لكنهم لا يعرفون خطورتها لأنها تسحب الأكسجين وتسبب لهم حالة من الاختناق الشديد، كما يجب عدم خلع الملابس دفعة واحدة ويجب أن ننتظر حتى يهدأ الجسم وفور خلع الملابس نرتدى ملابس غيرها على الفور حتى لا يتعرض الجسم للبرودة.
وبالنسبة للمواطنين فى الارياف يقول السيد أنه أهل الريف مازالوا يعتمدون على  الفحم والحطب كوسيلة للتدفئة والذى يساعد من وجهة نظرهم على تجنب البرد لان بعضهم لايملك إمكانية الاعتماد على الدفايات الكهربية.
من جانبه أضاف الدكتور مجدى كامل مسيحه استشارى أطفال أنه  يجب الاعتماد على المشروبات الساخنة والتقليل من المشروبات الغازية التى تصيب الجسم بـ«البرد» و«الإرهاق» إذ تسحب من قوة العظام.
وشدد  كامل على ضرورة اتباع إجراءات معينة عند استعمال وسائل التدفئة وذلك للحفاظ على الصحة، كما يجب إغلاق الغرفة بكاملها والحرص على تهوئة الغرف عند التدفئة حتى يتجدد الاكسجين وتكون عملية التنفس لديهم سهلة.
ويوصى الدكتور حنا صابر استشارى اطفال بطب القصر العينى المواطنين بعدم ترك النوافذ مفتوحة بالمنازل إذ  من الممكن ان تؤثر على اصحاب المنزل.
مشيرًا إلى أنه يجب الحفاظ على الصحة جيدا وتجنب الامراض المنتشرة كالأنفلونزا الموسمية والعادية وانفلونزا الطيور التى من الممكن أن تنتشر بشكل كبير خلال هذه الأيام والحصبة والغدة النكافية وغيرها من الأمراض الفيروسية المعدية، كما يجب على وزارة الصحة عمل حملة إعلامية للتحذير من موجة الصقيع هذه والتى من الممكن ان تؤدى لعوامل سلبية كثيرة وذلك من خلال الاعلام المرئى والمسموع حتى يأخذ المواطن حذره جيدًا، مضيفا أن نشاط الرياح يؤدى إلى مزيد من الإحساس ببرودة الطقس، فبعض الأسر حاليا عزفت عن إرسال أبنائها إلى المدارس بسبب هذه الموجة، ولذلك يجب اتباع الإرشادات الصحية المذكوره  حتى يتجنبوا هذا الطقس السيئ من خلال ارتداء الملابس الثقيلة وشرب السوائل الساخنة بكثرة وشرب الماء أيضا لأنها تشعر الجسم بالراحة خاصة أن الجسم يحتاج فى هذا الفصل الكثير من الماء وعدم جفافه ومراعاة المناعة الضعيفة التى لا تتحمل شدة البرودة بمعالجتها جيدًا وتجنب الامراض المعدية، لأن هذا الطقس من السهل ان ينقل الأمراض من شخص لاخر .
وفى نفس السياق يقول حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة إن الوزارة تقوم حاليا بنشر سيارات الإسعاف بجميع الشوارع والمناطق الصحراوية والزراعية لأن هذا الطقس يؤدى غالبا الى تكاثر السحب وإحداث «الشبورة» على الطرق مما يؤدى إلى الكثير من حوادث الطرق، بالإضافة الى تزويد المستشفيات بـ«البطاطين» وامدادها بوسائل التدفئة حتى يتجنب المرضى شدة هذه الموجة ، مشيرا الى أنه يجب على المرضى أن يتفاعلوا مع هذه الوسائل حتى يتجنبوا هذا الطقس.
ويضيف عبد الغفار ان الوزارة تعمل على حملات التوعية التى تنشر فى جميع الشوارع سواء كانت اشخاصا أو بوسترات حتى يراها المارة ويعملون بها لأن الإرشادات الإعلامية ليست كافية فقط، هذا بجانب استعدادات الوزارة لتفادى موجة الصقيع على مدار الأيام القادمة والتى من الممكن أن تزيد للأسوأ من شدة الرياح والعواصف الترابية التى يشهدها الشارع المصرى، فيجب على المواطنين عمل التدابير اللازمة لمنع وصول البرد اليهم وتجنب الأمراض المعدية التى من المتوقع أن تزيد خلال هذه الأيام.
ويركز الدكتور نبيل فؤاد استشارى أمراض عصبية أن موجة الصقيع إذا أهملت من قبل الشخص تؤدى الى التهاب الأعصاب وإصابة الوجه بشلل أو مرض «العصب السابع» حيث توجد عدة أسباب تفسر حدوث هذا المرض من ضمنها تعرض الشخص مفاجئ فى درجة الحرارة، كما أن بعض الإصابات الفيروسية فى العصب السابع قد تؤدى إلى الشلل وهى أكثر حدوثا فى فصل الشتاء وتكون متزامنة مع نزلات البرد والأنفلونزا، مشيرا إلى أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بشلل العصب السابع كمرضى الضغط والسكرى والأمراض الرئوية المزمنة، بالإضافة إلى كبار السن والمرضى الذين يتناولون الكورتيزون ومثبطات المناعة والأدوية المضادة للأورام. وأوضح فؤاد أن أعراض شلل العصب السابع تظهر فى شكل ضعف أو شلل مفاجئ فى جانب واحد من جانبى الوجه ليصعب بعدها على المصاب إغلاق العين أو أداء تعابير الوجه كالابتسام والعبوس، كما يشعر المصاب بشد فى الوجه من جهة واحدة وألم حول الأذن من الأمام أو الخلف فى الجهة المصابة، ويصاحب هذه الأعراض صداع وفقدان حاسة التذوق فى الطرف الأمامى من اللسان.
وطالب فؤاد الشخص المعرض لهذه الأمراض باتباع الحذر خلال فترة الموجة الباردة القادمة من خلال عدم الانتقال من الأماكن الدافئة إلى الأماكن الباردة بشكل مفاجئ وبالعكس، وأهمية الوقاية عن طريق اللقاحات المضادة للأنفلونزا، وتأمين ظروف بيئية وصحية مع التهوية الجيدة داخل المنزل، كما نصح باتباع نظام غذائى جيد وسليم وضبط نسبة السكر وانتظام الحمية الغذائية لمرضى السكرى مع ممارسة الرياضة والإكثار من تناول الفواكه والعصائر الطازجة والخضار والمشروبات الدافئة، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأماكن المزدحمة وأماكن انتشار الأوبئة.
وأضاف إيهاب شريف عميد كلية الطب بجامعة حلوان أنه يجب اتباع أساليب الحيطة والحذر من الموجات الباردة التى تضرب البلاد فى مثل هذا التوقيت من العام من خلال التدفئة الجيدة، وعدم التعرض لهذه التيارات الشديدة البرودة، لأن بعض الأمراض تظهر عيوبها فى الشتاء والذى يظهر معه مشكلة التغذية، مشيرا إلى أن الدولة ممثلة بوزارة الصحة تقوم بتطعيم الأطفال وتحصينهم ضد الأمراض القاتلة خاصة فى هذا الفصل والموجة الباردة ، فهم بحاجة لاهتمام الأسرة والمدرسة والإعلام بمخاطر البرد لأن الالتهابات الصدرية التى تزيد فى هذا الطقس اذا أهملت يمكن أن تتحول إلى التهاب رئوى أو ربو مزمن.
ويتحدث شريف عن مدى خطورة هذا الطقس على الأطفال بأنه يجب على الأسرة عزل أطفالهم المصابين بالزكام عن الآخرين منعا للعدوى وتدفئتهم جيدا حتى يتجنبوا الأمراض الشتوية التى تؤدى إلى ضعف مناعتهم وعدم قدرتهم على اكتساب المناعة القوية.