الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قانون التظاهر.. وسياسة «سوسن»!

قانون التظاهر.. وسياسة «سوسن»!
قانون التظاهر.. وسياسة «سوسن»!




وليد طوغان

قبل أيام أحالت محكمة بالشرقية 400 إخوانى لدوائر الإرهاب الجديدة.. التهمة التظاهر والتجمهر بدون ترخيص.. يعنى اختراق قانون التظاهر.
لاقى القرار استحسانا بين محسوبين على «شباب يناير» وبعض شباب الاحزاب الجديدة. أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعى.. زغردوا للحكم كما فى فرح بلدى. قالوا: الإخوان يستاهلوا.. والإخوان يستاهلوا فعلا.
الحكم صحيح فى الجون.. هى العدالة التى نريدها.. أحكام ناجزة.. وقرارات قاطعة.. لا تهاون ولا تساهل ولا مواءمات.. لكن الملاحظة أن كثيرا من الذين أيدوا إحالة الإخوان لدوائر الإرهاب بتهمة اختراق قانون التظاهر.. استغلوا المناسبة وجددوا مطالباتهم بإطلاق «شباب ثورة» يحاكمون أيضا فى «التجمهر دون ترخيص المخالفة لقانون التظاهر»!!
اسمه إيه ده؟ تقول عليه ايه؟
تقدر تقول: «خيار وفاقوس سياسى».. مراهقة من نوع غريب.. تستطيع تسميتها انتقائية مصيبة لو ترسخت فى ذهن أوساط سياسية.. وشبابية تشكل بعضها جزءًا من الرأى هنا.. وأجزاء من رأى هناك، فى ظروف لم يعد ينفع معها «رفاهيات الاختلافات غير المنطقية على المبادئ».
صحيح الإخوان يستاهلوا.. لكن هناك من يستاهلوا المحاكمات أيضا على الجانب الآخر.. هناك من يستاهلوا رغم أنهم ليسوا إخوان.. يستاهلوا لافتئاتهم بمسالك وافكار ضد النظام ..ضد مفهوم الدولة.. يستاهلوا لاعتقادهم حتى الآن أن على «رءوسهم ريشة».. بينما الأصح أن على رءوسهم طيراً.. أغشيناهم فهم لا يبصرون.
ماذا ينقصنا فى دولة ما بعد يونيو؟
ينقصنا اعتبارات واحدة.. ومبادئ واحدة.. لا يصح الا الصحيح.. لو التوى المنطق ضعنا.. لو تنوعت المفاهيم حسب «الهوى والكيف» باظت.. لو ختمناها كده لانتهى بنا الطريق سريعا إلى «ستين داهية».
ينقص بعضنا فى ما بعد 30 يونيو اعتبار غطاء اجتماعى وقانونى واحد للأحداث.. ولتفسيرات الوقائع.. وتعليل السلوكيات. غطاء اجتماعى واحد للإخوان ولغير الإخوان.. مفهوم سياسى واحد لا يمنح صكوك غفران سياسى لعلاء عبدالفتاح بين مناصريه باعتباره «حامل لواء الحريات»، بينما يجرمون شباب الإخوان على نفس مسالك علاء!
بعد قرار محكمة الشرقية أشعل أنصار علاء نار التأييد لمحاكمة الإخوان فى اختراق «قانون التظاهر».. فى الوقت نفسه جددوا المطالبات بالافراج عن علاء!
واحد منهم وصف نظام 30 يونيو فى مقال كتبه قبل يومين بالنظام الخشب.. نفس ما يمارسه الإخوان من أحكام.. لا يعتد الإخوان بالظهير الشعبى لـ 30 يونيو.. تماما كما لا يصدق صاحب وصف «النظام الخشب» التأييد الواسع لـ 30 يونيو.
أهم ما ينقصنا فيما بعد 30 يونيو هو حل معادلاتنا بمعايير واحدة ومفاهيم مستقرة.. مثلا ما هو السبيل لحلول سهلة لظاهرة ينحاز بموجبها حزبيان لضرورة الافراج عمن يسمونهم «متظاهرى التظاهر» من تيار الثورة.. والغاء القانون، فى الوقت نفسه يؤيدون إحالة الإخوان إلى دوائر الارهاب لاختراقهم «قانون التظاهر»!!
أزمة كبيرة لو تعلمون. المنطق معيوب لو تلاحظون.. سهل مع تلك المقدمات التكهن بنتائج غير منطقية.. لأن المدخلات «معيوبة أيضا».
طيب.. شباب الإخوان ضد الدولة وضد 30 يونيو وارادة أغلب المصريين فى 30 يونيو والرئيس المنتخب بعد 30 يونيو.. فى الوقت نفسه بعض المحسوبين على تيار يناير هم أيضًا ضد الدولة وضد 30 يونيو وارادة أغلب المصريين فى 30 يونيو والرئيس المنتخب بعد 30 يونيو.
يعنى الضرر واحد.. والأزمة واحدة.
تأييد التعامل بحسم القانون مع هؤلاء.. ثم المطالبة باطلاق هؤلاء «منطق حليمة».. سياسة «سوسن».
يعنى إيه سياسة سوسن؟ يعنى معايير مقلوبة.. مفاهيم مغلوطة خطير أن تصدر عن ساسة ورؤساء أحزاب وحقوقيين ورءوس منظمات مجتمع مدنى.
أهم موقدات يناير كان «الاعتدال».. جاءت 30 يونيو لترسيخ سياسة الاعتدال والنظر للإمام بـ«طبة» ميزان واحدة.. تعدد «طبات» الميزان صورة من صور نضال «الخيار والفاقوس».
فى آخر جلسات محاكمته فى اختراق قانون التظاهر سب أحمد دومة الدولة والمحكمة والمؤسسة العسكرية.. قال إن القضاة مسيسون.. وصف أحكامهم بالسابقة التجهيز.. حبسته المحكمة لإهانتها عامًا.. هب رؤساء أحزاب الثورة دفاعا عن «دومة».. جددوا مطالبهم بالافراج عنه.. وقتها. مطالبتهم بالافراج عنه قائمة بنفس القوة حتى الآن باسم الحريات.. طب ده كلام؟؟