الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف تعبد الله ليل نهار؟




عصفت بعض المُسمَّيات التى أطلقها الفقه القديم بفكر الأمَّة، فلا تكاد تسمع كلمة إلا وتجد تداعيات معناها المستمد من الفقه القديم، وقد امتزج بفكر الأمَّة، ثم توقَّف الفكر عند ذلك المعنى، وكأنه شبحٌ التهم فكر الأمَّة.
 
ولقد كانوا قديمًا يُطلقون الألفاظ بلا حساب للأمر من كافة جوانبه، وأضرب لذلك مثلاً، فقد أطلقوا كلمة (غزوة)على السرايا الحربية التى كانت تضُم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجالها، ولم يُدركوا أن الغزو يعنى العدوان، وأن النبى ما قاتل عدوانًا قط، لكنه قاتل دفاعًا فقط، وقاموا بتسمية دفاع أهل الإسلام عن الإسلام (فتوحات) فلا عجب أن ينعتنا الآخرون بأن الإسلام انتشر بالسيف.
 
من ضمن تلك الألفاظ التى تمكّنت من الأمَّة لفظ ( عبادة) فلقد كرّس الفقه القديم هذا اللفظ وحصر استخداماته ومعانيه فيما يقوم به الفرد المسلم من صلاة وصوم وحج وزكاة ودعاء ونوافل من نوعها، بل لقد عيّنوا لفظًا آخر لباقى مقتضيات الحياة فأسموه (معاملات)؛ وصارت الكتب تُطبَع فهذا فى فقه العبادات، وذاك فى فقه المعاملات، حتى رسب فى قاع فكر المسلمين أن العبادة هى الصلاة والزكاة والصوم والحج ، أما باقى الأمور فهى من المعاملات، فكان أن صُدم العالم الإسلامى حين قرأ قوله تعالى:- {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56؛ وتساءلوا كيف يظل العبد منذ أن خلقه الله إلى أن يموت منكبًا على الصلوات والابتهالات ليلا ونهارًا!!، وساعد فى هذا المفهوم مراجع من الماضي، يُعظّمها علماء أسرى لفكر الماضي، وهى تُكرّس العبادة بمفهومها المنحرف الذى ذكرناه، وتجد الذى اعتدل منهم إلى حد ما يفسّر معنى كلمة ( إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الواردة فى الآية على أنها إلا ليقروا بعبادتي، ومنهم من قال بأنها تعنى أن العباد جميعًا مُهيَّأون للعبادة فى خلقتهم، فهم يستطيعون القيام بها وبتكاليفها، ومنهم من قال ( إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) أى إلا ليعرفون.
 
وحين انفصل معنى العبادة عن العمل أصبح المسلم فى حيرة من أمره، كيف تكون العبادة هى الهدف من وجوده فى الدنيا ؟، ومتى سيتزوج؟، ومتى سينجب؟، ومتى سيعمل؟، لهذا كان رد الفعل الطبيعى للمسلمين هو الإحباط، فرأيتهم يرددون فى إحباط ودون وعى عن حقيقة المعنى قول المولى عز وجل:- {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71 ؛ وهكذا لم يصبح لهم أمل فى دخول الجنَّة، ومنهم من كره الصلاة وتركها، لأنه لن يستطيع أن يصلى ليلاً ونهارًا، ومنهم من هجر تلاوة القرآن، وما ذلك إلا من جرَّاء المسميات فى عصور ما قبل نور الكهرباء، تلك العصور التى كانت فيها المعاملات فردية، بينما العبادات جماعية، وكان ما يعرضه الفقيه على الناس عبارة عن ذرّة من محيط ما يُعرض عليهم اليوم من علوم وفنون وفقه.
 
 لكن ما مفهوم العبادة ؟، وما معنى كلمة (إلا ليعبدون) ؟.
 
 لقد قام بعض علماء التنوير فى العصر الحديث بإصلاح ما هدمته معاول الفقه القديم عن معنى العبادة، فها هو الشيخ سيد قطب رحمه الله، ومع ما على الرجل من مآخذ فإن تفسيره لمعنى العبادة برّأ القرآن من المعانى القديمة غير المنضبطة، حيث يقول فى معنى الآية فى الجزء السادس من تفسيره فى ظلال القرآن ص 3387 ما يلي:-
 
 هذه الوظيفة المعينة التى تربط الجن والإنس بناموس الوجود، هى العبادة لله أو هى العبودية لله .. أن يكون هناك عبد ورب، عبدٌ يَعبُد، وربٌ يُعبَد، وأن تستقيم حياة العبد كلها على أساس هذا الاعتبار.
 
ومن ثم يبرز الجانب الآخر لتلك الحقيقة الضخمة، ويتبين أن مدلول العبادة لا بد أن يكون أوسع وأشمل من مجرد إقامة الشعائر، فالجن والإنس لا يقضون حياتهم فى إقامة الشعائر؛ والله لا يكلفهم هذا، وهو يكلفهم ألوانًا أخرى من النشاط تستغرق معظم حياتهم، وقد لا نعرف نحن ألوان النشاط التى يكلفها الجن؛ ولكننا نعرف حدود النشاط المطلوب من الإنسان، نعرفها من القرآن من قول الله تعالى:- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً ...}البقرة30 ؛ إذن فهى الخلافة فى الأرض عمل هذا الكائن الإنساني، وهى تقتضى ألوانًا من النشاط الحيوى فى عمارة الأرض، والتعرف إلى قواها وطاقاتها، وذخائرها ومكنوناتها، وتُحقق إرادة الله فى استخدامها وتنميتها وترقية الحياة فيها، كما تقضى الخلافة القيام على شريعة الله فى الأرض لتحقيق المنهج الإلهى الذى يتناسق مع الناموس الكونى العام.
 
ومن ثم يتجلى أن معنى العبادة التى هى غاية الوجود الإنساني، أو التى هى وظيفة الإنسان الأولى، أوسع وأشمل من مجرد الشعائر؛ وأن وظيفة الخلافة داخلة فى مدلول العبادة قطعًا، وأن حقيقة العبادة تتمثل إذن فى أمرين رئيسيين:-
 
الأول: هو استقرار معنى العبودية لله فى النفس، أى استقرار الشعور على أن هناك عبدًا وربًا - عبدًا يَعبد، وربًا يُعبد - وأن ليس وراء ذلك شيء؛ وأن ليس هناك إلا هذا الوضع وهذا الاعتبار فليس فى هذا الوجود إلا عابد ومعبود؛ و رب واحد والكل له عبيد.
 
والثاني: هو التوجه إلى الله بكل حركة فى الضمير، وكل حركة فى الجوارح، وكل حركة فى الحياة، والتَّوجه بها إلى الله خالصة، والتَّجرد من كل شعور آخر، ومن كل معنى غير معنى التعبد لله.
 
بهذا وذلك يتحقق معنى العبادة، ويصبح العمل كالشعائر، والشعائر كعمارة الأرض، وعمارة الأرض كالجهاد فى سبيل الله، والجهاد فى سبيل الله كالصبر على الشدائد والرِّضا بقدر الله .. كلها عبادة، وكلها تحقيق للوظيفة الأولى التى خلق الله الجن والإنس لها، وكلها خضوع للناموس العام الذى يتمثل فى عبودية كل شيء لله دون سواه.
 
عندئذ يعيش الإنسان فى هذه الأرض شاعرًا أنه هنا للقيام بوظيفة من قِِبَل الله تعالى، جاء لينهض بها فترة طاعة لله وعبادة له لا إرب له هو فيها، ولا غاية له من ورائها، إلا الطاعة.
 
الهـدف من العـبادة:
 
إن على أهل الإسلام واجبًا فى تحديد الهدف من عباداتهم، فإن قيمة العبادة تزداد بمعرفة الهدف يقينًا والوقوف على ثمرة العبادة، وهو أمر غير ذلك الذى انتهجه أهل الإسلام من قِيَم حسابية فى حساب الحسنات، وكأنهم ضمنوا قبول الرحمن لما يقومون به من عبادة وما يمارسونه من شعائر، حتى نشأ بينهم فقه الإهداء، فهذا يهدى والده حجّة، وذاك يهدى والدته عُمرة، وذاك يقرأ القرآن فى رمضان ابتغاء جزيل الثواب، وما كُلّ ذلك إلا من المعنى القديم لكلمة عبادة، ونسى الجميع قيمة الإخلاص، وقيمة التَّوبة، وقيمة الوقت، وقيمة الاستغفار، وكأنك إن عمدت إلى ميت لم يُصَلِّ فأهديته عُمرة أو حَجّة، تذهب بتصور باهت وفى غفلة من تكامل حقائق الإيمان والإسلام أن عمل الغير ينفع لمن لا نيّة له فى حج أو عمرة أو قراءة قرآن، وسوف نجد مع تطور المفاهيم والأزمان من يتوب بدلاً من أبيه، وهذا من انتشار فقه الأمس فى عقول السالكين فى تلك الدروب.
 
وعودة إلى منهاج تحصيل الثواب ومنهاج الهدف من العبادة، فلا شك أن العبادة التى تبرز أهدافها بوضوح للعابد أو مُقيم الشعيرة، أفضل من منهاج العبد الذى يتعامل مع الله بالقطعة، فهذه تعدل ثُلث القرآن، وتلك تُنجى من عذاب القبر، وهذه تمنع الفاقة.
 
 وكنتيجة للتعامل مع الله بالقطعة وبالمناسبة نجد دروب الناس وقد تفلَّتت منها العقائد، فتجد المرء اليوم بحال طيبة، وغدًا بحال خبيثة، واليوم هو يبر أُمَّه، وغداً يَعُقّها، وتراه يَصدُق ساعة، ويكذِب ساعة، هكذا بلا نهج أو منهج.
 
 إن العناية الإلهية لم تترك توضيح هدف العبادة هَملاً، والعبد الذى سيتعرف ويستهدف ذلك الهدف سيغنم بلا شك الثواب العددى الحسابى فضلا عن الرِّضا الإلهي.
 
 ومن هنا وجدت أن العمل بالأهداف النهائية خير من العمل بالأهداف الموضعية، فحين يقول تعالى:- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة21 ؛ فإننا نخلص من الآية إلى الهدف الذى يجب أن يسعى إليه العباد من عبادة الله، ألا وهو الوصول إلى درجة التقوى، فقد كان من الممكن أن يكون الخطاب للعباد أن يعبدوا ربهم للحصول على رضوان الله، أو للحصول على الثواب، لكن الله أرادها مسابقة من أجل الوصول إلى درجة التقوى، التى تتفاوت هى أيضا بين الناس، وهنا يكون التمايز فضلاً عن الميزة، فالميزة هى التقوى، والتمايز هو فى درجات التقوى، فهو إذًا استباق دائم من أجل أن يؤكِّد الله لنا أيُّنا أحسن عملا، فالله خلق الموت، وخلق الحياة، ليختبرنا أيُّنا أحسن عملا:- {الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2 ؛ والتقوى هى الالتزام بمنهاج الله فى أوامره ونواهيه، وهى اتّباع للنموذج البشرى الكامل محمد(صلى الله عليه وسلم).
 
وقد أجد تعريفًا منسوبًا لأحد الصالحين أنه قال عن التقوى إنها(الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل).
 
ومن الوصايا المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: [ اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ].
 
والتقوى هى أجمل لباس يتزين به العبد، لقوله تعالى:- {يَا بَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِى سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26.
 
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التُّقى ...
 
 تقلب عريانا وإن كان كاسيا
 
 وخير لباس المرء طاعة ربه...
 
ولا خير فيمن كان لله عاصيا
 
والتقوى هى أفضل زاد يتزود به العبد، حيث يقول تعالى:- {.... وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِى الأَلْبَابِ}البقرة197.
 
فإذا تمنهج الناس فى أمَّتنا الإسلامية بذلك المنهج الفكري، فإن الإخلاص سيحل محل الإهمال، وسيحل التّقدم محل التَّخلف، خاصة إذا ما علم العالمون أن أول مُراقب لجودة العمل هو الله، وذلك من قوله تعالى:- {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105 ؛ وذلك دون أى نقصان للفرائض التى يجب أن تُسمى باسمها وهو الشَّعائر وليس العبادات، فالمُصلِّى والمُزكِّي، والحاج، والصّائم، والمُسبّح، كلّ منهم يؤدى شعائر فرضية تعبدية، أما الزّارع، والصّانع والموظف والحرفى والكاتب إنما يؤدون أعمالاً فرضية تعبدية، ويشترط فى أصحاب الفئة الأولى والثانية أن تكون الشعيرة التعبدية أو الشعائر العملية مما يُبتغى به وجه الله، وأن يكون العمل مما يُرضى الله، فإذا ما مورست العبودية على هذا النحو فإن العبد سيجد أن محياه، ومماته، وصلاته، ونسكه لله رب العالمين، حيث يقول تعالى:- { قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِى لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ{163} الأنعام .
 
والمتدبِّر للآية السابقة يجد كلمة (وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) أى أن الله أمرنا بأن تكون الصلاة، والنُّسك، والحياة، والممات جميعا لوجهه ورضاه سبحانه وتعالى، ومع استمرار الحياة على هذا النَّهج فإن العبد حتما سيصل إلى درجة التَّقوى التى تجعله فى الآخرة من الفائزين، فالعبادة هى نِبرَاس وجذور التقوى، أما كثرة العبادة (أى الحياة فيما يرضى الله) وأن يقطع العبد كل الوقت عابدًا مخلصًا فهى المستهدف من يقظته ومنامه بل وحياته كُلها.
 
 والعمل الصالح هو الذى يُزكِّى الشعائر، بل إن الشعائر لا شيء إذا لم يسبقها ويتبعها عمل صالح، يُرضى الله عز وجل، لقوله تعالى:- {لاَّ خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }النساء114 ؛ وتكون الشعائر أيضًا وسيلة لصلاح الأعمال، وبخاصة شعيرة الصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهو ما سيرد فى حينه.
 
ولابد من أن يُعظِّم العبد الشعائر، حيث يقول تعالى:- {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32 ؛ وتعظيم الشعائر يكون بأدائها فى أول أوقاتها بكامل خشوعها وشروطها، وأن يبذل العبد كل الجهد فى إقامة الشعائر ودعوة الآخرين لأدائها على النحو المتقدم.
 
وأن يكون لأدائها ثمرة فى السلوكيات العملية للعبد، فالشعائر غِرَاس، والعمل قُطُوف الغٍراس، وشعائر الله منها ما هو فريضة لابد من أدائها، ومنها ما هو سُنَّة تُبرز مدى حُب العبد لطاعة ربِّه متأسيًا بنبيه صلى الله عليه وسلم، فكلما قويت شوكتك فى أداء سُنَنَ الشَّعائر كلما كنت من المُعظِّمين للشَّعائر، وفُزت بالتقوى.
 
فالعبادة وكثرتها على النحو المتقدم توصلك إلى درجة التقوى، والتقوى فى الدنيا لها أهميتها يوم الحشر، حيث يقول تعالى:- {..... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }البقرة203.
 
والتقوى هى خير زاد يتزود به المسافر إلى آخرته، حيث يقول تعالى:- {....وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِى الأَلْبَابِ}البقرة197.
 
والمتقون فى علِّيين يوم القيامة حيث يقول تعالى:- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً }النبأ31.
 
والتقوى هى مطلب الله والأنبياء من الناس، حيث يقول تعالى:-
 
{.. وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ....} النساء 131.
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ }الشعراء106.
 
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ }الشعراء124.
 
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ }الشعراء142.
 
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ }الشعراء161.
 
{ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ{123} إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ{124} الصافات.
 
{ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{10} قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ{11} الشعراء.
 
ولأن التقوى هى خير زاد يتزود به الناس لرحلة النهاية، لقوله تعالى:-
 
{ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِى الأَلْبَابِ}البقرة197 ؛ فلا يمكن للعبد أن يمارس التقوى بدون هداية، فالهداية هى أُمّ التقوى، ولا تتوالد التقوى إلا من أنوار الهداية، لذلك وجب علينا أن نعرف كيف نهتدي، وما الوسائل المساعدة على الهداية.
 
وحيث إن رحمة الله سبقت غضبه، فإنه دومًا يدلنا على ما نصل به إلى تقواه، وينير لنا طريق هداه، وأعظم تلك الدلالات لطرق الهداية كتاب الله الذى بين أيدينا.