الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إسلام بحيرى» فقد أعصابه فى مواجهة «مندوب الأزهر»

«إسلام بحيرى» فقد أعصابه فى مواجهة «مندوب الأزهر»
«إسلام بحيرى» فقد أعصابه فى مواجهة «مندوب الأزهر»




كتب - عمر حسن


اشتعلت الحرب بين مؤسسة الأزهر والباحث التنويرى- كما أطلق على نفسه- «اسلام بحيرى» بعدما طالبت  هيئة الاستثمار المسيطرة على القمر الصناعى «نايل سات» بايقاف عرض برنامج «مع اسلام» الذى يقدمه البحيرى على فضائية «القاهرة والناس»، الراعى الأول لحملات تشويه القيم الاجتماعية، وتخريب المعتقدات الدينية، الأمر الذى نتج عنه اندلاع موجة عنيفة من السجال الحاد بين كلا الطرفين، انتهت بمطالبات بينهما لاجراء المناظرات على الهواء أمام الجميع، على أن تكون الغلبة لمن يملك الحجج، إلا أن المطالبة بايقاف البرنامج كان أساسها هو خوض «البحيري» فى كل من «البخاري» و«مسلم»، عموديّ علم الحديث، فضلا عن اهانته للكتاب الكريم، فكانت المناظرات شديدة التعقيد، وذلك بسبب الاختلاف الكلى فى وجهتى النظر، فالأساس العلمى هنا ليس كالذى هناك، وعليه حدثت المشاجرات.
الاعلامى «أسامة كمال» استضاف الطرفين فى برنامجه «القاهرة 360» المذاع على قناة «القاهرة والناس» لعقد مناظرة رسمية بينهم، حيث يحضر «البحيري» فى مواجة الدكتور عبدالله رشدى وهو شاب ثلاثينى لا يرتدى العمامة ولا القفطان، بل على العكس كان شيخا «مودرن» يرتدى بدلة وجسده يبدو كجسد لاعبى كمال الأجسام، وهنا نتوقف للحظة لنحيى ذكاء من أناب ذلك الشاب سفيرا عن الأزهر فى مناظرة «اسلام»، فهو يعلم جيدا أن جمهور «البحيري» الغالبية العظمى منه من الشباب الذى لا يستهوى حديث الشيوخ الرتيب، فدفع بـ«رشدى» إلى ميدان المناظرة دونا عن فحول العلماء الأزهريين، وذلك استنادا لعدة أسباب أولها تقارب سنه مع خصمه ومع جمهوره، وثانيا لتمتعه بقدر عال من برود الأعصاب الذى كان أساس نجاح المناظرة، فالبحيرى معروف بنرجسيته فى التحاور مع المختلفين معه، فخصمه مُعرض دائما لسماع كلمات ملتوية من شأنها إثارة مشاعر الغضب، لذلك كان الدكتور رشدى هو الشخص المناسب.
كان أساس المناظرة يدور بداية حول أحقية الأزهر فى رفع دعوى قضائية لايقاف برنامح «مع اسلام» بحجة اهانة التراث الاسلامى وزعزعة الثوابت الدينية الذى تساءل البحيرى عن مفهومها الصحيح، متهما اياه بمُصادرة أى فكر جديد، مؤكدا أنه «تعرض لهجمة شرسة من قبل الأزهر الشريف، وكل التيارات ... «أنا لو أمريكى أو شيطان مكنش عملوا ضده كده».
رد عليه خصمه نافيا  فى البداية صحة ذلك الاتهام قائلا: «لما ييجى يقول الازهر بيصادر على الفكر .. لا الاستاذ اسلام أشاع عن الله ما لا يصح»، مفسرا قوله بأن «اسلام» وصف الله بأوصاف لا تليق به، فهى أولا وأخيرا أوصاف بشرية، موضحا أنه وصف الله بالتخيل حينما قال: «حاجة متخطرش على باله» وهو ما لا يجوز، فيرد البحيرى بكل تعجرف: «انت ملكش صفة تقول اللى ينفع واللى مينفعش دى شغلة القاضى بقى».
كما تم التطرق إلى فكرة زواج الطفلة، وما هو تعريف الطفلة من الأساس فى الاسلام؟ وهنا لعب «البحيري» على وتر العاطفة ورفع صوته مرددا: «ممكن يجوزوا بنت عندها 5 سنين عادى طالما سمينة.. عايزين يغتصبوها»، مستشهدا بحديث يستند إليه مشايخ السلفية الذى يدافع عنهم الأزهر وفق تعبيره، فجاء رد الشيخ مفحما له، بأن هناك فرقا بين عقد القران والدخول بالزوجة، فالعقد ليس مرهونا بسن، لكن الدخلة تُرهن بمدى استعدادية الأنثى لتقبل العلاقة الجنسية قائلا: «طالما تطيق المعاشرة بشهادة طبيب خلاص.. لكى لو قال لا مش بتتجوز، فبلاش بقى تقعد تقول بيغتصبوها».
كما كان حد الزنى الذى سخر «البحيري» منه فى احدى حلقاته محل جدال بالمناظرة، خاصة بعدما وصفه بـ«كلام عبيط»، ليرد الشيخ بأن التهكم على حد من حدود الله هو تهكم على القرآن، لأنه من أقر حد الزنى بكتاب القرآن الكريم بما لا يضع مجالا للشك، واستمر الاحتدام بينهما، مشيرا إلى أنه سيقاضى محمد عبدالسلام، المستشار القانونى للأزهر، بعد إصداره بيانًا عن مشيخة الأزهر، بأننى أهاجم الدين الإسلامي، وهذا كلام يعنى أننى مرتد كافر، لافتا إلى أن «الفقهاء لهم آراء لا يمكن تصديقها وليس لها علاقة بالنص».