الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

امريكا فتحت ملف التحقيق في وفاة عمر سليمان




 
بدأت السلطات الامريكية التحقيق في ملابسات مرض ووفاة اللواء "عمر سليمان" نائب رئيس الجمهورية السابق الذى وافته المنية فجر الخميس الموافق 19 يوليو أثناء تواجده فى مستشفى "كليفلاند الجامعى" بولاية أوهايو الأمريكية لإجراء فحوصات طبية دورية.
 
 
وأظهر تقرير اللحظات الأخيرة فى حياة الجنرال الذى جاء فى صفحة واحدة أن سبب الوفاة "هبوط حاد فى الدورة الدموية" وهو ما لا يتناسب مع الإمكانيات الطبية والعلمية ويتعارض مع إجراءات القانون الأمريكي.
 
 
الغريب أن هناك 3 حالات وفيات تزامنت بالمستشفى مع حالة اللواء عمر سليمان ووجدت سلطات التحقيق تقاريرها مستوفاة لكافة الشروط الطبية والقانونية بشأن وصف أسباب الوفيات بالتفصيل.
 
وفى تطور سريع خاطب جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية عبر قنوات دبلوماسية من واشنطن مستشفيات كبيرة بكل من الإمارات والسعودية وألمانيا للحصول على تقارير المتابعات الطبية للراحل قبل وصوله الولايات المتحدة للعلاج.
 
ويفحص الجهاز الأمريكى المتخصص حاليا كافة الاحتمالات لإمكانية تورط أجهزة معلومات عربية وأجنبية فيما حدث لسليمان.
 
 
وكشفت السلطات الأمريكية لـ"روز اليوسف" أن الفقيد كان يمكنه بناء على بروتوكول المعاملة بالمثل زيارة معظم دول العالم دون شرط الحصول على تأشيرة مسبقة.
 
 
وتبين أن اللواء عمر سليمان كان مسجلاً دوليا فى منافذ الحدود الأمريكية على أنه "سباى شيف أوف إيجيبت" أو رئيس الجواسيس المصريين.
 
 
بالإضافة إلى أنه زار الولايات المتحدة فى المرة الأخيرة كضيف على "روبرت مولر" رئيس جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية الحالى الذى استضافه اللواء عمر سليمان خلال توليه مهام وظيفته بمكتبه عشرات المرات بالقاهرة.
 
 
كما كان "ديفيد بيترايوس" المدير الحالى لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية على علم بالزيارة وهاتف الفقيد بنفسه بالمستشفى قبيل وفاته بساعات وسأله إذا كان يريد أى مساعدة ولذلك فبيانات التأشيرة الخاصة بسليمان ستظل سرية.
 
وكشفت التحقيقات الأولية أن سليمان كان يعالج فى المستشفى الأمريكى تحت إشراف طبيبين مسلمين أحدهما من الهند والآخر من دولة ليبيريا.
 
واكدت المعلومات قيام المستشفى الأمريكى فور الوفاة بعمل ملف طبى خاص صورت فيه جثة الفقيد من كافة الإتجاهات فوتوغرافيا وفيلم فيديو مدته 5 دقائق وهى إجراءات معتادة قانونيا فى الحالات المهمة التى تتوفى بالمستشفى الأمريكى خاصة إذا كان المريض يحمل جنسية دول أخرى أجنبية مثل عمر سليمان لإثبات حالة الجسد عند ساعة الوفاة.
 
وأظهرت الصور سلامة جسد سليمان بشكل أكيد عدا ندبات صغيرة للغاية نتيجة مناظير طبية أجريت له أثناء الفحوصات فى منطقة القلب والرئة مع ندبة قديمة بمنطقة البطن وظهر الجثمان فى حالة زرقان فى منطقة الصدر بسبب صعوبات التنفس عند الوفاة وإصفرار فى بعض أنحاء الجسم لعدم وصول الدماء.
 
على مسار موازٍ تبين أن أراء الجنرال عمر سليمان الثاقبة خلال فترة تواجده فى دول عربية خليجية كبرى أدت للكشف عن مسئولين كبار عملوا بأجهزة معلومات خليجية لحساب مخابرات معادية للعرب مما أدى للإطاحة ببعضهم والقضاء على البعض الآخر فى سرية تامة.
 
 
وفى نفس السياق كان سليمان بمنطق أجهزة المخابرات العالمية "يعرف أكثر من اللازم" وكان على علم بعمليات أمريكية "منتهى السرية" ما زالت تجرى على الأرض بالشرق الأوسط وتوصف أنها أقذر عمليات وكالة المخابرات المركزية منذ نشأتها فى 18 سبتمبر 1947.
 
إضافة إلى ذلك تسبب ظهور اللواء عمر سليمان العلنى على شاشات المحطات الفضائية ليهدد بما لديه من معلومات وجهات خارجية بشكل غير مباشر اعتبرت أن تهديد الرجل جد خطير.
 
 
وفى تطور بارز بدأ مكتب النائب العام المصرى التحقيق رسميا فى عدة بلاغات تهدف لكشف أسباب وفاة الجنرال عمر سليمان الحقيقية.
 
وكشف مصدر قضائى كبير أنهم سيستخدمون القنوات الدبلوماسية لمخاطبة مستشفى كليفلاند الجامعى بأوهايو الأمريكية للحصول على نسخ من تقارير وفاة الجنرال خاصة بعد تأكد القاهرة عدم قيام المستشفى بالكشف عن السموم المتطورة فى جسد الفقيد قبيل وفاته مع أن تدهور أجهزته الحيوية المفاجئ كان يلزمهم علميا وطبيا وقانونيا بذلك.
 
فى وقت أكدت فيه معلومات من داخل المستشفى الأمريكى أنهم استفسروا تحت أقصى درجات السرية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لبدء فحوصات السموم فورا غير أن الرد جاء بمعاملة حالة عمر سليمان على أنها حالة تدهور صحى عادى فى القلب والرئة.
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 سوزان اتهمت سليمان بالضغط على مبارك لتعيينه نائبا للرئيس
 
 
 
ظل اللواء عمر محمود حسين سليمان يتذكر يوم السبت 29 يناير 2011 حيث حفر اليوم الخامس للثورة المصرية فى ذاكرته ووجدانه مشاهد لم ينساها حتي وفاته ففى هذا اليوم ظهرا أدى عمر سليمان اليمين الدستورية نائبا لرئيس الجمهورية وكى نعود للأحداث فقد حلت الحكومة ومن ورائها مجلسى الشعب والشورى تزايدت أعداد المتظاهرين لتصل إلى 50 ألف فى دارة ميدان التحرير وحدها والاتصالات والانترنت قد قطعا من اليوم السابق وتم تفجير مبنى مباحث أمن الدولة فى رفح المصرية وأعلن عن تمديد حظر التجول ليبدأ من الساعة الرابعة عصرا إلى الثامنة صباحا وتم اقتحام السجون وتصدى الجيش لاقتحام البنك المركزى والتليفزيون المصرى يعلن قبول استقالة أحمد عز عضو أمانة السياسيات ومحاولات لاقتحام وزارة الداخلية وتساقط القتلى بالعشرات فى الشوارع وانتشار عصابات النهب والثوار والفلول ليرفضا معا تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس والجيش المصرى يتحرك لسد الفراغ الأمنى عقب انسحاب الشرطة من الشوارع.
 
وفى أثناء أداء عمر سليمان لليمين كان هناك أحداث أخرى تدور بالقصر الرئاسى فسوزان مبارك وجمال وعلاء ومعهم زكريا عزمى وجمال عبدالعزيز وقد انضم إليهم صفوت الشريف على الهاتف ومعه حبيب العادلى على الطرف الأخر لأنه محاصر فى وزارة الداخلية وفى حضور أنس الفقى يعقدان فى غرفة مجاورة لبهو أداء القسم اجتماعا عاجلا لا يسمح لموظفى الرئاسة الآخرين بدخوله وقد بدأ الفقى ينقل تعليمات من الجلسة لأطراف عديدة خارج القصر وعقب أداء عمر سليمان يكونوا قد أتموا الجلسة ويقفون فى انتظاره فتحدث مشادة كلامية حادة بين سوزان وهى تتهم عمر سليمان بأنه انتهز الفرصة ليضغط على الرئيس لتعيينه بينما هو يشرح أنه قرر أن يخسر تاريخه من أجل المصحلة العامة ويخبرها بأن كل شىء انتهى وعندها يتدخل فى الحديث جمال مبارك رافعا صوته فيقاطعه سليمان بقوله: «سيشهد التاريخ أنكم فعلتم بالرجل الكثير» ولا يطيل كعادته فى الكلام ليخرج مسرعا فى طريقه إلى مقر وزارة الدفاع حيث سيدير بعض التقديرات والاتصالات الآمنة من هناك لأن النظام قد شل اتصالات البلد كلها.
 
 على الجانب الآخر تثبت التقارير السرية المنتظرة الإفراج عنها تفاصيل ذلك اليوم الغريب من تاريخ الثورة المصرية فعندما يسير سليمان خارجًا من بهو القصر فى اتجاهه لسيارته تحدث المشادة الشهيرة التى على إثرها غاب مبارك قليلاً ولدقائق عن الوعى فقد تطاول عليه ابنه جمال مبارك وعلا صوته وهو يتهمه بأنه ضيعهم وضيع النظام والأسرة للأبد بتعيينه لعمر سليمان ويهرع علاء مبارك ليسكت أخاه وهو يشاهد والده فى حالة إنهيار تام وعندما لا يصمت يسبه مثلما لم يفعل من قبل بل ويقذفه بأقرب كرسى.
 
أمام بهو القصر يلتفت عمر سليمان وهو يهضم المشهد جيدًا فبخبرته علم أن تلك العائلة قد انتهت للأبد ويذهب للعربة المرسيدس السوداء المخصصة له بين عربتين من عربات الدفع الرباعى خاصة بطاقم حراسته فيوقفه قائد حراسته ويهمس فى أذنه بمعلومة فيقف سليمان لثوان يحاول أن يستوعب ما سمعه للتو فهو خطير لأن رئيس الحرس ينبئه بأن القدرات الخاصة للمخابرات المصرية قد رصدت الأمر الذى صدر وهو يؤدى اليمين للمجموعة التى من المفترض ستغتاله فى طريق عودته.
 
لا شك أن أى إنسان مهما كان رابط الجأش عندما يسمع أنه سيموت بعد دقائق لا بد أنه سيهتز غير أن سليمان قال لقائد حرسه «خليها على الله قلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا» فيرد عليه قائد الحرس : «لكن يا فندم إذا لم تكن تخشى على حياتك فربما تسمح لنا أن نخشى نحن على حياتك أولاً وبالقطع نحن بشر وبالتأكيد نحن متوترون» فيرد عمر سليمان وقد عاد تفكيره الثابت «أنا سأتصرف طبقًا لتعليماتك نفذ ما تراه يا حضرة المقدم» فيطلب منه قائد الحرس بشكل مبدئى أن يركب فى آخر عربة وهى المخصصة للحرس الخلفى ويترك المرسيدس المعروفة بأنه يستقلها لكنه يقول له: «انتظر ثوان لنؤمن الطريق «فيسأله سليمان» «أى طريق» فيقول له قائد الحرس: «العيون يافندم» وبعدما يتأكد أن الجميع مشغولون بالداخل يأمره أن يقفز بسرعة فى العربة المرسيدس وتتقدم العربات الثلاثة فى موكب سليمان ناحية بوابة الخروج ولأن الزجاج لا يمكن لمن بالخارج رؤية من بالداخل فلا يتمكن أحد من كشف حيلة الحرس وتعطى البوابات التحية العسكرية لسيارة سليمان الأمامية وتنفتح الأبواب ليخرج الركب إلى مصيره فالظروف لا تحتمل ولا بد لسليمان من الوصول لمقر وجهته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
على الجانب الآخر تتكشف حقائق أخطر فهناك مجموعة تتبع ما يطلق عليهم «البلطجية ذو الياقات البيضاء» أى البلطجية القادة.
 
وفى وسط البلد كان أول تحرك لهم فيوقفوا أول عربة إسعاف مصرية تمت سرقتها ويقتلوا سائقها ويجرحون الآخر وفى ثوان يكونون قد تحولوا شكلا لمسعفين، وكما نتذكر البلد بها حظر تجوال والحركة كلها متمركزة فى وسط البلد والتحرير ومن الحقائق المحجوبة نتأكد أنه كان لديها خطة متكاملة وضعت فى يوم 25 يناير لاغتيال عمر سليمان، حيث إنه كان من المفروض اغتياله فى صباح 26 يناير، لكنه افلت من الكمائن حتى نصل لكمين يوم السبت 29 يناير الذى نكشف حقيقته، حيث تصل المعلومة وسليمان يؤدى اليمين ويصدر لهم الأمر بالتحرك وهو الأمر الذى التقطته أجهزة المخابرات فيتحركون وسط هدوء العاصمة بعيدا عن التحرير ويكمنون لسليمان عند منطقة منشية البكرى وكمين آخر على درجات بخارية فى روكسى يسير بهدوء والغريب أن الكمينين مراقبان من قبل مجموعة ثالثة مكلفة من قبل من أصدر أمر قتل سليمان كى تتم تصفية مجموعة العملية عقب التنفيذ أيا كان الأمر بالنجاح أو بالفشل فالمهم كما فكرت عقلية المجرمين الأصليين هى محو أى دليل على ما سيحدث.
 
 
 فجأة يشاهدوا عربة المرسيدس الخاصة بسليمان فيطلق سائق العربة الإسعاف سارينة الإسعاف ويسير ببطئ أمام المرسيدس حتى تقترب على الفور تتناقل أجهزة الاتصال الخاصة بحرس سليمان الخبر، حيث إنهم على وشك الدخول فى معركة ويأمر قائد الحراسة الخاصة بسليمان الرجل بأن يهبط فى أرضية السيارة غير المصفحة فيهبط سليمان مسرعا ليفاجئ الجميع أن الباب الخلفى للإسعاف قد فتح ليبدو منها رجلان شابان بيد كل منهما سلاح رشاشحديث للغاية تستخدمه فرق العمليات الخاصة وينهمر الرصاص على راكبى العربة التى من المفروض أن سليمان بها فيقتل على الفور الحارس الذى جلس بالكرسى الأمامى اليمين ويأخذ السائق دفعة رشاش ُفى صدره وكتفه فيسقط على المقعد وينحرف بالعربة ليصطدم بجزيرة الطريق بينما تهدئ العربتان الخلفيتان السرعة ويسمع الحراس بوضوح ُفى صمت المكان وهدوئه المنفذين يعلنون نجاح العملية وموت سليمان حيث اعتقد أن الحارس الذى جلس مكان سليمان هو عمر سليمان.
ولا ينتهى المشهد عند هذا الحد فالدراجة البخارية المصاحبة للجناة كانت تكمن بين الأشجار القصيرة الموجودة بالمنطقة فتبدأ هى الأخرى اطلاق وابل من الرصاص على العربتين الأخرتين لكن هنا يتدخل القرد فالمجموعة الموكل إليها تنظيف ما حدث تخرج فجأة لتقتل كل المنفذين ولا ينجو منهم أحدا ولا يجدوا أيضاً معهم ما يثبت هوياتهم وتنتهى عملية اغتيال فاشلة ربما ستظل فى ذاكرة تاريخ الثورة المصرية بينما يفيق عمر سليمان على هول الصدمة فلقد فقد للتو ثلاثة من أفضل العناصر التى حسبها عند الله من بين الشهداء كانوا أولاده المخلصين من بين العشرات من الذين براهم على مدى أعوام طويلة بالجهاز المصرى الذى أصبح رسميًا من بين أفضل الأجهزة العاملة بالعالم.