السبت 28 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إنهم يحتضرون.. وإنا لمنتصرون

إنهم يحتضرون.. وإنا لمنتصرون






أما وقد أسترددنا وطننا الذى اختطف يوماً ووقع فى حوزة شبكة دولية من الإرهابيين خططت وحضّرت ودبرت وقفزت إلى السلطة لتستكمل السيطرة على الشرق الأوسط العتيد وتحيله إلى شرق أوسط جديد، يتجرع الفوضى الخلاقة بحسب ما روج له الأمريكان ورثة المستعمرين القدامى، فعلينا أن ندرك أن المعركة مع البغاة والمحتلين المندحرين لم تنته بعد.
ولا يجب أن يريعنا ذاك الغطاء الدينى الذى يعيد إنتاج نفس معطيات أسلافهم التتار والصليبيين مع تغيير اللافتات وإن بقيت الشعارات والمبررات التى تساق كما هى.
كانت ثورة التصحيح واسترداد الوطن فى 30 يونيو 2013 عنواناً لإرادة شعب وقدرته على الحياة والانتصار، لكن المتربصين به هالهم أن تتحطم آمالهم وقد دانت لهم السلطة فى طرفة عين، بنت ليلة كانت وبنت ليلة زالت، ليتوقف بل ليسقط مخططهم على صخرة مصر، لذلك كانت ضرباتهم طائشة، قد تكون موجعة لكنها لم ولن تخدش صلابة هذا الشعب الأبى.
والتاريخ يرصد ويسجل على الجانبين بصورة متكررة إلى حد التطابق إرادة شعب وخسة جماعة، كانت الارادة تتجلى من أحمس الذى استجمع شجاعة وبسالة المصريين قبل ألف وخمسمائة عام من الميلاد ليحرر بلادنا من جحافل الرعاع ـ كما يسميهم التاريخ ـ ليردهم على أعقابهم عبر البوابة الشرقية ولتتواصل الملحمة المصرية تبنى وتشيد وتعمر، ورغم لحظات الانكسار يتواجه الجيش المصرى العظيم مع احفاد الهكسوس ـ رعاع آسيا ـ ويتعقبهم عبر نفس البوابة الشرقية وقد اختلف الزمن والتحالفات والإمكانات، ويسترد أرضه أرض الفيروز والأنباء معبرا ومستقراً وملجأ، فإذا بفلول الرعاع يروعون الوطن عبر سيناء التى تشهد ملحمة كفاح جديدة، ما زالت تستكمل بريشة جيشنا العظيم خطوطها الباسلة.
فينقل الرعاع معركتهم ـ الأخيرة ـ إلى العاصمة وقد أصابهم مس من الجنون، يغتالون النائب العام بعد أن تصدى لهم بسيف القانون، ويستهدفون السفارة الإيطالية القابعة فى حى شعبى آمن، ويروعون الناس ويصرون على انهم من السماء قادميون، لكنها علامات الاندحار حيث سقطت كل الاقنعة لتسفر عن وجوه مجرمة مخربة كاذبة مخادعة فقدت الحس الانسانى وفقدت بوصلة المواجهة، فكان التخريب والتدمير والقتل الجبان.
فماذا نحن فاعلون؟
انها لحظة الاصطفاف الوطنى، ولحظة المواجهة الفارقة، التى يتوجب فيها تجفيف المنابع وكشف الجيوب التى تدعمه، وتنقية الثوب المصرى من اختراقات هذه الجماعات الإرهابية، التى سعت لتنبث فى ثنايا المؤسسات على اختلافها، وقت إعمال القانون بحزم ومراجعة التشريعات التى تغل يد العدالة بقيود البيروقراطية المتوارثة والتفاصيل التى يسكنها الشيطان، وقت المصالحة مع الشباب وإفساح مكان لينطلق منه بثوريته داعماً للوطن فى مراجعة متبصرة وجريئة ووطنية، وقت تأكيد المواطنة لتقوم دولة الحريات والبناء، وقت اعادة هيكلة الأحزاب وولادة أحزاب حقيقية تعبر عن الأثقال السياسية على أرض الواقع بدلا من تلك الاحزاب التى ولدت ميتة وفى أحسن الأحوال مبتسرة ومشوهة، وفى ذات السياق نصحح عوار قيام أحزاب دينية او بمرجعية دينية فى أكبر خديعة أصابت المشهد السياسى والحزبى، وكان بها حصان طروادة المخاتل والمراوغ والذى ينتظر ليلة يفتح فيها ابوابه ويخرج جنوده ليدمروا الوطن ويستكملون ما عصى على الإرهابيين فى نهارنا.
لحظة تنقية أرض الإعلام، فكم للارهاب من جنود فيها، يحولون ادواتهم واقلامهم وفضائياتهم واثيرهم إلى قنابل موقوتة قيد الانفجار خلف صفوفنا بدم بارد وضمير ذهب ولم يعد وخطوط تواصل مفتوحة مع جهات التمويل والتخطيط العابرة للحدود والدول.
المواجهة مع الإرهاب لم تعد فى حدود جماعة فقدت بوصلتها الوطنية والانسانية بل تجاوزتها لتصبح مع مخطط استعمارى يجدد ملامحه وادواته ويصر على أن يبسط مظلته على وطننا، فيغير السيطرة على مصر لن يتحقق شرقهم الاوسط الجديد ولن يستكمل حلمهم.
نحن فى معركة الربع متر الأخير، وسنعلن انتصارنا فى 6 أغسطس 2015 حين يشهد العالم افتتاح قناة السويس الجديدة رمز الصمود والتصدى والارادة المصرى، فلنتكاتف ونؤكد على أن يداً تؤكد الحريات البناء ويداً تدحر الإرهاب، وإنا لمنتصرون.