السبت 28 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المجد للفكر وعلى الأرض الاقتصاد

المجد للفكر وعلى الأرض الاقتصاد






أمعجزةٌ مالها أنبياء؟
أدورةُ أرضٍ بغيرِ فضاء؟
وصاحَ من الشعبِ صوتٌ طليق
قويٌ أبِّـيٌ عريقٌ عميق
يقولُ أنا الشعبُ والمعجزة
أنا الشعبُ لا شىءَ قد أعجزه
وكل الذى قاله أنجزه
فمِن أرضى الحرةِ الصامدة صنعتُ حضارتنا الخالدة
بقوميتى واشتراكيتي، بنبضِ العروبةِ فى أمتي
أنا الشعبُ، أنا الشعب،
لا أعرفُ المستحيلا،
ولا أرتضى بالخلودِ بديلا
بلادى مفتوحةٌ كالسماءِ، تضمُ الصديقَ وتمحو الدخيلا
أنا الشعبُ، أنا الشعب، شعبُ العلا والنضال
أحبُّ السلام، أخوضُ القتال
ومنى الحقيقة، منى الخيال
وعندى الجمال، وعندى جمال
هكذا استطاع إبداع كامل الشناوى أن يوثق ويرسم ما حققه المصريون على الأرض فى بناء السد العالى ويصيغه لحناً موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لتنطلق به الحنجرة الذهبية لفنانة الشعب أم كلثوم.
ويقدر لجيلى، ولى شخصياً، أن اعيش لحظات الإبداع والإرادة المصرية، طفلاً لحظة جلاء المستعمر وتأميم القناة، وصبياً مع لحظة تدشين بناء السد العالى  حتى الانتهاء منه صرحاً يضبط النهر ويصد غوائل فيضانه، وشاباً مع عبور اكتوبر العظيم، وكهلاً مع استرداد وطننا فى 30 يونيو، ويعود لى شبابى مع افتتاح القناة الجديدة، فى زمن قياسى فى لحظة حجزت لنفسها مكاناً يتآخى مع 6 أكتوبر، وتنطلق معها فى الثانية عصراً، من يوم الخميس 6 أغسطس2015. ومعها نشتبك مع معركة التنمية الحقيقية ونطلق شارة البدء فى تعمير حقيقى لسيناء لتصبح قيمة مضافة فاعلة لاقتصاد طال عجزه وقصوره.
كانت القناة الجديدة كاشفة لامتلاكنا ارادة الفعل تأسيساً على قواعد ورؤية سوية اعتمدت التخطيط والتصميم والحزم تترجم على أوراق وخرائط ومراحل ثم تنتقل منها الى الأرض، فى اسناد مدقق لسواعد شعب يمتلك ارادة لا تلين، فى اجواء مناوئه ومعاندة، فى لحظة روج فيها المتربصون لترهاتهم ولغوهم يشككون فى الفكرة والمضمون والنتائج، ويسعون لتقويض وتحجيم وقنص الحراك الشعبى الجارف الذى ازاحهم واسترد منهم وطناً مختطفًا، واسترد معه الانطلاق إلى المستقبل والخروج الى النهار.
على الأرض كان الاقتصاد قاعدة الانطلاق، فى سعى جاد لتعويض السنين وربما العقود التى أكلها الجراد، جراء اهمال التصنيع وتآكل الزراعة، والإرتكان على الاقتصاد الريعى الذى لا ينمو أو يبنى اساسات تراكمية عبر الإنتاج ومعه يخترق حجب التصدير ويضبط ميزانه التجارى ومن ثم ينتصر على غول اختلالات موازنته وعجز ميزان مدفوعاته، الذى فشلت سياسات القروض والمعونات فى اصلاحه او سده، ويعرف من خلال مشروعاته القومية، والقناة الجديدة واحدة منها، يعرف طريقه الى الفائض الذى يؤسس للتنمية والرفاهية.
ولعل هذا ينبهنا الى حاجتنا الى تكريس وإشاعة مفاهيم العمل المنضبط والجاد فى الشارع لتصبح حياة معاشة، وهذا لا يتم مصادفة أو برفع الشعارات التعبوية، لكن من خلال اعادة هيكلة وصياغة العقل الجمعى، من خلال منظومة التعليم التى صارت بحاجة حقيقية للتنوير والتغيير الجذرى، منهجاً وكتاباً ومدرساً ومناخاً، تتوافر لها ـ للمنظومة ـ رؤية واضحة وإرادة حقيقية عند جميع اطرافها، يدعمها إعلاماً واعياً يمتلك المهنية قبل الإمكانات اللوجستية التى تأتى بعدها ومنفذة لها.
بين الرؤية والاقتصاد والعمل قيمة وفعلاً يأتى تأكيدًا لدولة القانون الذى يوفر ويترجم مفاهيم العدل والمساواة والتجرد والالتزام، بصرامة لم تعد ترفاً، حتى نواجه غول الفساد ونطارده ونعيد لمجتمعنا بهاءه ونضارته، ونخرج به الى النهار الذى غاب كثيراً وطويلاً.
وهو خروج نؤسس له بامتلاكنا للرؤية التى تحسب القناة الجديدة هى خطوة فى طريق الألف ميل وهو ما عبر عنه وأكده الرئيس السيسى فى كلمته المدققة التى القاها فى احتفال افتتاح القناة، وعلى الأرض كان المشهد أكثر من رائع على رمال سيناء ونحن نرقب هذه اللحظات المجيدة على ضفاف القناة المبهرة، بينما تعبر امامنا واحدة من اكبر حاملات الحاويات فى اعلان نجاح السواعد المصرية فى اضافة شريان حيوى لخير الدنيا من أم الدنيا، بينما ام كلثوم تترجم كل هذا عبر شدوها:
أنا الشعبُ والمعجزة، أنا الشعبُ لا شىءَ قد أعجزه، وكل الذى قاله أنجزه
أنا الشعبُ، أنا الشعب، لا أعرفُ المستحيلا، ولا أرتضى بالخلودِ بديلا
بلادى مفتوحةٌ كالسماءِ، تضمُ الصديقَ وتمحو الدخيلا
أنا الشعبُ، أنا الشعب، شعبُ العلا والنضال أحبُّ السلام، أخوضُ القتال ومنى الحقيقة، منى الخيال.
تحيا مصر ، تحيا مصر.