السبت 28 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جمهورية الفوضي

جمهورية الفوضي




 في كل يوم محاولة جديدة لإحداث الفوضي في مصر، كأن هذا البلد أصبح جمهورية المحاولات الفاشلة لدرجة أن المصري لم يعد قادراً علي الالحاق بهذه المحاولات الفاشلة والتي أصبحت أغرب من الخيال، آخر هذه الحكايات.. التحريض علي اقتحام وزارة الدفاع رمز العسكرية المصرية والمقصود من هذه المحاولة نشر الفوضي وإعادة تشكيل وتأسيس المجتمع والمؤسسات علي الأهواء الخاصة لتكون مصر أفغانستان الثانية، ولتمهيد هذا الطريق فالمحطات الفضائية الدينية تحرض والمليشيات تتكون والقطيع ينصب الخيام أمام وزارة الدفاع وليتم تحديد ساعة الصفر لتتوافق مع ساعة الذروة وهي بعد خروج المصلين من صلاة الجمعة ليبدأ الزحف المقدس من مسجد الفتح ومسجد النور وجميع المساجد المحيطة بوزارة الدفاع، ويكون المشهد علي مرأي ومسمع من العالم تحت اسم «جمعة النهاية» والمقصود بـ«جمعة النهاية» هو انتهاء مصر ليقيموا هم ومن وراءهم دولة الفوضي، دولة المليشيات والانقسامات، دولة الإمارات المتطرفة، وكما هي عادة الإخوان ليقفون علي بعد خطوات أو كيلو مترات، نزلوا التحرير وطرحوا مطالبهم رغم الأغلبية النسبية في مجلس الشعب التي تتيح لهم المطالبة بكل شيء وبأي شيء.
 وحشدوا جماهيرهم انتظارا للإشارة والتي جاءت هذه المرة عكس أهوائهم وهي تصدي رجال القوات المسلحة لمحاولات الهدم وإحداث الفوضي والسيطرة علي كل أحداث العباسية بما فيها من متاهات ومشاكل وبلطجة وفي أقل من ساعة زمن واحدة وعلي الفور.
 هذا علي جانب، أما علي جانب ميدان التحرير الذي احتله الإخوان فقد جاءتهم الاشارة بسيطرة القوات المسلحة علي الأحداث وتصديها بحرفية ومهارة عالية علي الفوضويين ودعاة الفوضي في وقت سابق لتهيئة الأجواء لهذه الأحداث قام الإخواني والقانوني صبحي صالح بإلقاء خطبة عصماء داخل مجلس الشعب لتحريض أعضائه ضد حكومة الجنزوري وطالب بأن يكون الرد علي عدم إقالة حكومة الجنزوري تعليق جلسات البرلمان.
والتقط الخيط د. سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب الذي لم يعط الفرصة لأحد من أعضائه لإبداء الرأي أو التروي في مناقشة طلب صبحي صالح، وعلي طريقة فتحي سرور رئيس المجلس السابق قال الكتاتني موافقة لتعليق جلسات مجلس الشعب ضارباً عرض الحائط بكل مشاكل وقضايا الناس.. المهم تنفيذ تعليمات المرشد العام ومكتب الإرشاد.
تأتي كل هذه الخطوات لتهيئة الأجواء لعملية الفوضي الكبري التي تمت بتحديد ساعة الصفر لها بعد صلاة الجمعة الماضية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
أيها السياسيون الناس يعرفون أولوياتهم، هل أنتم تعرفون؟
يريد الناس أن يعرفوا إلي أين سيصل سعر أنبوبة البوتاجاز وأنتم تريدون تحديد ميعاد استيلائكم علي السلطة؟
لماذا لا يبدأ الإخوان بأي حدث؟
إنهم دائماً يركبون الأحداث، هكذا علمنا التاريخ والأحداث السابقة، هذه الأسئلة يطرحها المراقبون هم يرون البلاد تتقهقر وتتراجع أمام زحف التخلف والانتقام من الذين يحملون شعارات الموت والتحدي ومخالفة القانون.
ماذا يحدث الآن في مصر؟
الإخوان ومن علي شاكلتهم يتحركون وكأنهم لم يتعظوا من أحداث التاريخ، فيما الناس يشكون ويتعذبون من حالة التوقف عن الحلول أو الحركة أو التقدم للأمام ويطرحون سؤالا إلي متي سيستمر هذا الوضع؟
 ليس من المقبول أن تطغي المصالح الشخصية الضيقة والانتهازية السياسية علي احتياجات الناس ومشاكلهم.. لكن كل هذا حدث مع الأسف عن طريق الفصيل السياسي الذي يحاول دائماً بالمناورات السياسية التغطية علي التكويش والتغول علي السلطة والتراجع عما تعهد به أمام الشعب.
 البلد في شلل كامل، الشيء الوحيد الذي يتحرك هو الألسنة التي تهبط بالحوار إلي مستوي السجال ومن السجال إلي الردح، المحاولات مستمرة لجر مصر إلي الوراء وهذه مهمة مستحيلة ومن راهن علي التوريث فوجئ بثورة الشباب، ما يحتاج له الناس ليس من يعرف كيف يسعي إلي السلطة، بل من يحل مشاكل الوطن والمواطنين.